من تعلم اللغة إلى الاندماج.. كيف تتحقق الوحدة من وجهة نظر كريسترسون؟
سياسةAa
Foto: Henrik Montgomery/TT
«لقد حان الوقت لإعادة بناء السويد معاً وتخطي مشكلة الإقصاء والتهميش الاجتماعي»، هذا هو الرأي الذي أعرب عنه رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، في مقال نشرته صحيفة أفتونبلادت السويدية.
وأكد كريسترسون أن هناك ثلاثة أمور يجب تحقيقها للوصول إلى هذا الهدف. أولاً، يجب تعزيز الجنسية السويدية ومنحها أهمية أكبر. ثانياً، ينبغي التركيز على اللغة السويدية وتعلمها بشكل جيد. وثالثاً، يتعين احترام القيم المشتركة التي جعلت السويد قوية ومزدهرة كما هي عليه اليوم.
وبمناسبة العيد الوطني في السويد الذي يصادف اليوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران، أعرب كريسترسون عن فخره بتاريخ السويد الذي جعلها واحدة من أكثر دول العالم حرية ومساواة.
وأضاف قائلاً: "الحرية والمساواة هما قيمتان أساسيتان في مجتمعنا، ويجب علينا أن ندافع عنهما. بالنسبة لأولئك الذين عاشوا في السويد لفترة طويلة، فإن التكامل مع المجتمع أمر طبيعي. ومع ذلك، قد يواجه الآخرون صعوبة في التكامل في وطنهم الجديد. فمن الصعب أحياناً أن تصبح جزءاً من المجتمع السويدي، حتى لو بذلت جهوداً في ذلك".
«الهجرة الجماعية وضعف الاندماج لا يُجديان نفعاً»
كما أوضح كريسترسون أنه من أجل تحقيق التواصل الفعال والاندماج الناجح ينبغي إجراء تغييرات في سياسة الهجرة السويدية. إذ يجب أن تتحلى الحكومة بالصرامة في قبول طلبات اللجوء، حيث أن رفض طلب اللجوء يعني أن المتقدم يجب أن يغادر البلاد. وعلى العكس تماماً في حال كانت الإجابة بنعم، ذلك يعني أن المجتمع السويدي سيفتح أبوابه لهذا الفرد.
وبهذا الصدد، قال كريسترسون: "اسمحوا لي أن أكون واضحاً، الهجرة الجماعية وضعف الاندماج لا يُجديان نفعاً. لذلك، سيتم تغيير سياسة الهجرة السويدية لتصبح أكثر صرامة وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبي".
كما وأكد كريسترسون على أهمية مساهمة المهاجرين في تطور السويد، سواء من خلال المساهمة في الشركات السويدية أو إجراء الأبحاث في الجامعات، مؤكداً أن الأولوية في المستقبل ستكون للأشخاص من مجتمع الميم والنساء والأطفال بدلاً من لاجئي نظام الحصص.
وتابع: "من المهم أن يكون الاندماج هو هدف المهاجرين، إذ يجب أن تقوم السويد بتغييرات لجعل المزيد من الأشخاص جزءاً من المجتمع السويدي، وذلك بتعزيز الجنسية السويدية والتركيز على تعليم اللغة السويدية، بالإضافة إلى احترام القيم المشتركة التي جعلت السويد دولة قوية. وبالتواصل والتعاون المشترك، يمكن لنا بناء السويد الموحدة وتجاوز التحديات التي تواجه المهاجرين، وبالتالي تحقيق مجتمع سويدي أفضل وأكثر ازدهاراً للجميع".
ومن وجهة نظر كريسترسون، هناك ثلاثة أشياء مطلوبة لإعادة بناء وتوحيد السويد وهم كالآتي:
1. تقدير أهمية الجنسية السويدية
يقول كريسترسون: "إن كان هناك أمراً يجعلنا "سويديين" حقاً فهي الجنسية السويدية. فالجنسية السويدية ليست مجرد وثيقة سفر، بل هي عقد اجتماعي يحمل في طياته حقوقاً وواجبات. ولذلك، فإننا نعتزم إعادة التقييم لأهمية الجنسية السويدية. كما يجب على أي شخص يريد أن يصبح مواطناً سويدياً أن يكون قد عاش في السويد لفترة أطول مما هو مطلوب حالياً. ينبغي أن توجد متطلبات واضحة تتعلق بنمط الحياة اللائق والاكتفاء الذاتي. كما يجب أن يتعلم الفرد الثقافة واللغة السويدية، حتى يكون قادراً على فهم البلد الذي يرغب في أن يصبح مواطناً فيه".
2. احترام القيم المشتركة
ويتابع: "يتمتع جميع الأشخاص في السويد بحقوق فردية، حيث يتساوى الرجال والنساء أمام القانون، على الرغم من أن هناك الكثير مما يتعين عمله لتحقيق المزيد من التقدم. في السويد، يحظى كل فرد بحقه في عيش حياته بالطريقة التي يراها مناسبة. تتسم السويد بالمساواة بين الجنسين، حيث يعمل الرجال والنساء هنا على قدم المساواة. ويحق للبالغين الزواج من من يشاؤون. ويتمتع الأطفال، سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً، بحقهم في السباحة وممارسة كرة القدم. في السويد، تعد الأسرة أمراً مهماً ولكنها ليست فوق القانون، حيث تنطبق عليها القوانين والتشريعات كما ينطبق على الآخرين".
3. التركيز على تعليم اللغة السويدية
يقول كريسترسون بخصوص ذلك: " تُعتبر اللغة السويدية المفتاح الرئيسي للاندماج في المجتمع والوصول إلى ثقافتنا. إنها أيضاً بوابة الدخول إلى سوق العمل بالنسبة لأغلبية الأفراد. تعد اللغة عاملاً موحداً يجمعنا جميعاً. ومع ذلك، لم يتوقع الأشخاص الذين أتوا إلى هنا بأنهم سيتعلمون لغتنا. وهذا ما يجعل السويد فريدة بطريقة سلبية.
وأردف: "بالإضافة إلى متطلبات الحصول على الجنسية السويدية، ستقدم الحكومة مدارس اللغة التمهيدية للأطفال الذين يحتاجون إليها، وسيتم تعزيز تعليم اللغة السويدية في المدارس. سنعيد أيضاً إدخال الكتب الورقية إلى المدارس والرحلات المدرسية، حيث شهدت السويد في السابق أجيالاً من الأطفال يذهبون إلى رحلات مدرسية متنوعة. دعونا نستعيد هذه الرحلات مرة أخرى".
واختتم كريسترسون مقاله قائلاً: "لذلك، يهدف توجهي إلى جعل السويد أكثر وضوحاً، وكذلك بلداً أكثر ترحيباً. بلداً مفتوحاً الجميع، بغض النظر عن مكان ولادتك، حيث يتم تقدير إرادة وجهود الفرد. ومع ذلك، فإنه سيكون أيضاً بلد يطالب بشيء مقابل. إذا كنا نرغب في أن نصبح تلك الدولة، فيجب أن نقدر الجنسية، ونتعلم اللغة السويدية، ونحترم قيمنا الأساسية".