كلمة "هيشو" باللغة الكردية تعني عنقود العنب، وهو اسم لامرأة كردية عراقية مقيمة في السويد باتت شخصية محببة للكثيرين، بعد أن أحاطت بها أضواء السوشل ميديا لتصنف من ضمن أفضل أربعة مؤثرين في عالم الديكور المنزلي في السويد من قبل شركة بيفاتيل. لكن وراء الأضواء والنجاح المهني تتخفى سنوات من الحياة الصعبة والمتعثرة التي عاشتها هيشو في السويد. انتقلت هيشو حمه رشيد من كردستان العراق إلى السويد عام 1999. جاءت وحيدة وكانت حاملاً بابنتها الكبرى، وهي التي أنهت الدراسة الإعدادية في العراق. وبمجرد وصولها إلى السويد انخرطت في العمل وتعلم اللغة في انتظار الإقامة، ولم ترفض الفرص التي قدمت لها حتى لو كانت صعبة، فهي عملت بدايةً في جني محصول البطاطا، وكانت تستيقظ في الخامسة صباحاً لتتقاضى (50 كرون) على الساعة. وفيما بعد انتقلت للعمل في مصنعٍ للأسماك، بعد ذلك بدأت بتخصيص وقتها للدراسة في الكومفكس في الوقت الذي استمرت فيه ببيع السمك. وافتتحت بعد ذلك مغسلاً للسيارات كما عملت كمترجمة بين اللغتين الكردية والسويدية. لاحقاً، درست هيشو الموارد البشرية لثلاثة أعوام لتتخرج عام 2019، وتعمل في شركة تابعة للنقابة تساعد الناس الذين تركوا عملهم. لكن مسيرة عملها لم تنته هنا فعملت فيما بعد في المخيمات مع اللاجئين السوريين، وهي الآن تعمل كمنسقة للاندماج في بلدية (كريخانستاد).إلى جانب حياتها المهنية، حملت السويد لها تغيرات على الحياة الشخصية، حيث تزوجت من زوجها (أحمد) وأنجبت منه فتاتها هانا التي باتت اليوم في الخامسة من عمرها. تقول هيشو: "في كل مرة يعود زوجي إلى المنزل يراه مختلفاً" واصفة بذلك ميلها لأعمال الديكور الداخلي الذي جعلها وعلى غفلة منها تنتقل لتصبح إحدى مؤثرات السوشل الميديا في هذا المجال. فالأمر بدأ كهواية شخصية لديها في الاعتناء بمنزلها وبتنسيق الألوان والقطع التي تستخدمها، لتقوم بنشر صور ما تنجزه على الانستغرام والتيكتوك. ومع الوقت زاد عدد متابعيها وبدأت شركات المفروشات والإضاءة بالتواصل معها عارضين عليها التعاون معهم، بحيث تستخدم القطع التي يريدون الترويج لها ضمن الديكور الداخلي لمنزلها. وبهذا وصل عدد متابعيها اليوم إلى 633 ألف متابع على المنصات المختلفة.تقول هيشو أن أكثر ما يعجبها في الذوق الغربي أو السويدي بتصميم البيوت هو النزوع نحو استخدام عدد قليل من العناصر واختيار ألوان هادئة كالرمادي والبيج والأبيض والزهري الفاتح، بخلاف الذوق الشرقي الذي ينحو نحو الألوان الصارخة والحارة، ولهذا فهي تجمع بين تصميماتها بين الأسلوبين. وحول آلية عملها، تقول هيشو بأنها لا تتعاقد أو تتعاون مع أي شركة تدق بابها، فلا بد من دراسة الشركة وجمع معلومات عنها والتأكد من جودة بضائعها لترى إن كانت تلائم المحتوى الذي ترغب في تقديمه على صفحاتها. في المقابل، ترى هيشو أن معظم العملاء الذين يتواصلون معها يمتلكون ما يكفي من المال لأعمال الديكور وشراء بعض القطع التي تروج لها. لكن رغم ذلك تقول بأن المرء لا يحتاج الكثير من المال ليكون قادراً على جعل بيته أنيقاً وجميلاً فالأمر يتعلق بامتلاك لمسة خاصة والقليل من الإبداع. فعندما يتواصل معها بعض العملاء طالبين مساعدتها في تنسيق منازلهم تحاول أن تفهم حجم الميزانية التي رصدوها لكل غرفة كي تستطيع اقتراح خيارات ملائمة ضمن هذا المبلغ. فكلفة إعداد غرفة واحدة قد تتراوح بين 20 حتى 200 ألف كرون في السويد. ورغم أنها سعيدة بالنجاح الذي حصدته صفحاتها على السوشل ميديا، ما تزال هيشو ترى التصميم الداخلي مجرد هواية، وترى أن تواضعها وبقائها على طبيعتها وحب الناس لها كانت الأسباب وراء نجاحها. لكن في المقابل هي تعترف أيضاً بأن للنجاح على السوشل ميديا جانبه المظلم أيضاً فكثير ما تشعر بنفسها عرضة للانتقاد أو السخرية أو محط لكراهية أشخاص يكتبون تعليقات ساخرة بحقها أو يسخرون من مظهرها. لكن هيشو لا تتوقف عند هذا الأمر وتكمل فعل ما تحبه محاطةً بدعم زوجها وبناتها اللذين يظهرون في الكثير من الفيديوهات التي تقوم بتصويرها.