سياسة

مقال رأي: المهاجرون الموجودون في السويد عليهم تعلّم السويدية

مقال رأي: المهاجرون الموجودون في السويد عليهم تعلّم السويدية image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

مقال رأي: المهاجرون الموجودون في السويد عليهم تعلّم السويدية

Foto TT

مقال رأي لرئيسة الحزب الليبرالي نيامكو سابوني

يرى الليبراليون بأنّ عليهم منح الأولوية لتعلّم اللغة السويدية، وذلك ينطبق على جميع الأطفال، ولكن خاصة ذوي الأصول الأجنبية. فبرأيهم هذا قد يعطيهم فرصاً أكبر في الحصول على عمل وتحقيق النجاح.

FotoHenrik Montgomery/TT
رئيسة الحزب الليبرالي نيامكو سابوني

ليس مهم من أين أتيت

كتبت نيامكو سابوني، رئيسة الحزب الليبرالي، مقال رأي ترى فيه بأنّه يجب إلزام أطفال المهاجرين بتعلّم اللغة السويدية، وتحضّ المهاجرين على تعلّمها أيضاً، وتلوم الحكومة على تقصيرها في فرض هذا التعلّم كجزء من عملية إدماجهم في المجتمع. 

وتقول سابوني بأنّ لكلّ البشر الحق في العيش أينما يكون مناسباً لهم، فليس المهم من أين تأتي، ولكن المهم أين تمضي. وفي السويد، من الأفضل أن تتعلّم السويدية كي تعيش أفضل. وكما تقول سابوني،: الحقائق البسيطة تزعج البعض، فالبعض يرى بأنّ ما ينطبق على أهل البلد الأقدم لا ينطبق عليهم، وبأنّهم يجب أن يكونوا «مدللين أكثر».

تقول: يجب أن تعطى اللغة السويدية ودورها أهميّة أكبر في النقاش العام. توجد اليوم مناطق في السويد لا يتعلّم فيها الأطفال إلّا ربع المفردات التي يحتاجونها. 

تقصير من الحكومة

برأي سابوني، في الوقت ذاته، تستمر الحكومة بتأخير تقديم توضيحات للبالغين المهاجرين كي يتعلموا السويدية. 

تتحدث صاحبة الرأي عن نفسها: «أتيت إلى السويد عندما كنتُ مراهقة. بالنسبة لي كان الجزء الأكثر أهمية من أجل الاندماج في المجتمع السويدي هو تعلّم اللغة السويدية».

لم يكن في صفّها في المدرسة من يتحدث بلغتها «السواحيلي»، وكانت اللغة السويدية هي طريقها إلى كسب الأصدقاء، ولتحقيق نتائج جيدة في المدرسة، وتحقيق حياة أفضل في السويد.

علّقت سابورني: «عشت في الثمانينات في Kungsängen حيث كانوا يدركون قيمة اللغة السويدية. ويعود الفضل للمدرسين المتفانين والأصدقاء الذين لم يهتموا بأخطائي اللغوية، بتعلمي اللغة السويدية».

وتشكر سابوني، كذلك الفرصة التي سنحت لها بالجلوس في المكتبة العامة ساعات طويلة في هدوء وسلام لقراءة الكتب باللغة السويدية.

لكن ترى سابوني، بأنّ الكثير من الأشياء تغيرت منذ ذلك الوقت، فقدت اللغة مكانتها في المدارس، وأصبح الحديث عن مطالبة المهاجرين الجدد بتعلّم اللغة السويدية أمراً منكراً.

FotoAnders Wiklund/TT
برأي سابوني، في الوقت ذاته، تستمر الحكومة بتأخير تقديم توضيحات للبالغين المهاجرين كي يتعلموا السويدية. 

مشكلة لدى الاشتراكيين الديمقراطيين

ترى سابوني، بأنّ الاشتراكيين الديمقراطيين يمرون بأوقات صعبة، ولم يعودوا قادرين على إسكات من يريد وضع تعلم اللغة السويدية كأحد شروط الحصول على الجنسية السويدية. وتتهمهم بأنّهم، بالاشتراك مع الخضر، يحاولون تأخير مشاريع إصلاح اللغة باستمرار.

