أخبار السويد

مليون ونصف سويدي هاجروا السويد خلال القرن الماضي

مليون ونصف سويدي هاجروا السويد خلال القرن الماضي image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

مليون ونصف سويدي هاجروا السويد خلال القرن الماضي

بيانات ومعلومات من تاريخ الهجرة السويدية وماضيها

معلومات حول الهجرة السويدية في الماضي

 لقد هاجر ما يقرب من 1.4 مليون سويدي إلى الخارج في الفترة من عام 1850 إلى 1950، وقد لا يبدو هذا الرقم كبيراً بالمقارنة مع الـ 12 مليون مهاجر الذين عبروا مينائي بريمرهافن وهامبروغ خلال السنوات الأخيرة، ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه في عام 1880 كان إجمالي عدد سكان السويد يبلغ حوالي 4.5 مليون فقط، فإن هذا الرقم يعني أن أكثر من ربع السكان قد غادروا البلاد!

قوائم المسافرين الرسمية والسجلات الأخرى

تغطي قاعدة البيانات Emigranten Populär الخاصة بالسويد المسافرين السويديين إلى أمريكا الشمالية والأرجنتين وأستراليا ونيوزيلندا والبرازيل والدنمارك وفنلندا وألمانيا والنرويج وروسيا، وهي:

ميناء المغادرة

السنوات

رقم المسافرين المسجل

يوتوبوري

1869-1951

1,135,888

هيلسينغبورغ

1929-1950

413

كالمار

1881-1893

3,338

مالمو

1874-1928

165,876

نوركوبينغ

1859-1922

8,545

ستوكهولم

1869-1940

34,887

هامبورغ/ألمانيا

1850-1891

21,708

كوبنهاغن/الدنمارك

1868-1898

56,127

لقد تم الحصول على البيانات من قوائم الركاب التي طلب من وكلاء السفر إعدادها وتسليمها إلى سلطات الشرطة في كل ميناء، ويجري تخزين هذه القوائد في المحفوظات المناطقية في مختلف المناطق اليوم، ويمكن العثور على بيانات Emigranten Populär وغيرها من بيانات المهاجرين السويديين عبر موقع ancestry.se، فضلاً عن وجود أكثر من 5 ملايين اسم سويدي في قواعد بيانات تاريخية مختلفة.

في أسباب الهجرة

لقد تم إرسال أول مهاجرين سويديين من قبل الحكومة في ستوكهولم إلى أمريكا في عام 1638، وكان الهدف من ذلك هو إقامة مستعمرة سويدية في ديلوير، وقد انتهى هذا الهدف بعد 17 عاماً، في 1655، حينما خسر الهولنديون هذه المستعمرة ولكن بقي المستوطنون السويديون وحافظوا على تقاليدهم ولغتهم.

وقد بدأت المرحلة الأولى الهامة في الهجرة السويدي بمنتصف أربعينيات القرن التاسع عشر، حينما ذهب أولى المجموعات إلى الولايات المتحدة، وكالعديد من مجموعات الهجرات الأوروبية الأخرى، كان لديهم أسباب متشابهة للمغادرة: فمن عام 1750 وحتى 1850 تضاعف عدد السكان تقريباً، حيث أدى إخال البطاطا لزيادة الإمدادات الغذائية، كما أدى إدخال اللقاحات إلى زيادة متوسط العمر، مما أدى إلى زيادة عدد السكان بالنتيجة، وكان لا بد من دعم هذه الزيادة من قبل المجتمع والاقتصاد الزراعي، حيث لم يكن في السويد سوى القليل من المدن الصناعية المتطورة في ذلك الحين.

وبسبب تقسيم ميراث الأراضي، تمت تجزئة المزارع إلى قطع صغيرة لم تعد قادرة على إطعام العائلات، وأدى سوء التربة وزيادة السكان وسوء الإدارة إلى انتشار الفقر فين المزارعين السويديين، وقد فشلت محاولات إصلاح النظام الزراعي في السويد مما أدى إلى الإحباط واليأس.

