من أجل "الاندماج".. هل سوف يتم منع تعلم اللغة العربية الأم في السويد؟

أعلنت الحكومة السويدية عن خططها لمراجعة تعليم اللغة الأم في المدارس السويدية، ومن ضمنها بالطبع اللغة العربية، تبعاً لما تنص عليه اتفاقية تيدو، وذلك من أجل تحسين مهارات الطلاب باللغة السويدية وتعزيز الاندماج الاجتماعي لديهم.

وأكدت وزيرة التعليم السويدية، لوتا إدهولم Lotta Edholm، في تصريح لصحيفة (DN) رغبة الحكومة في تحسين أداء الطلاب في اللغة السويدية، حتى يتعلموا القراءة والكتابة بكفاءة، مشيرة إلى أهمية هذا التحقيق الذي يهدف إلى تقديم توصيات لتحسين البرنامج التعليمي إذا لزم الأمر.

وعند سؤالها عن رغبة حزب ديمقراطيو السويد بإلغاء تعليم اللغة الأم في السويد، أجابت إدهولم: "هذه وجهة نظر الحزب. لكن لا يوجد شيء كهذا على الإطلاق، سواء في تيدو أو في هذه المهمة".

وذكرت الوزيرة أن الأبحاث تدعم فوائد الثنائية اللغوية، لكنها أكدت على أهمية إعادة النظر في كيفية التدريس باللغة الأم في السويد وتصميمه بطريقة صحيحة حتى لا يؤثر على الاندماج ومعرفة اللغة السويدية بطريقة سلبية.

وأضافت الوزيرة أن التحقيق سيشمل أيضاً مراجعة وضع "اللغة السويدية كلغة ثانية" لضمان تكيفها بشكل أمثل مع احتياجات الطلاب المبتدئين في اللغة السويدية. وأشارت إلى أن نحو 16% من طلاب المدارس الأساسية يشاركون في برامج تعليم اللغة الأم، بينما يدرس 14% منهم السويدية كلغة ثانية، مما يبرز أهمية تحسين هذه البرامج لضمان تقديم تعليم شامل وفعال يلبي احتياجات جميع الطلاب في النظام التعليمي السويدي.

تأتي هذه التعليقات في أعقاب نتائج استطلاع بيرلز الدولي الذي أظهر تراجعاً في قدرات القراءة لدى الأطفال السويديين في سن العاشرة خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة بين الأطفال الذين لا يتحدثون اللغة السويدية في المنزل. ووفقاً لإدهولم، يتطلب ذلك جهداً مكثفاً لتحسين نتائج الطلاب في اللغة السويدية، وخاصةً في ضوء الصعوبات التي يواجهها الطلاب من البيئات غير الناطقة باللغة السويدية.

نبذة سريعة عن التحقيق الذي سيُجرى لإعادة هيكلة تعليم اللغة الأم في المدارس السويدية:

1. تحليل التأثير: سيُجرى تحليل شامل لتقييم مدى تأثير مشاركة الطلاب في برامج تعليم اللغة الأم على مستويات اندماجهم، نتائجهم الدراسية، وتطور معرفتهم باللغة السويدية عبر مختلف المراحل التعليمية وأنماط التعلم. كما سيتم الرجوع إلى التجارب الدولية لاستكشاف أفضل الممارسات في تنظيم تعليم اللغة الأم.

2. اقتراح الإجراءات: في حال الكشف عن أي تأثيرات سلبية لبرامج تعليم اللغة الأم على الاندماج الاجتماعي أو تطوير اللغة السويدية، سيُقدم المحقق توصيات واضحة لتدابير تصحيحية، بما في ذلك تقديم مقترحات تشريعية ملائمة.

3. السويدية كلغة ثانية: سيتناول التحقيق أيضاً تحليل وتطوير استراتيجيات فعالة لتلبية الاحتياجات الخاصة بالطلاب في المدارس الأساسية الذين يفتقرون إلى المعرفة الأساسية باللغة السويدية.

4. تحديد الفئات الطلابية: ستتم مراجعة شاملة لتحديد الفئات الطلابية التي ينبغي لها دراسة السويدية كلغة أولى، كلغة ثانية، أو السويدية الأساسية، لضمان توفير أفضل الفرص التعليمية لكل طالب.