ووفقاً لسابورني، فليس من الواضح إذا ما كان الاشتراكيون الديمقراطيون يريدون إرضاء الخضر في عدم منح اللغة السويدية الأولوية، أم أنّ هناك سبباً آخر. ولكن عندما نتحدث عن المال، فمن الواضح عدم رغبة الحكومة بتخصيص الأموال اللازمة لمستلزمات اللغة السويدية.

تقول بأنّ من أولويات حزبها – الليبراليين – وضع امتحانات للمهارات الاجتماعية واللغة، وهو الأمر الذي يرون غيابه واضحاً عن الموازنة الحكومية.

الليبراليون يرونها أولوية

يرى الليبراليون بأنّ الحكومة تضحي بتنفيذ الشروط اللغوية بدلاً من الإصلاحات المطلوبة، وتمنح أولوية لأشياء غير ضرورية مثل الأسبوع الأسري، ويرى الليبراليون بأنّ هذه أمور غير لازمة، وبأنّ السويد ضيعت عقوداً كانت لازمة لتحقيق اندماج المهاجرين الجدد.

يعد الليبراليون في حال تسلمهم أن يضعوا برامج لغوية إجبارية لمرحلة ما قبل المدرسة، فهم يرون بأنّ هناك 60 منطقة معرضة للخطر في السويد، وبأنّ هناك 50 ألف طفل تصل أعمارهم حتّى 6 سنوات يجب تنفيذ المهام الاجتماعية حيالهم لتعليمهم اللغة.

تقول سابوني، على لسان الليبراليين: «إن كنتم تريدون للأطفال الواصلين حديثاً أن يذهبوا لتعلم اللغة السويدية، فالليبراليون هم من سيطبقوا إصلاح اللغة الإجباري لمرحلة ما قبل المدرسة، والذي ستكون تكلفته 120 مليون كرون سويدي.

FotoStina Stjernkvist/ TT
يرى الليبراليون بأنّ الحكومة تضحي بتنفيذ الشروط اللغوية بدلاً من الإصلاحات المطلوبة

تغيير الجداول

يريد الليبراليون أن يمددوا وقت التدريس في عدد من المواضيع، وعلى رأسها اللغة السويدية، بحيث يتمكن الأطفال من تعلمها بشكل مبكر. ستصل تكاليف التعديلات التي يقترحونها إلى 700 مليون كرون.

وبرأي الليبراليين عدم تعليم السويديين المهاجرين اللغة، وخاصة النساء منهم، يجعلهم عالقين في شرك الإقصاء ويقلص فرصهم في الدخول في المجتمع.

تقول سابورني أنّ الحصول على الجنسية السويدية يجب أن يكون له قيمة أكبر، وأنّ هذه القيمة تنسحب على تعلّم اللغة السويدية. وأنّ هذا واجب على المهاجرين الذين يريدون العيش في البلاد التي تمنحهم الحرية.

FotoStina Stjernkvist/TT
يريد الليبراليون أن يمددوا وقت التدريس في عدد من المواضيع، وعلى رأسها اللغة السويدية

في الختام..

نحن في «أكتر» ملتزمون بنقل جميع وجهات النظر، ولكن هذا لا يعني موافقتنا بشكل كلي عليها. في هذا السياق، ورغم أنّ تعلم اللغة السويدية بحدّ ذاته ليس أمراً سيئاً ليقف أحد ضدّه، فنحن نعلم أنّ اندماج المهاجرين في المجتمع السويدي لا تقف اللغة وحدها عائقاً أمامه. فسابوني التي عاشت في الثمانينيات في السويد، عليها أن تتذكّر أشياء أخرى باتت مفقودة اليوم، وتحديداً ما يتعلّق منها بدولة الرفاه والإنفاق عليها. 

الأمر الذي يجب وضعه في النقاش العام إن كنّا سنتحدث عن الاندماج والنجاح الاجتماعي هو إعادة بناء الرفاه ومستلزماته. من هذا ما له تأثير غير مباشر مثل القطاع الصحي والسكني المنهك، أو المباشر مثل الاستثمار في وظائف القطاع الصناعي والتدريب المهني العام بشكل أكبر، وليس الاعتماد على اندماج المهاجرين في القطاع الخدمي فقط، وهو الأمر الذي يحتاج تمويلاً عاماً أكبر على فترات طويلة قادمة.

نحن في «أكتر» نخصص الكثير من المقالات بشكل دوري لعرض الآراء المختلفة، ولهذا تابعونا حتّى تبقوا مطلعين على جميع الآراء، لتقرروا بأنفسكم بعدها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©