ولدت السيدة سهى داية في مدينة حلب، وهي المدينة السورية الشهيرة بثقافتها وتراثها العريق، ونشأت محبةً للفنون بكل أنواعها. حققت سهى أولى خطواتها الدراسية عندما نالت شهادة البكالوريوس بالأدب الفرنسي في جامعة حلب، ومن ثم توجهت بعد تخرجها إلى مجال كان يشدّها بشدة، وهو مجال التجميل والأزياء.قضت سهى تسع سنوات ثمينة في مجال التجميل، عملت فيها كمدرسة وخبيرة تجميل في إحدى المعاهد. وبينما كانت تستمتع بعملها في هذا المجال، قررت أن تضيف الى خبرتها دراسة تصميم الأزياء وتبدأ بتعلمها. وعندما أنهت سهى تدريبها عملت في مجال تصميم أزياء الأطفال في إحدى معامل الألبسة في حلب.بعد تجربة غنية في مجالي التجميل وتصميم الأزياء، قررت سهى تقديم شيء جديد وفريد. وعملت في دبي لفترات متقطعة ودرست تخصص خبير المظهر والجمال - Styling and Image Consultant، بناءً على رغبتها في دمج المجالين الذين اكتسبت فيهما خبرةً طويلة معاً.تُقيم الآن سهى في مدينة دوسلدورف Düsseldorf في ألمانيا، وتُدير مشروعها الخاص في مجال تصميم الأزياء والتجميل."لم اختاره هو من اختارني"وعن سؤالها حول الدافع وراء اختيارها مجال التجميل وتصميم الأزياء تقول سهى لمنصة أكتر: "ربما قد تستغرب إذا قلت لك بأنني لم اختر هذا المجال هو من اختارني". وتضيف: "حبي وشغفي هو من قادني لهذا المجال وأنا سعيدة جداً لأنني تمكنت من العمل في مجال أحبه".عندما تجتمع الماكينات الألمانية مع الروح السوريةاستمدت سهى الإلهام من التفاصيل البديعة المحلية التي تعكس طابع بلادها الأصلية، كالصدف اللامع والخشب العتيق واللؤلؤ الباهر والذهب الساحر الذي يعكس جاذبية الشرق الفاتنة، هذه التفاصيل الدقيقة أصبحت توقيعها الخاص والفريد في تصميماتها. بكل فخر تقول سهى لمنصة "أكتر": "أنا سورية بكل فخر واعتزاز، أحمل في قلبي حب تراثي وتاريخي."لكنها، في نفس الوقت، لم تضمر حسها الفني من الانفتاح على تجارب جديدة، فقد تمكنت ببراعة من دمج بين الروح الألمانية والروح السورية في أعمالها، مستفيدةً من رأي زملائها الألمان. وقد راعت في تصميماتها الجمع بين العناصر المحلية الجميلة التي أحضرتها من سوريا وبين القوة والجودة الرائعة المميزة للصناعة في ألمانيا.بأسلوبها المتميز، تقول سهى لمنصة "أكتر": "لا أعتقد أنه يجب على الأشخاص الذين يهاجرون إلى أوروبا الإصرار على التمسك العنيد بأفكارهم وأنماطهم، بالطبع من المهم الحفاظ على أصولنا وجذورنا، ولكن من أجل الاندماج الفعال، يجب أن نكون مستعدين للتعلم والاكتساب من المجتمع المحيط بنا". وتضيف: "أعتقد أنه يجب على الإنسان أن يمتص الصفات الإيجابية من كل بيئة يعيش فيها، وأنا دوماً أسعى للإثراء الذاتي والتعلم من المحيط الذي أعيش فيه، وأعتبر هذا أمراً ضرورياً وصحياً".تحديات وعقبات ولكن من جد وجدكسيدة غريبة في أرض جديدة، واجهت سهى مجموعة من التحديات، تمثلت في الاندماج والتأقلم مع الثقافة الألمانية الجديدة، تعلم اللغة، وكسب ثقة الألمان في منتجاتها التي تقدمها، وهذا كله بالإضافة إلى الحصول على الرخصة الألمانية لتشغيل مشروعها. لكن سهى، المليئة بالشجاعة والإصرار، كان لها رأي آخر في التحديات، حيث أكدت أنها لن تسمح لها بأن تكون أكبر مما هي عليه بالفعل. ففي كل مكان وفي كل خطوة تتخذها، هناك تحديات وعقبات يجب التغلب عليها. وبنظرها، يتطلب النجاح الحقيقي الكثير من الجهد والتعب، ولكن اللذة الحقيقية تأتي عندما تصل إلى هدفك بعد كل هذا العمل الشاق.الموضة والأناقة الاسكندنافية والسويدية بعيون سهىلم تخلو المحادثة الودودة مع السيدة سهى من الحديث عن عالم الموضة، حيث طرحت منصة "أكتر" عليها سؤالاً حول وجهة نظرها بشأن الموضة الاسكندنافية عموماً، وفي السويد بشكل خاص. تقول سهى: "يميل الأوروبيون للاستدامة، معززين الفكرة أنه ليس هناك حاجة لشراء كميات كبيرة من الملابس التي تؤدي نفس الوظيفة. وفي السويد، يتجه الأفراد نحو البساطة بشكل أكبر حتى من ألمانيا". وتتابع: "هذا الاتجاه نحو البساطة يعود لعدة عوامل، أبرزها الطبيعة الساحرة المليئة بالألوان، والبشرة الفاتحة التي تجعلهم يميلون نحو الألوان الداكنة والتصاميم البسيطة والغير لامعة. ثانياً، السنوات الطويلة التي قضوها تحت سلطة الملوك والأباطرة، اصرارا منهم على رفض مظاهر ما قد ثاروا ضده مسبقاً .. كنوع من الاصرار على تحررهم من التبعية الملكية". وتضيف: "هم يختلفون عنا، نحن العرب، في ذوقهم، حيث أن طبيعتنا المناخية، وبشرتنا البنية، وشعرنا الداكن يجعلنا نفضل الألوان الزاهية واللامعة".نصيحة من السيدة سهى لجميع السيداتتنشر السيدة سهى مقاطع فيديو على صفحتها على فيسبوك وانستغرام تتضمن نصائح وإرشادات للسيدات بشأن كيفية العناية بمظهرهن وتقديم أنفسهن بأروع الطرق، بالإضافة إلى استعراض تصميماتها الفريدة والمبتكرة. وعند سؤالها عن النصيحة التي تود مشاركتها مع السيدات، تقول سهى لمنصة "أكتر": أدعو السيدات في جميع أنحاء العالم، سواء في أوروبا أو أي مكان آخر، للاستمرار في الاطلاع على ما يحدث في العالم من حولهم، وعلى الاستعداد لقبول الآراء الجديدة، والإلمام بالتطورات المعاصرة، والتعرف على نماذج النجاح بين النساء وطرق ارتدائهن للملابس وإدارتهن لحياتهن المهنية، ليس بقصد التقليد، ولكن لفهم الآخرين وتعلم شيء جديد منهم. وتضيف: "كسورية، أسعى دائماً إلى تقديم صورة إيجابية عن السوريين في الدول الأوروبية وإظهار أنهم ينجحون في أي مجال يختارونه، وهذا الأمر تحقق بالفعل". كما أكدت سهى أن السعي نحو النجاح يتطلب التعب والجد، فكل شيء يستحق الوصول إليه يتطلب التضحية.