أخبار السويد

منارة ثقافية في السويد: مالمو تنقذ التعليم الثقافي في المدينة

منارة ثقافية في السويد: مالمو تنقذ التعليم الثقافي في المدينة image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

مالمو

Foto: Henrik Montgomery/TT

يؤدي التضخم والتخفيضات في الإعانات الحكومية إذا ما تُرك دون معالجة إلى إغلاق الكثير من المدارس الثقافية kulturskolan في السويد. لكنّ هذه المدارس تعني الكثير لجميع الأطفال، وعلى رأسهم الأطفال من أصول مهاجرة، حيث يحصلون من خلالها على حقوقهم الثقافية والديمقراطية. ضمن هذا الواقع القاتم، يبدو أنّ مدينة مالمو تعطي بصيص ضوء بزيادة مساهمتها في المدارس الثقافية بمبلغ 1.7 مليون كرون سويدي هذا العام، مع استثمارات إضافية لدعم الثقافة بـ 2.8 مليون كرون، يوزّع 84 مليون منها على المنظمات والجمعيات الثقافية.

من أجل إيجاد إجابات عن أسئلة من قبيل: كيف يمكن لهذه الزيادة أن تخدم الأهداف الأوسع مثل تسهيل الاندماج، أو الخطّة لإدامة هذه المبادرات والمدارس، تواصلتُ مع يانّي غرونهولم Janne Grönholm، رئيس اللجنة الثقافية في بلديّة مالمو.

ضمان الاندماج والثقافة الشاملة

ماذا عن قيام الثقافة بخدمة التعددية والاندماج؟ كيف تتماشى هذه الاستثمارات المتزايدة في القطاع الثقافي في مالمو، لا سيما في سياق kulturskolan، مع الأهداف الأوسع للمدينة المتمثلة في الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية؟

يقول غرونهولم: "يعمل القطاع الثقافي في مالمو، بما في ذلك المدرسة الثقافية، على ضمان وصول أنشطتها إلى جميع الأطفال والشباب في مالمو. إحدى الأدوات لضمان ذلك هي الثقافة الشاملة. Kulturell allemansrätt يعني أن كل طفل وشاب يمكنه المشاركة في الأنشطة الثقافية للمدينة مجاناً خلال ساعات الدراسة أو أوقات الفراغ. ومن خلال زيادة الاستثمارات، فإننا نمنح القطاع الثقافي الظروف المناسبة له لتحقيق هدف زيادة الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية في مالمو".

يبدو هذا متماشياً مع الخطوات الملموسة الأخرى. ففي عام 2024، ستفتتح مدينة مالمو المركز الثقافي في هيلي Hyllie. يحتوي مكان اجتماع Kulturfyren على حاضنة ثقافية تستهدف بشكل أساسي الممثلين الشباب، ولكنه يحتوي أيضاً على مكتبة عامة جديدة. وفي عام 2025، ستنتقل أيضاً مكتبة Dawit Isaak، المركز الدولي لحرية التعبير، إلى Kulturfyren.

حماية مالمو كمدينة فنيّة

إنّ جزءاً كبيراً من سمعة ونمو مالمو يعتمد على كونها قبلة للثقافات المختلطة، وعلى كونها مدينة تحتضن الفنون وتنتجهم. وهو الأمر الذي عبّر غرنهولم عن سعادته به حين قال: "هذا مهم بشكل خاص عندما تكون هناك أوقات صعبة مالياً للعديد من عائلات مالمو. وإنني أتطلع أيضاً إلى افتتاح مكتبة أخرى في مالمو خلال العام. وفي الوقت نفسه، نواصل حماية مالمو باعتبارها مدينة فنية".

تدرك هانّا ساندبيري Hanna Sandberg، نائبة رئيس اللجنة الثقافية في المدينة، أهميّة الاستثمار في الثقافة في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أيضاً، ولهذا صرّحت: "إنه لأمر رائع أن تستمر مالمو في السير عكس التيار والاستثمار في الأنشطة الثقافية للمدينة، وخاصة تلك الأنشطة التي تستهدف الأطفال والشباب. نحن نرى الدور المهم للثقافة في نشر الفرح وتشكيل الناس وبناء الديمقراطية، وآمل أن يشعر سكان مالمو بنفس الفخر بالعروض الثقافية للمدينة".

استدامة الدعم

لكن ماذا عن السنوات القادمة، ففي حال لم يتحسّن المناخ الاقتصادي، قد تواجه الأحلام والآمال والأشياء التي بنيت عليها هذه الثقافة انهياراً آثاره قد تتخطّى الإحباط.

لهذا سألتُ غرونهولم عن خطط مدينة مالمو للحفاظ على هذه الاستثمارات الثقافية، وخطط توسيع نطاقها لضمان فوائد طويلة المدى للمشهد الثقافي للمدينة، بما يعود بالنفع والرفاه على سكانها.

أجاب رئيس اللجنة الثقافية في المدينة قائلاً: "تنصّ الأهداف، كما قررها مجلس المدينة، على أن مدينة مالمو ستعمل على توفير ظروف النمو للأطفال والشباب، فضلاً عن العمل على تعزيز المشاركة وزيادة التماسك الاجتماعي من خلال التنمية المحلية. وتسري هذه الأهداف اعتباراً من العام الحالي 2024 وحتى العام 2026".

إنّ الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم، ومن بينه السويد، قد تكون لها آثارٌ لا ندرك مدى خطورتها بشكل سريع، والثقافة هي إحدى ضحايا الأزمات المعتادة. لهذا فما تفعله مالمو بتحصين الثقافة في المدينة يجب أن يتمّ تقديره.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©