رغم ارتفاع معدلات البطالة في السويد، يشكو أصحاب المطاعم من صعوبة إيجاد طهاة مؤهلين، وسط تزايد الطلبات غير الجدية على الوظائف. وتكشف شهادات لعدد من أصحاب المطاعم أن 90% من طلبات العمل التي يتلقونها غير جدية، مما يعرقل سير العمل ويزيد من معاناتهم في ظل نقص الكوادر وذلك بحسب صجيفة TN. تقول جانيت بومان، التي تدير مطعمًا موسمياً في سكيفارب منذ أكثر من 20 عاماً: "الوضع أصبح صعبًا للغاية، فنادراً ما نحصل على مرشحين جادين رغم نشرنا لإعلانات واضحة تطلب طهاة مؤهلين". وتضيف بومان أن الكثير من الطلبات التي تصلهم تكون فارغة من التفاصيل، وأحياناً لا تتضمن سوى جملة قصيرة دون معلومات تواصل. وتوضح: "نردّ على كل طلب ونطلب معلومات إضافية، لكن معظمهم لا يجيبون". مشكلات مستمرة وتلاعب بالنظام من جهتها، تؤكد آنا هولتبرغ، مالكة مطعم في هالمستاد، أن المشكلة ليست جديدة، لكنها أصبحت أسوأ بعد الجائحة. وتقول: "هناك من يكرر تقديم الطلبات سنوياً دون نية حقيقية للعمل. بعضهم معروفون بالاسم لدى الجميع هنا". وتشير هولتبرغ إلى حالات كذب في السير الذاتية، مثل أشخاص يدّعون خبرة طويلة بينما عملوا فعليًا لأيام معدودة فقط. وتضيف: "الوضع مقلق ويدعو للتساؤل عن جدية المتقدمين ومدى فاعلية النظام الحالي". استغلال نظام التأمين ضد البطالة بحسب بومان، يبدو أن بعض المتقدمين يهدفون فقط إلى إثبات بحثهم عن عمل للحصول على إعانة البطالة (a-kassa). وتوضح: "أعتقد أن النظام أصبح سهلاً للغاية، وهناك من يستغل ذلك لإرسال طلبات شكلية دون رغبة حقيقية في العمل". وتؤكد أن المعضلة ليست في المتقدمين وحدهم بل في ضعف الرقابة من قبل مكتب العمل (Arbetsförmedlingen). وتقول: "لم نتلقَّ أي تواصل من المكتب بشأن متابعة الطلبات أو التأكد من حضور المتقدمين للمقابلات". مطالبات بمزيد من الرقابة يشارك كينت لي، مالك مطعمين في يونشوبينغ، الرأي نفسه، ويشير إلى أنه يتلقى طلبات من أشخاص بعيدين جغرافيًا بشكل واضح، مما يثير الشكوك حول نواياهم الحقيقية. بدورها، ترى هولتبرغ أنه من الضروري أن يكثّف مكتب العمل متابعته للمتقدمين لضمان جدية طلباتهم، بينما تعتقد بومان أن تحميل أصحاب العمل المزيد من الأعباء البيروقراطية ليس حلاً، داعيةً الحكومة للبحث عن حلول أكثر فاعلية. رد مكتب العمل مكتب العمل أكد عبر متحدثه الإعلامي دينيس يوهانسون سترومبرغ أنه يدرك هذه التحديات، مشددًا على أن المكتب يجري عمليات تدقيق منتظمة ويشجع أصحاب العمل على الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه. وأضاف أن المكتب يراجع تقارير النشاط الشهرية ويتحقق من عدد ونوعية الوظائف التي يتم التقديم لها. ويختتم المكتب بيانه بالتأكيد على أن المتقدمين مطالبون بالسعي الجاد للحصول على عمل، وأن أي إخلال بشروط البحث عن عمل يتم إبلاغ صناديق التأمين ضد البطالة به لاتخاذ الإجراءات المناسبة.