أصدرت مصلحة الهجرة السويدية (Migrationsverket) تقريرًا جديدًا يسلط الضوء على الوضع الأمني والإنساني في سوريا، وتأثيره على قرارات اللجوء والحماية الدولية الممنوحة لطالبي اللجوء السوريين في السويد. يستند التقرير إلى مصادر مختلفة، بما في ذلك تقييمات أمنية وتقارير منظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى بيانات حول تحركات السكان واللاجئين. الوضع الأمني في سوريا يؤكد التقرير أن سوريا لا تزال تعاني من وضع أمني معقد يتفاوت بين المناطق المختلفة. فبينما تشهد بعض المناطق استقرارًا نسبيًا، لا تزال مناطق أخرى تعاني من أعمال عنف مستمرة نتيجة الاشتباكات بين الفصائل المسلحة، والغارات الجوية، والانتهاكات الحقوقية التي تطال المدنيين. وفقًا لمصلحة الهجرة، فإن الوضع الأمني لا يزال متدهورًا في أجزاء واسعة من البلاد، خاصة في مناطق النزاع المستمرة مثل إدلب، درعا، شمال شرق سوريا، وبعض الأجزاء من ريف دمشق. كما يستمر تدهور الوضع الإنساني بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وغياب الخدمات الأساسية، وانعدام الأمان في العديد من المناطق. طلبات اللجوء للسوريين في السويد يشير التقرير إلى أن عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في السويد لا يزال مرتفعًا، حيث تشكل الاضطرابات الأمنية واستمرار التهديدات ضد المدنيين أسبابًا رئيسية لدفع السوريين إلى البحث عن الحماية الدولية. معايير منح الحماية الدولية للسوريين وفقًا لمصلحة الهجرة، لا تزال السويد تمنح الحماية لطالبي اللجوء السوريين بناءً على عدة عوامل رئيسية تشمل: الخطر العام: لا تزال بعض المناطق السورية تُعتبر خطرة، مما يجعل العودة إليها غير آمنة. الاضطهاد السياسي والاجتماعي: يتعرض بعض الأفراد للاضطهاد بسبب آرائهم السياسية أو انتماءاتهم العائلية أو العرقية. الخدمة العسكرية الإلزامية: يعد التجنيد الإجباري في الجيش السوري أحد الأسباب التي يتم النظر فيها عند دراسة طلبات اللجوء، حيث يواجه بعض الشباب السوريين مخاطر الاضطهاد أو الزج في النزاع المسلح. الوضع الإنساني: تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية يُعد عاملاً إضافيًا يؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم الحاجة إلى الحماية. إمكانية العودة إلى سوريا على الرغم من بعض التقارير التي تشير إلى عودة لاجئين سوريين إلى بلدهم من الدول المجاورة مثل لبنان وتركيا، إلا أن مصلحة الهجرة السويدية لا تزال ترى أن الوضع في سوريا غير مستقر ولا يسمح بعودة آمنة للغالبية العظمى من اللاجئين. كما يؤكد التقرير أن العائدين يواجهون تحديات كبيرة، مثل: الاعتقالات والمضايقات الأمنية لبعض العائدين، خاصة إذا كانوا مطلوبين من قبل النظام السوري أو لديهم صلات بالمعارضة. الوضع الاقتصادي المتدهور، حيث يعاني معظم السوريين من ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوظائف، مما يجعل الحياة في سوريا صعبة للغاية. انعدام الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والكهرباء والمياه، مما يزيد من صعوبة العودة الطوعية. اقرأ أيضاً: عودة مشروطة؟ الاتحاد الأوروبي يدرس السماح للسوريين بزيارة وطنهم دون فقدان اللجوء سياسات السويد تجاه اللاجئين السوريين يؤكد التقرير أن السويد لا تزال تتعامل بحذر مع طلبات اللجوء السورية، وتقوم بدراسة كل طلب على حدة بناءً على الوضع الشخصي للمتقدم، بالإضافة إلى التقييم العام للأوضاع في سوريا. كما أن مصلحة الهجرة تتابع بشكل مستمر التطورات على الأرض، وإذا شهدت سوريا تحسنًا ملحوظًا في الوضع الأمني والسياسي، فمن المحتمل إعادة تقييم سياسات اللجوء الخاصة بالسوريين.