مقالات الرأي

مقال رأي- بين موجة اللجوء الأوكرانية والسورية فارق في الاهتمام والتعاطف

Aa

مقال رأي- بين موجة اللجوء الأوكرانية والسورية فارق في الاهتمام والتعاطف

مقال رأي- بين موجة اللجوء الأوكرانية والسورية فارق في الاهتمام والتعاطف

الكاتبة: مُزنة بلّان

تنويه: المواد المنشورة في هذا القسم هي رسائل وصلت إلى هيئة تحرير منصة أكتر الإخبارية، وتنشرها كما وردت، دون تدخل منها - سوى بعض التصليحات اللغوية الضرورية- وهي لا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة أو سياستها التحريرية.


موجة اللجوء الأوكرانية تذكّر بنظيرتها السورية عام ٢٠١٥ مع فارق في مدى الاهتمام والتعاطف القابل دوماً للتسييس و الانحياز.. لتعاود فتح الجراح السورية التي بالكاد التأمت مع مرور الزمن.. 

تشهد أوروبا حالياً الموجة الأكبر من النزوح منذ الحرب العالمية الثانية إذ بلغ عدد الأوكرانيين الواصلين إلى ألمانيا تحديداً ٣٨ ألف لاجئ وهو رقم قابل للازدياد بطبيعة الحال..

أعربت مفوضية اللاجئين في الاتحاد الأوروبي عن مدى رغبة دوله بالإجماع على استقبال اللاجئين ومساعدتهم بغض النظر عن شرط التوزيع العادل المنصوص من قبلها، على عكس الاختلاف الذي حصل بينها عام ٢٠١٥ عند موجة اللجوء المُشابهة من الشرق الأوسط المتضمنة جنسيات سورية وعراقية وأفغانية والتي كان هناك رفض كبير و قطعي من قبل العديد من دولها لاستقبالهم.

كبولندا وهنغاريا والتي أصرّت على موقفها هذا لفترة طويلة مما أدى إلى استقبال ألمانيا والسويد العدد الأكبر منهم كذلك توازعتهم كل من هولندا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا بنسب متفاوتة..

ألمانيا بدورها نوّهت لهذا الاختلاف فمنذ عدة أشهر كانت بولندا مثلاً رافضة دخول ما يقارب ٢٥ ألف لاجئ على حدودها مع بلاروسيا لتستقبل الآن حوالي مليون و ٢٠٠ ألف لاجئ أوكراني! كما ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بمدى العنصرية و التمييز الذي تمارسه شرطة حدودها لدرجة فرز القاطنين فيها حسب اللون والعرق والانتماء..

دون أن يواجه ذلك أي ردّة فعل عالمية و كأن نبذ التمييز العنصري هو فقط ورقة وهمية دعائية يلوّح بها عند الحاجة لاستخدامها وفقاً لأغراض سياسية و ميول استراتيجية بحتة.

و تستمر ازدواجية المعايير المتّبعة ليسمح للأوكرانيين بالدخول إلى جميع الدول الأوروبية متخطيين حتى اتفاقية دبلن والتي تنص على وجوب اللاجئين حين وصولهم لأقرب دولة أوروبية تقديم اللجوء و البصم فيها لتكون هي الدولة المسؤولة عن ملفهم بينما مع الأوكرانيين تم كسر القاعدة ليُترك لهم حرية اختيار الدولة التي تحلو لهم.. 

حتى في ألمانيا التي تُعتبر أكثر الدول المساعِدة في هذا الإطار لم تخلو إجراءاتها من بعض التمييز حيث سيسمح لمن يحمل الجنسية الأوكرانية بالمكوث فيها لمدة ثلاثة أشهر .. بعدها يتم اختيار الدولة التي سيقيم فيها.. و على أراضيها سيتم منحهم سنة كاملة قابلة للتمديد لمدة سنتين و دون الحاجة لتقديم طلب لجوء " أي لن تطلق عليهم صفة لاجئ".. سيسمح لهم بالحصول على المساعدات من السوسيال آمت(sozialamt) و الحصول على رخصة عمل تُجيز لهم العمل في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي كما ستسهل اندماج أطفالهم في المدارس ونظام التعليم وكذلك التأمين الصحي .. أما التعاطف الشعبي وصل إلى درجة تبرّع بعض الألمان على الصعيد الشخصي باستقبال عائلات في منازلهم دون تسجيلهم في الدولة إلا أن الشرطة الألمانية حذّرت من أن يتم استغلالهم من قبل ضعاف النفوس لذلك يجب أن يتم تسجيلهم بشكل رسمي منظّم بعد مضي ٩٠ يوم على إقامتهم لمعرفة الأعداد ومكان الإقامة ..

لقد امتلأ العالم عبر الأزمنة بالحروب التي غيرت الخرائط و فرضت الحدود و الآراء بالقوة و السلاح.. وبالكاد يخلو تاريخ أي دولة من حربٍ ما.. و وحدها الشعوب المسكينة هي من تدفع الثمن لتكون وقودها و أوراقها الرابحة.. 

مُزنة بلّان: كاتبة مقيمة في ألمانيا
 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مقالات الرأي

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©