تسعى الأوساط الاقتصادية في فنلندا إلى بدء دراسات حول مشروع عملاق يتمثل في إنشاء جسر بطول 170 كيلومترًا يربط بين العاصمة السويدية ستوكهولم ومدينة Åbo الفنلندية، في خطوة وصفت بأنها واحدة من أضخم المشاريع الهندسية التي قد تشهدها المنطقة. يأتي هذا المقترح في أعقاب إعلان الحكومة الفنلندية العام الماضي عن خطط لبناء "جسر كفارك Kvarkenbron"، الذي من المقرر أن يربط بين مدينة Vasa الفنلندية ومدينة Umeå السويدية. ويبلغ طول هذا الجسر المقترح خمسة أضعاف طول جسر أوريسند الذي يربط السويد والدنمارك. إلا أن المشروع الجديد، الذي يهدف إلى إنشاء اتصال بري مباشر بين Åbo وStockholm، لا يزال في مرحلة مبكرة ولم يخضع لأي دراسات تفصيلية حتى الآن. ومع ذلك، يرى Jyri Häkämies، الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعة الفنلندية، أن المشروع واقعي ويمكن تحقيقه. وقال في تصريح لـ Svenska Yle: "إنه مشروع ضخم لا يزال بحاجة إلى دراسة شاملة، ولكن إذا نظرنا إلى تجربة جسر أوريسند، فقد اعتُبر في البداية فكرة غير واقعية، إلا أن فوائده الاقتصادية أصبحت واضحة مع مرور الوقت." هل يمكن للجسر أن يحل محل العبارات البحرية؟ حتى الآن، لا توجد أي تقديرات رسمية حول تكلفة المشروع أو الجهة التي ستتحمل نفقاته. ومع ذلك، تشير دراسة صادرة عن شركة Destia الفنلندية، المتخصصة في البنية التحتية، إلى ضرورة بدء الدراسات حول المشروع في أقرب وقت ممكن. كما تقترح الدراسة إمكانية أن يكون المشروع مزيجًا بين الجسور والأنفاق، بهدف توفير خط سكك حديدية يربط بين البلدين، مما قد يجعل القطارات بديلاً محتملاً للعبارات البحرية التي تنقل الركاب والبضائع بين فنلندا والسويد. فيما لم يُحسم بعد ما إذا كان الجسر سيتضمن طريقًا للسيارات أم لا. مشاريع بنية تحتية كبرى قيد الدراسة لا يعد هذا المشروع الوحيد من نوعه، إذ تعمل فنلندا أيضًا على دراسة جدوى إنشاء نفق بطول 80 كيلومترًا لربط العاصمة Helsinki بعاصمة إستونيا Tallinn، في خطوة تهدف إلى تعزيز الربط البري في منطقة بحر البلطيق. أما فيما يتعلق بجسر Kvarkenbron، فمن المتوقع أن يتم استكمال دراساته التفصيلية خلال السنوات القادمة، مع إمكانية أن يصبح جاهزًا للاستخدام بحلول عام 2040. ما موقف السويد؟ لم تصدر الحكومة السويدية موقفًا رسميًا بشأن دعم مشروع الجسر الجديد بين Åbo وStockholm، إلا أن رئيس الوزراء السويدي Ulf Kristersson أبدى دعمه العام للاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية، قائلاً: "مثل هذه المشاريع تحتاج إلى وقت طويل ودراسات مستفيضة، لكنها تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية المستقبلية خاصة بعد انضمام السويد إلى حلف الناتو." في الوقت الحالي، لا يزال المشروع في مراحله الأولية، وسيعتمد تنفيذه على نتائج الدراسات الاقتصادية والهندسية، إضافة إلى مدى توافق الحكومتين الفنلندية والسويدية حول تفاصيل التمويل والتنفيذ.