مقالات الرأي

مقال رأي: لماذا يتهمون السويديين المهاجرين وحدهم بالتضليل الانتخابي؟

Aa

مقال رأي: لماذا يتهمون السويديين المهاجرين وحدهم بالتضليل الانتخابي؟

Foto Anders Wiklund/TT

أثناء قراءتي لصحيفة إكسبرسن، وقع نظري على مقال بعنوان "المعلومات الخاطئة بلغات أخرى يمكن أن تؤثر على الانتخابات السويدية"، مؤداه أنّ السويديين من أصول مهاجرة عرضة للتضليل الانتخابي عبر نشر معلومات بغير اللغة السويدية.

خطر لي بعد المقال: هل حقاً السويديون من أصول مهاجرة وحدهم من يتم تضليلهم انتخابياً؟ ولماذا يتم التركيز عليهم فقط؟

عميت العيون عن اليمين

ليس بخافٍ على أحد أنّ اليمين السويدي كمثال، يحاول بناء سمعته وجذب الناخبين على أساس توجيه الإهانات الصريحة للمسلمين والإسلام، وإخافة جماهيره من أنّ المهاجرين والمسلمين يريدون "احتلال السويد" وأسلمة السويديين. 

أليس هذا تضليلاً انتخابياً؟ هل يحتاج أن يُكتب أو يُقال باللغة العربية أو الصومالية ليصبح تضليل!؟

قادة وليس مجرّد عوام

تقول كاتبة المقال في إكسبرسن بأنّ على الأحزاب أن تراقب تصريحات مرشحيها وقادتها التي تٌنشر في غير اللغة السويدية من أجل تدقيقها ومنع التضليل من خلالها.

قد يحاول البعض الدفاع عمّن يستخدمون اللغة السويدية في التضليل بأنّهم ليسوا من القادة والمرشحين، وبأنّ هؤلاء يحتاطون أكثر في خطبهم.

لدينا الكثير من الأمثلة التي تدحض مثل هكذا ادعاءات، ربّما آخرها وأكثرها بروزاً تصريحات القيادي في حزب "ديمقراطيو السويد" ريتشارد غومشوف قبل عدّة أشهر عن أنّه يريد حظر المدارس الإسلامية وليس جميع المدارس الدينية. 

أو رأي غومشوف بأنّ "الإسلام دين سيء لا يمكن السيطرة عليه... لا يوجد دليل على أنّه جيد مثل المسيحية".

أيّ أحد يعرف ألف باء السياسة، يعلم أنّ هكذا تصريحات مقصودة لجذب الناخبين و"تضليلهم"، فلماذا لم تطلب كاتبة مقال إكسبرسن من زعيم حزب ديمقراطيو السويد أن يراقب تصريحات قادته "باللغة السويدية" بدلاً من الدفاع عنهم واتهام الإعلام بأنّه "اقتطع تصريحاتهم من سياقها"؟

ليس اليمين فقط

لا أريد تحويل المقال إلى جدال انتخابي، ولكن يخطر لي أنّ التضليل "باللغة السويدية" لا يمارسه اليمين المتطرف فقط، بل أيضاً عدّة أحزاب، وبشكل أكثر ذكاء.

كمثال، قرأتُ عن ترشيح الأحزاب السويدية لعدد من السويديين من أصول مهاجرة، وهو أمر جيّد من ناحية أنّ الأحزاب عموماً باتت تدرك الوزن المتنامي للسويديين من أصول مهاجرة في الحياة السياسية.

كانت تصريحات بعض مرشحي "حزب الوسط" من أصول مهاجرة أكثر ما أثار اهتمامي. فالبعض تحدّثوا عن برامجهم الانتخابية التي تشمل العمل على حل الصعوبات والمشاكل التي يمرّ بها المهاجرون والسويديون من أصول مهاجرة.

عند مقاطعة هذه التصريحات مع مواقف رئيسة حزب الوسط "آني لوف" والقياديين الكبار في الحزب، اعتبرت بشكل شخصي أنّ في هذه التصريحات "تضليل"، وأنّ الهدف منها جذب أصوات السويديين من أصول مهاجرة ليس أكثر.

أينسى المتابعون التحوّل في حزب الوسط ناحية المطالبة بتشديد الشروط على الهجرة، والتعاون مع أوروبا لمنع وصول المهاجرين، وفرض تشريعات تناسب هذا التشديد؟

أينسى المتابعون الاقتراح الذي قدمه حزب الوسط في 2018 لتقييد دفع تعويضات البطالة للعاطلين عن العمل، وخاصة للوافدين الجدد إلى السويد؟ وتحرير سوق العمل وسوق السكن الذي يستفيد من ضبطه الوافدون الجدد ومعظم ذوي الدخول المنخفضة في السويد؟

لا يقتصر ما اعتبره "تضليلاً" على حزب الوسط، بل يمتد إلى الحزب الليبرالي والمحافظين وجزء من الاشتراكيين الديمقراطيين. فهؤلاء يريدون الظهور وكأنّهم يدعمون السويديين من أصول مهاجرة، ولكنّ سياساتهم تنبأ بعكس ما يقولون.

في الختام...

بالعودة إلى المقال المنشور في إكسبرسن، ليس السويديون من أصول مهاجرة هم وحدهم المعرضين للتضليل، ولا يقتصر التضليل على اللغات غير السويدية. 

كان على الكاتبة أن تكون واضحة في ذلك، لكن يبدو بأنّها "مضللة" ليس إلا...

مقال رأي للكاتب عروة درويش لصالح منصّة «أكتر»

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مقالات الرأي

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©