ومن الممكن اعتبار هؤلاء المهاجرين "رواد" الهجرة السويدية، وقد هاجر الموظف المدني غوستاف أونيوس المعروف باسم "أب الهجرة السويدية" في عام 1841 وأسس أول مستوطنة سويدية في ويسكونسن.

وخلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ سكان الريف في الانتقال إلى المدن مع وصول الصناعة إلى السويد ونموها، وتم دعم هذا النوع من الهجرة عبر تطوير صناعات جديدة بالإضافة لإدخال خطوط السكك الحديدية، لتنمو المدن القديمة بشكل أسرع من أي وقت مضى، وقد وعد التعليم المدرسي الإلزامي ونظام الرفاه والإصلاحات الاقتصادية بالقضاء على الفقر، وتم جذب المزارعين الفقراء إلى المدن، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل في معظم الأحيان، فباعتبارهم عمال غير مهرة وجدوا أنفسهم بلا مأوى وانتهى بهم الأمر كمتسولين أو عاهرات، وخلال موجة الهجرة الثانية هذه جاء حوالي ربع المهاجرين السويديين من المدن.

وقد حدثت المزيد من موجات الهجرة بين أعوام 1867 و 1869 بعد سلسلة من المجاعات الكارثية خلال ستينيات القرن التاسع عشر، كان سببها الرئيسي هطول أمطار غزيرة، ومن ثم الجفاف وأخيراً الأوبئة التي أدت إلى فشل المحاصيل والمزيد من البؤس بين السكان الزراعيين الفقراء، ليغادر حوالي 60 ألف سويدي البلاد خلال هذه السنوات الثلاث من المجاعة وحدها، وقد كانت هذه بداية موجة هجرة جماعية إلى الولايات المتحدة بشكل رئيسي من عام 1868 وحتى عام 1914، وقد عادت الهجرة مرى أخرى بعد الحرب العالمية الأولى غلا أنها توقفت خلال فترة الكساد في عشرينيات القرن الماضي.

عمل المهاجرين

لقد كانت الهجرة عبارة عن خط أعمال منظم تماماً، ومدعوماً بخطوط السكك الحديدية السويدية وحركة المسافرين عبر المحيط الأطلسي، بحلول نهاية ستينيات القرن التاسع عشر كان هناك شبكة من العمال المهاجرين منتشرة بجميع أنحاء البلاد لإخبار السويديين عن أرض العسل الأمريكية، وقد جاءت مصادر معلومات أخرى حول الفرص في الخارج برسائل مرسلة إلى الوطن من مهاجرين سابقين ومقالات في الصحف، وعلى العكس من معظم الدول الأوروبية الأخرى كانت نسبة الأمية منخفضة نسبياً في السويد بسبب الكنيسة اللوثرية وقانون المدرسة الابتدائية لعام 1842 بحيث كان الجيل الأصغر قادراً على الكتابة والقراءة.

طرق ووسائل السفر

خلال سبعينيات القرن التاسع عشر لم يكن هناك سفن ركاب تتجه مباشرة من يوتوبوري إلى نيويورك، ونتيجة لذلك قام العديد من السويديين في البداية بالهجرة إلى دول أوروبية أخرى ثم إلى أمريكا على متن سفن بريطانية أو ألمانية، وكانوا عادة ما يذهبون بالقطار إلى يوتوبوري ويستقلون من هناك سفينة إلى هامبروغ ومن الأخيرة سفينة تقلهم عبر المحيط الأطلسي، أما الطريق البديل فقد كان سفينة إلى هال في إنكلترا، أو عبر ركوب القطار إلى ليفربول أو غلاسكو ثم الإبحار إلى نيويورك، وفي نيويورك كانوا يستقلون القطار أو يسافرون عبر أخد الأنهار إلى وجهتهم في الولايات المتحدة.

