في زاوية هادئة من منزل عائلة بيغون في نوربوتن، تجلس أناستاسيا، فتاة طموحة بعمر الثامنة عشرة، تحدق في كتبها المدرسية. كان الحلم واضحًا منذ صغرها: أن تصبح جراحة أعصاب تساهم في إنقاذ الأرواح. لكن هذا الحلم بات الآن مهددًا، ليس بسبب قلة الجهد أو الطموح، بل بسبب قرار مصلحة الهجرة السويدية بترحيلها إلى أوكرانيا بحسب تقرير للتلفزيون السويدي SVT، حيث تدور حرب تلتهم الحياة والمستقبل. "كيف أترك ابنتي وحدها؟" ألينا بيغون، والدة أناستاسيا، تتحدث بصوت مختنق بالمشاعر: "عندما أفكر في أن ابنتي الجميلة والطيبة قد تُجبر على العودة إلى بلد يعيش أهوال الحرب، لا أستطيع وصف شعوري. إنه فزع لا يمكن احتماله".عائلة بيغون، التي استقرت في السويد منذ خمس سنوات، تقدمت بطلب للحصول على تصريح إقامة دائمة قبل عامين. حصل الجميع على الموافقة: الوالدان من خلال عملهما، والأشقاء لأنهم تحت سن 18 عامًا. ولكن أناستاسيا، التي كانت تبلغ 16 عامًا حينها، رفض طلبها لأنها بلغت السن القانونية خلال معالجة الطلب. أحلام تتحطم على صخرة القرار تعيش أناستاسيا في السويد منذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها. تدرس الآن في عامها الأخير من برنامج العلوم الطبيعية في المدرسة الثانوية، وكانت تخطط للالتحاق بجامعة أوميو لدراسة الطب.تقول أناستاسيا: "إنه ليس مجرد قرار؛ إنه حكم يقتل مستقبلي. السويد هي منزلي الآن، وعائلتي هنا. كيف يمكنني العودة إلى بلد يعيش أهوال الحرب؟" قرار يهدد بتفكيك العائلة القرار لم يثر قلق أناستاسيا وحدها، بل دفع الأسرة بأكملها إلى عيش حالة من التوتر المستمر. تقول ألينا: "إذا تم تنفيذ القرار، لن أتركها تذهب وحدها. سأرافقها، ولكن كيف يمكنني أن أترك طفليّ الآخرين هنا؟ القرار يدمر حياتنا كعائلة." مدينة فينيتسيا، مسقط رأس أناستاسيا، كانت شاهدة على واحدة من أكثر الهجمات الصاروخية دموية خلال الحرب. في يوليو 2022، أودى هجوم بحياة 27 شخصًا وأصاب المئات، ولا تزال المدينة تحت تهديد مستمر حيث سجلت أكثر من 1,300 إنذار جوي. موقف مصلحة الهجرة تؤكد مصلحة الهجرة أن القرار يستند إلى قواعد واضحة. تقول المتحدثة هانا غورتسن: "عندما اتُخذ القرار، كانت أناستاسيا قد بلغت 18 عامًا، ولم تعد تُعتبر طفلة."تشير غورتسن إلى أن أوكرانيا ليست في حالة تجعل البلاد بأكملها غير آمنة. ومع ذلك، تعرضت العائلة لصدمة إضافية عندما أُبلغوا بأن أناستاسيا يمكنها التقدم للحصول على حماية مؤقتة بموجب توجيه الاتحاد الأوروبي، لكن هذا سيُلغي سنواتها الخمس في السويد. بين الوطن والحلم العائلة الآن في انتظار قرار المحكمة بشأن استئنافهم. بالنسبة لأناستاسيا، هذه ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي معركة للحفاظ على أحلامها ومستقبلها.تختتم والدتها بالقول: "لقد فعلنا كل شيء لنمنح أطفالنا حياة آمنة ومستقبلًا مشرقًا. هذا القرار ليس مجرد ظلم؛ إنه انتزاع لأملها بالحياة."