شهدت مدينة أوريبرو يوم الثلاثاء 4 فبراير حادثة إطلاق نار مأساوية داخل مدرسة ريسبرسكا، ما أسفر عن سقوط عشر ضحايا وإصابة آخرين، في واحدة من أخطر حوادث إطلاق النار الجماعية في تاريخ السويد. تواجد عدد كبير من الأشخاص داخل مدرسة ريسبرسكا في مدينة أوريبرو عندما بدأ منفذ الهجوم بإطلاق النار عشوائيًا، فيما وصف شهود العيان المشهد بأنه كان صادمًا ومروّعًا. شهادات من موقع الحادث قال أحد الطلاب، الذي واجه المهاجم في أحد الممرات، لصحيفة أفتونبلادت: "لم يقل شيئًا، كان هادئًا تمامًا." ووفقًا للصحيفة، قام الشاهد بتوثيق الحادث بالفيديو، حيث ظهر رجل يرتدي ملابس سوداء ويحمل أسلحة ثقيلة. وأشار الطالب إلى أنه رأى المهاجم يحمل سلاحين طويلين، موضحًا: "أعتقد أنه كان يحمل واحدًا على ظهره والآخر بين يديه." كما كدت شاهدة أخرى، تحدثت إلى SVT Nyheter Örebro، أن المهاجم كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل وكان يتصرف بهدوء شديد، دون أن يبدي أي انفعال أثناء تنفيذه للهجوم. كما قال أحد الطلاب، الذي كان على مقربة من المهاجم لحظة وقوع الهجوم، لصحيفة أفتونبلادت: "كنت في طريقي إلى الصف عندما سمعت أصوات طلقات نارية، في البداية اعتقدت أنها مجرد صوت سقوط كرسي أو شيء مشابه، لكن عندما تكررت الطلقات، أدركت أن الأمر خطير جدًا، وركضت نحو الباب للخروج." وأضاف: "لا أعلم ماذا كان سيحدث لي لو لم أكن قد أزلت إحدى سماعات الأذن في تلك اللحظة." روى الطالب لحظات الرعب التي عاشها أثناء الهروب من المدرسة، قائلًا: "عندما التفت، رأيت الناس يسقطون فوق بعضهم البعض في حالة هلع، كانوا يحاولون الفرار بأي وسيلة ممكنة، كان المشهد مرعبًا." وأوضح أن بعض الأشخاص داخل المدرسة لم يدركوا ما كان يحدث، حيث استمروا في التحرك داخل المبنى وكأن شيئًا لم يكن. وقال الطالب: "رأيت امرأة تقف بيني وبين المهاجم، حاولت الصراخ لتحذيرها، ثم ركضت وسمعت طلقات نارية خلفي." كشفت صديقة أحد الطالب عن تفاصيل مرعبة للمكالمة الهاتفية التي تلقتها أثناء وقوع الحادث، حيث قالت: "اتصل بي في الساعة 12:35، وكنت أسمع إطلاق النار في الخلفية. بعد دقائق قليلة، سمعت أصوات سيارات الإسعاف عبر مكالمة الفيديو." وقد وصف طالبان آخران، عمر (18 عامًا) وناهوم (19 عامًا)، لحظات الرعب التي عاشوها أثناء الحادث، وقال عمر: "كنا في ورشة العمل عندما رأينا مدير المدرسة يركض نحونا. أخبرنا المعلم بعدم مغادرة الفصل وأطفأنا الأنوار." فيما قال ناهوم، معبرًا عن شعوره بعد انتهاء الحادث: "نحن سعداء فقط لأننا تمكنا من العودة إلى المنزل ورؤية عائلاتنا. في البداية، اعتقدت أن هناك حريقًا، لكن عندما علمت أنه إطلاق نار، شعرت بصدمة كبيرة." ذكر شهود عيان أنهم رأوا طلابًا يقومون بحمل زملائهم المصابين إلى سيارات خاصة، لنقلهم إلى المستشفى بسرعة. وأكدت السلطات أن التحقيقات لا تزال جارية، وسط إجراءات أمنية مشددة في المنطقة، فيما تسعى الشرطة إلى تحديد دوافع الهجوم وظروف تنفيذه. ملخص عن الحادث.. وقعت الحادثة عند الساعة 12:30 ظهرًا، حيث تلقّت الشرطة بلاغًا عن هجوم مسلح داخل المدرسة. الجاني، وهو رجل في منتصف الثلاثينيات، بدأ بإطلاق النار عشوائيًا داخل المبنى مستخدمًا أسلحة نارية ثقيلة. وفقًا للشرطة، تم تأكيد مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين، بعضهم في حالة خطيرة. الشرطة تعاملت مع الحادث على أنه هجوم خطير يشمل تهديدًا لحياة العامة، ما دفعها إلى إغلاق المنطقة واحتجاز الطلاب والموظفين داخل المدرسة لحمايتهم. أجهزة الأمن نفّذت عملية واسعة النطاق بمشاركة وحدات الشرطة الخاصة والفرق الطبية، وتم إعلان حالة الطوارئ في مستشفى أوريبرو الجامعي لاستقبال المصابين. المشتبه به كان يحمل رخصة سلاح ناري، ولم يكن معروفًا لدى الشرطة مسبقًا، كما لم تكن لديه أي صلات بالعصابات الإجرامية أو الجماعات الإرهابية. الشرطة عثرت على السلاح بجوار الجاني، وتشير التقارير إلى أنه أطلق النار على نفسه أثناء المواجهة مع الشرطة. التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الدوافع وراء الهجوم، حيث لم يتم تحديد أي سبب واضح حتى الآن. الأجهزة الأمنية قامت بتفتيش منزل المشتبه به بعد الحادثة بحثًا عن أدلة إضافية.