يعتبر مشروب الـ julmust أحد المشروبات التي تُستهلك بكثرة في السويد، إذ يتم استهلاك حوالي 50 مليون لتر منه في فترة الأعياد فقط. وتجدر الإشارة إلى أن متحف Spritmuseum في ستوكهولم، الذي يُعنى بالتعريف بماضي وحاضر المشروبات الكحولية، قد خصص لمشروب الـ julmust مكاناً في المتحف على اعتباره البديل الأول غير الكحولي، إلى جانب مشروب glögg وبيرة عيد الميلاد الخالية من الكحول. هذا ونشأ شغف السويديين بهذا المشروب الغازي، الذي تجاوزت مبيعاته مبيعات شركة Coca-Cola في السويد خلال فترة الأعياد، في أوائل القرن العشرين عندما عاد السويدي هاري روبرتس الذي كان يدرس الكيمياء في ألمانيا إلى السويد، جالباً معه تركيبة مطورة لشراب يحتوي على خلاصة الشعير، والتي تشكل أساساً للمشروبات غير الكحولية والبيرة، حيث وقد هذا مع وقت كانت تعمل السويد فيه جاهدة لمواجهة استهلاك مواطنيها المفرط للكحول، وكان لا بدّ من اللجوء إلى الخيارات البديلة المتوفرة. قام هاري ووالده روبرتس بتأسيس شركة Roberts AB في عام 1910 في أوريبرو، وبدءا بإنتاج وتوزيع الشراب الذي تم شرائه من قبل العديد من الشركات المصنعة التي استخدمته لإنشاء وتعبئة علامات تجارية مميزة لبيعه بالتجزئة. هذا وظلّت تركيبة شراب الـ julmust خاضعةً لحراسة مشددة من قبل شركة Roberts AB لأكثر من قرن، حيث تم إنتاج وبيع عدد لا يحصى منه لعلامات تجارية مختلفة في السويد عن طريق محال السوبر ماركت وشركة Systembolaget للمشروبات، ولا سيما في فترة الأعياد، ناهيك عن بيعه في ماكدونالدز.ونظراً لامتلاك كل مصنع طريقته الخاصة في استخدام الشراب، فقد تفرّدت كل علامة بمذاق مختلف عن غيرها. هذا ويُصر بعض الأشخاص على أن طعم الشراب المعبأ يُصبح أفضل في حال تم تخزينه لمدة عام قبل شربه. هل مشروب الـ julmust حلال؟إلا أن السؤال الأهم، ولا سيما للمقيمين من أصول عربية في البلاد، يبقى فيما إذا كان شراب الـ julmust يحتوي على نسبة من الكحول أم لا، وخاصةً أن اختبارات الكحول الخاصة بالقيادة، التي تقوم بها الشرطة، تكون إيجابيةً في الكثير من الأحيان.في هذا السياق، صرّح أحد الخبراء أن نسبة السكر الموجودة في المشروب تتحول إلى خمائر تُعطي نفس تأثير الكحول في الفم لمدة دقيقة أو دقيقتين، مضيفاً أن هذه الخمائر لا تنتقل إلى الدم وتبقى موجودةً في الفم. وبدوره، قال رئيس مجلس الإفتاء السويدي، الشيخ سعيد عزام، إن المشروبات التي تتمتع بطعم الكحول ولا تحتوي على أية عناصر كحولية أو تأثير كحولي، والتي لا تندرج تحت قول الرسول عليه الصلاة والسلام «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، يُمكن استهلاكها وتناولها. View this post on Instagram A post shared by تهاني عبود