في مشهد يختلف كثيراً عن الأجواء المرحة لعيد الهالوين، تتحول المقابر في السويد إلى أماكن مضاءة بالشموع والزهور، في تقليد يعكس عمق الثقافة السويدية واحترامها للمتوفين. وفي الوقت نفسه، يتزايد الاهتمام بالهالوين، وهو تقليد أمريكي في الأصل، حيث يجد السويديون طريقتهم الخاصة للاحتفال به. وفي هذا المقال، سنستعرض لكم تقاليد الاحتفال بعيدي "الهالوين" و"جميع القديسين" في السويد.التناقض بين التقاليدعلى الرغم من الطابع الأمريكي لعيد الهالوين "Halloween"، ويحتفل به في الواحد والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن السويديين قد اعتنقوا هذا العيد بحماس، مضيفين إليه لمستهم الخاصة. ففي حين يبقى الاحتفال بعيد جميع القديسين "Allhelgonahelg"، وهو عيد يحتفل به في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ذو طابع روحي وعميق، بينما يتخذ الهالوين منحى أكثر مرحاً وإبداعاً."عيد جميع القديسين": تقليد عريق ومؤثر"عيد جميع القديسين" هو وقت للتأمل وإحياء ذكرى الأحباء الذين فارقوا الحياة، حيث الشموع والزهور تملأ المقابر، وتتحول هذه الأماكن إلى مشاهد خلابة تشع بالدفء والحب. ويتوجه السويديون إلى المقابر ليس فقط لتكريم موتاهم، بل أيضاً للشعور بالاتصال بتاريخهم وتقاليدهم. ويصادف الاحتفال به يوم السبت، الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني."الهالوين": احتفال جديد يكتسب شعبيةمن ناحية أخرى، يمثل "الهالووين" فرصة للتعبير عن الإبداع والمرح، حيث الأزياء والحفلات تعم المدن والبلدات، ويخرج الأطفال لطلب الحلوى في تقليد "bus eller godis"، النسخة السويدية من "trick or treat". وعلى الرغم من أن هذا الاحتفال قد بدأ يظهر في السويد في خمسينيات القرن الماضي، إلا أنه شهد طفرة في الشعبية خلال التسعينيات، بفضل جهود العلامات التجارية مثل "هارد روك كافيه" ومتاجر بيع لوازم الحفلات مثل "باتريكس".FotoMindaugas Kulbisفالعديد من النوادي والحانات تحتفل بعيد الهالوين، ولكن السويديين ليسوا صارمين جداً بشأن التاريخ. عيد الهالوين يكون دائماً في الواحد والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن الكثير من السويديين يختارون الاحتفال في عطلة نهاية الأسبوع التي تسبقه أو تليه. لذا قد تجد أطفالاً يطرقون الأبواب طلباً للحلوى في يوم السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني الذي يصادف عيد جميع القديسين.وتعتبر عادة الخروج لطلب الحلوى أو "بوس إلر جوديس" جزءاً من فعاليات عيد الهالوين، وهناك توجه متزايد نحو تشجيع الأطفال على قرع أبواب البيوت التي تظهر زخارف الهالوين بوضوح، سواء كانت زينة متقنة أو مجرد يقطينة صغيرة على الدرج الأمامي. هذا يُعتبر بمثابة إشارة مرحبة، في حين يُترك الذين يختارون عدم المشاركة في هذا الاحتفال دون إزعاج.في النهاية، لا يوجد قاعدة تمنع الاحتفال بكل من عيد الهالوين وعيد جميع القديسين في السويد. الاحتفالية جزء لا يتجزأ من الثقافة السويدية، ويُعتبر الجمع بين الاحتفالين وسيلة لتعزيز الفرح والمشاركة، حيث يُمكنك الانغماس في مرح عيد الهالوين، ارتداء الأزياء المبتكرة وتحويل القرع إلى فوانيس جميلة. وفي اليوم التالي، استغل الفرصة للتأمل وإضاءة الشموع في المقابر، مُحيياً ذكرى الأحباء الذين رحلوا.لهذا، استمتع ببداية فصل الشتاء... فعيد الهالوين وعيد جميع القديسين يمثلان نهاية الخريف وبداية الموسم الداكن.