لم يكن الشاب السويدي ليو فرودر بيري، البالغ من العمر 24 عاماً، يتوقع أن يعود إلى مقاعد الدراسة بعد أن غادر المدرسة الثانوية دون الحصول على شهادة تخرج. لكن مسار حياته تغيّر عندما شارك في دورة تحفيزية للدراسة نظّمتها إحدى المدارس الشعبية (Folkhögskola)، وهو اليوم على وشك إتمام تعليمه الثانوي ويطمح لمواصلة دراسته ليصبح معلماً لمادة التربية الرياضية بحسب تقرير مكتب العمل . بعد أن ترك المدرسة دون الحصول على علامات مؤهلة في جميع المواد، عمل ليو كمساعد شخصي وفي أحد المستودعات. ولم يكن يخطط للعودة إلى الدراسة، لكن بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل، نصحته مصلحة التوظيف (Arbetsförmedlingen) بالالتحاق بدورة دراسية تحفيزية في مدرسة بيركاغوردن الشعبية. يقول ليو: «كانت ردة فعلي الأولى هي: لا، الدراسة؟ كانت لدي ذكريات سيئة من المرحلة الثانوية ولم أفكر يوماً في العودة للدراسة». الدورة، التي تمتد لثلاثة أشهر فقط، مخصصة للعاطلين عن العمل الذين يحتاجون إلى استعادة الحافز والثقة في قدراتهم التعليمية. وهي تركز على المهارات الأساسية في الرياضيات، واللغة السويدية، والإنجليزية، والدراسات الاجتماعية، بالإضافة إلى دعم في تقنيات الدراسة ووضع خطة تعليمية للمستقبل. ويضيف ليو: «كان من الجيد أن الدورة لم تكن طويلة، فلو كانت أطول، لكان من الصعب علي اتخاذ خطوة العودة للدراسة». بمجرد أن بدأ الدورة في مدرسة بيركاغوردن، اكتشف ليو أنها كانت فرصة حقيقية لتجربة بيئة دراسية جديدة. ويشرح: «كانت الحصص ممتعة، وشعرت بأن العودة إلى الأجواء الدراسية أمر إيجابي». بعد انتهاء الدورة، قرر ليو الاستمرار في الدراسة من خلال الالتحاق بدورة تعليمية شاملة (Allmän kurs) في نفس المدرسة الشعبية، بهدف استكمال المواد التي لم يحصل فيها سابقاً على الشهادة الثانوية. ويقول ليو إن التجربة تختلف كلياً عن الدراسة في المدرسة الثانوية التقليدية، مشيراً إلى أن البيئة أكثر ودية وشخصية، والمدرّسين يخصصون وقتاً أكبر لكل طالب، مضيفاً: «نحن هنا مشاركون ولسنا مجرد طلاب، ولدينا صوت في العملية التعليمية، مما يجعل التجربة أكثر تكيّفاً مع احتياجات كل شخص». في غضون بضعة أشهر، سيكون ليو قد أكمل جميع المواد المطلوبة، ويأمل بالالتحاق بالجامعة لدراسة التربية الرياضية. ويختم بالقول: «كان من الصعب اتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى الدراسة، لكن عندما بدأت، شعرت أنه لا يوجد سبب للتوقف».