أين ذهبوا؟

كان المهاجر السويدي بعد وصوله إلى نيويورك يسافر بالعادة عبر نهر هدسون إلى ألباني في شمال ولاية نيويورك ثم عبر قناة إري إلى البحيرات الكبرى، ويغير السفينة في بوفالو، ويستمر في قارب نهري آخر إلى شيكاغو أو ميلووكي، ليتم الانتهاء من المرحلة الأخيرة التي قد تستغرق حوالي 3 أشهر إما بعربة تجرها الخيول أو سيراً على الأقدام، وقد أدى إدخال السكك الحديدية في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وأوائل خميسينياته إلى تغيير هذه الرحلة بحد كبير.

وقد كان قانون هومستيد لعام 1862 والاستقرار السياسي الذي تلى الحرب الأهلية في عام 1865 من العوامل الرئيسية التي أدت لجذب المزارعين السويديين الفقراء إلى الغرب الأوسط، حيث وعد القانون السابق بمساحة 160 فدان من الأراضي خارج المستعمرات الـ 13 الأصلية لأي شخص يتقدم بطلب للحصول عليها، وقد كان الشرط الوحيد المفروض على مقدم الطلب لامتثال له أنه لم يحمل السلاح مطلقاً ضد حكومة الولايات المتحدة، وبموجب هذا القانون تم منح حوالي 1.6 مليون منزل بين عام 1862 و1964 غطت حوالي 10% من إجمالي الأراضي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونتيجة لهذا الأمر توافد المهاجرون السويديون إلى مينيسوتا التي أصبحت تعرف بـ "بولاية أمريكا السويدية" وأصبح كولونيل الحرب الأهلية السويدي هانز ماتسون أول مدير لمكتب الهجرة بهذه الولاية.

وقد كانت أيوا وإلينوي من الولايات المفضلة أيضاً حيث استقر المزارعون السويديون، وفي عام 1930 كان يعيش حوالي 1.3 مليون شخص من أصل سويدي في هاتين الولايتين، وقد كانت مدن شيكاغو وميلووكي المدن المفضلة بوجود نسبة عالية من السكان السويديين بهما.

مهاجرين سويديين شهيرين

إن تشارلز أوغست ليندبيرغ جونيور ربما هو أشهر مهاجر سويدي، فهو أول رجل يطير عبر المحيط الأطلسي، وقد ولد والده كارل لينبيرغ الأب بشكل غير شرعي في عام 1859 بستوكهولم بالسويد للوفيسا غالين، وهي العشيقة ذات الـ 19 عشر عاماً لأولا مانسون عضو البرمان السويدي ومدير البنك، وحينما اتهم بالرشوة والاختلاس قام بتغيير اسمه إلى أوغست ليندبرغ وترك زوجته وأطفاله السبعة وهرب إلى الولايات المتحدة مع عشيقته وابنهما الرضيع غير الشرعي في عام 1859، وأصبحت لوفيسا لويزا، وأصبح كارل الصغير تشارلز أوغست ليندبيرغ.

وهناك مهاجر سويدي آخر هام هو كارل ويكمان، مؤسس شركة الحافلات Greyhound، ولد في السويد في عام 1887 وانتقل إلى الولايات المتحدة وبدأ أول شركة حافلات له في عام 1914 لنقل عمال مناجم الخام الحديد في مينيسوتا، وقد كانت أحد تخصصاته القيام برحلات عبر الولايات من كاليفورنيا إلى نيويورك.

وأخيراً وليس آخرا، جون إريكسون المخترع والمهندس الميكانيكي السويدي، وشقيقه نيلس إريكسون، ولدا في لانغبانشيتن في فارملاند بالسويد، وانتقل في عام 1826 إلى إنكلترا حيث لم تنجح اختراعاته بالشكل المطلوب إثر الظروف هناك، ونتيجة لذلك انتقل إلى نيويورك في عام 1839 حيث تابع عمله بنشاط.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©