اطلقت مجموعة من الشابات السويديات في تحقيق تغييرات جذرية في نظام الرعاية الاجتماعية السويدي، من خلال مبادرة بعنوان "Sistjejer" المعروفة بـ"الأخوات في نظام الرعاية". تأمل هذه المجموعة، المكونة بشكل رئيسي من الشابات اللواتي قضين وقتاً في مؤسسات رعاية الأطفال والشباب التابعة لهيئة Statens institutionsstyrelse أو مراكز رعاية للشباب "SiS"، في تزويد الفتيات بمنصة يمكنهم من خلالها مشاركة تجاربهن وتقديم الدعم المتبادل، بحسب ما أوردت صحيفة أفتونبلادت السويدية.تأسست المبادرة على الإنستغرام تحت اسم "Sistjejer"، بفضل جهود لين سكانبرج، التي تبلغ من العمر 16 عاماً وكانت تقيم في منشأة للرعاية. الهدف الرئيسي لسكانبرج هو تقديم الدعم للفتيات اللواتي لا زلن محتجزات في مراكز رعاية الشباب "SiS"، وتمكينهن من مشاركة تجاربهن.من جانبها، أعربت مراكز رعاية الشباب "SiS" عن تحفظها بشأن هذه المبادرة، مشيرة إلى أن الطريقة التي يتم بها توفير المعلومات ليست مناسبة. كما أكدت على مسؤوليتها في حماية الأطفال والشباب الذين يتلقون الرعاية في منشآتها."Sistjejer" تواصل النضال من أجل تحقيق تغيير في نظام "SiS"وبالرغم من رد فعل مركز رعاية الشباب "SiS" تبقى سكانبرج ومشاركاتها في المبادرة "Sistjejer" ثابتات على تعبيرهن عن خيبة الأمل تجاه موقف المركز، حيث تقول سكانبرج: «كنت آمل أن نستطيع إحداث التغيير معاً، لكن يبدو أن "SiS" تشعر بالتهديد الآن».فالفتيات اللواتي يتم رعايتهن في المركز غالباً ما يكنّ صغاراً في السن، حيث كانت الأصغر منهن عمرها 10 سنوات فقط في عام 2022. وتشير سكانبرج إلى الواقع المحزن أن معظم الفتيات في "SiS" محتجزات في ما يمكن وصفه بأنه سجون للشباب.بناءً على ذلك، تتعاون سكانبرج مع زميلاتها السابقات في المركز لنشر التجارب الصعبة التي مررن بها، بغية جذب الانتباه إلى الواقع القاسي الذي يعيشه الأطفال في تلك المؤسسة. وتتطلع المبادرة لتحقيق تغييرات جوهرية في الطريقة التي تتعامل بها المؤسسة مع الفتيات الصغيرات في المستقبل، مع الأمل في أن تتحول تلك الجهود إلى خطوة على طريق تحسين النظام بأكمله.من القفص إلى منصة الإلقاءوواحدة من هؤلاء الفتيات أيضاً هي ستيلا أوستيرلينج، التي كانت قد وُضِعت في مراكز رعاية الشباب "SiS" عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاماً بسبب مرض عقلي وإعاقات نفسية عصبية، حيث تقول ستيلا: «لم يستطيعوا مساعدتي في المركز، لم يكن لديهم أي معرفة بتشخيصي بمرض التوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه، والطريقة الوحيدة التي استخدموها للتعامل مع توتري كانت عن طريق احتجازي في غرفة منعزلة وأحياناً كنت أقضي الليل كله هناك».تتحدث أوستيرلينج بشكل مفصل عن تجربتها في العيش في مركز رعاية للشباب وتشبهها بالـ "قفص"، وتُفارق المركز دون الحصول على الدعم أو العلاج الذي كانت تحتاجه. واليوم، بعد أن أصبحت عضوة في المبادرة "Sistjejer"، تسعى أوستيرلينج لإلقاء الضوء على تجربتها عبر المحاضرات التي تقدمها، وتبذل جهوداً لتطوير النظام بما يخدم الفتيات اللواتي يواجهن ظروفاً مماثلة.مبادرة "Sistjejer" مستمرة بدعم الفتياتوبالرغم من العقبات، تظل المبادرة "Sistjejer" حازمة في التزامها بمساعدة الفتيات المقيمات في مركز رعاية الشباب "SiS"، هذا ما أكدته سكانبرج قائلة: «نريد أن نظهر لهن أنهن لسن وحيدات وأن هناك الكثير منا قد مر بتجارب مشابهة ونرغب في أن نكون الدعم الذي يحتجن إليه». ورغم التحديات المتعلقة بالمركز، وموقفها غير المتعاون، تظل المبادرة، تعمل بلا كلل لإبراز الحاجة الملحة لتوفير الدعم والعلاج للأطفال ذوي الإعاقات العقلية بدلاً من توجيه العقوبات إليهم.تجربة سافي بافوندوكو، البالغة من العمر 24 عاماً، التي عاشت في مركز رعاية الشباب "SiS" عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وتسعى الآن لإلقاء الضوء على العديد من التجارب السلبية التي مرت بها، حيث تقول إنها وُضعت في منشأة بدلاً من تلقي الدعم الذي تحتاجه، كما أصابها الذهول عند وصولها، ناهيك عن تعرضها للتنمر أيضاً. وبعد ستة أشهر من الدراسة والبحث، أكدت أنها لا تعاني من أي إعاقة أو حالة نفسية، ولكن الأوان قد فات.تستمر مبادرة "Sistjejer" في دفع عجلة التغيير، رغم مواجهتها للانتقادات من مركز رعاية الشباب "SiS". على الرغم من هذا، تدافع المركز عن سياساتها، مشيرة إلى أن البنية التحتية غير المناسبة تجعلها مضطرة لاستخدام "الأقفاص" في بعض الأحيان. كما تعبر مركز الرعاية عن استعدادها للتعاون مع وسيط الأطفال المستقل لتعزيز رفاهية الأطفال. والنقاش حول الرعاية الإجبارية لا يزال قائماً. Foto: Instagram/Sistjejerأطفال وشباب في "SiS": تحليل لأرقام 2022من الجدير بالذكر أن مركز رعاية الشباب "SiS"، تدير الرعاية الإجبارية وتنفذ برامج رعاية الشباب المغلقة في السويد. وبالشراكة مع الخدمات الاجتماعية، تسعى الهيئة إلى مساعدة الشباب الذين يواجهون تحديات نفسية واجتماعية غاية في الصعوبة. وخلال العام 2022، تم توجيه 1054 شاباً وشابة إلى المركز، ومنهم 55 حكم عليهم بالفعل بواسطة المحكمة.وفي الوقت نفسه، تشكل الفتيات ثلث الأطفال والشباب الذين تم وضعهم تحت الرعاية، حيث خلال العام 2022، كانت الفتيات الأصغر سناً عمرهن 10 سنوات وكان 44 بالمائة من الفتيات تحت سن الـ 15 عاماً. وفي العام 2022، تم اتخاذ 965 قرار بالعزل (الاحتجاز). وكانت 64 بالمائة من هذه القرارات تتعلق بالفتيات.