من حق العاملين في السويد الحصول على "تقييم مخاطر"

"أكتر" – أخبار السويد| يجب على كلّ من يريد أن يدير عمل في السويد أن يراعي سلامة وأمان ورفاه العاملين والموظفين لديه، فهذه قاعدة قانونية يضمنها قانون بيئة العمل. لكن حتّى يتمّ تطبيق القانون والوصول لتحقيق هدفه، هناك إجراءات شديدة الأهمية يجب معرفتها. سيكون حديثنا اليوم عمّا يسمى "تقييم المخاطر Riskbedömning".

يحكم تقييم مخاطر العمل القرار الصادر عن مصلحة بيئة العمل السويدية Arbetsmiljöverket (AFS 2001:1)، وهي الوكالة الحكومية التي حصلت على تفويض من البرلمان والحكومة بالتأكد من خضوع الشركات والمنظمات لقانون بيئة العمل

ما هي "المخاطر" في العمل؟

تستخدم كلمة «مخاطر» للدلالة على احتمال وقوع حادثة أو مشكلة صحية في مكان العمل، والعواقب الناجمة عن ذلك. يمكن للمخاطر في العمل أن تؤدي إلى إصابات قصيرة وطويلة المدى. ويحدد هذا الخطر بكل حالة على حدة.

مسؤولية المتابعة اليومية

تقع على عاتق المسؤولين عن العمل «أصحاب العمل أو المدراء أو المشرفين» أن ينتبهوا على رفاه موظفيهم وعدم تعرضهم للمخاطر. من الأمثلة الشهيرة على ما يجب مراقبته، مراقبة التأثيرات السلبية للعمل المجهد أو الإضافي، وغيرها من العلامات التي تشير إلى وجود مشاكل قد تتراكم لدى العمّال والموظفين.

تقييم المخاطر والاستطلاعات

إنّ التحري عن "المخاطر" من قبل المسؤولين عن العمل ليس أمراً متروكاً لخيارهم الشخصي، فوفقاً للقانون والقرارات يجب أن يكون هناك منهج منظّم وتقييم على أسس ثابتة للمخاطر.

من الأمثلة على وسائل التحري المنهجية والمنظمة: إجراء فحوصات سلامة دورية، واستطلاعات مشاكل عمل يومية...الخ. كما يجب أن يكون المسؤول عن العمل واضحاً بخصوص عمليات التحري عن المخاطر، بحيث يحقق هدف منع وقوع الحوادث والأشياء الأخرى التي تؤثر في رفاه العاملين.

ما هي الإجراءات المنهجية؟

لا يوجد قوانين خاصة بدوريّة إجراء الفحوصات والإجراءات، فكلّ حالة مخاطر يتمّ تقديرها على حدة، شرط أن تكون المدة كافية لمعرفة الخطر والتصرّف لمنعه أو إيقافه. بأيّ حال هناك إرشادات عديدة تصدرها مصلحة بيئة العمل السويدية، وكذلك المجلس الوطني للسلامة المهنية والصحة، تبيّن الوسائل اللازمة التي على المسؤول عن العمل أن يستخدمها.

من الأمثلة الواردة في هذه الإرشادات: جمع الإحصاءات اللازمة عن حوادث وإصابات أماكن العمل من أجل استخدامها في عمليات التغيير والتقييم. وكذلك الاطلاع على عمليات إعادة التأهيل في الوظائف السابقة.

منهجيّة المسح والاستطلاع

المسح أو الاستطلاع الدوري هو أهمّ أدوات تقييم المخاطر المنهجية، منها الكشف عن النظافة والفحوصات الطبية. وفي الأعمال التي لديها مواد كيميائية، يجب إجراء مسح خاص بالحريق والمتفجرات والإجراءات الخاصة بالسلامة المتبعة بالتعامل مع هذه المواد. ينطبق الأمر ذاته على الأعمال التي فيها آلات معقدة، أو المؤتمة.

من الوسائل المتبعة بشكل شائع توجيه أسئلة مكتوبة، أو إجراء مقابلات شفهية مع العمّال لتكوين صورة أوسع عن القلق الذي يصيبهم أثناء العمل. خاصة أنّ بعض مخاطر العمل لا تكون واضحة دون جمع عدد من العوامل التي تواجه العمّال والتي يمكن تقييمها بعد لقاءاتهم.

مخاطر غير متوقعة

من المهم أيضاً أن يكون لدى مسؤولي العمل خطط مسبقة للتعامل مع المخاطر غير المتوقعة، مثل الإصابات المباشرة وغير المباشرة التي تصيب عمّال الرعاية الصحية والتمريض، أو المشاكل التي تنشأ من تعطّل الآلات والأجهزة التكنولوجية التي يتعامل معها العاملون.

كما أنّ هناك مجموعات محددة قد تكون عرضة للمخاطر أكثر من غيرها، ويجب على صاحب العمل أن يكون لديه تقييم مناسب لخصوصية هذه المجموعات ومشاكلها، أمثالها العمّال المهاجرون، أو النساء الحوامل، أو المصابون بإعاقة بدنية أو عقلية.

التعامل مع المخاطر عموماً يجب أن يكون سريعاً وفعلاً حتّى لا يصبح مشكلة كبيرة، أو يتحوّل إلى جزء متأصل من النشاط الذي يقوم به العمّال. وحتّى عملية إصلاح المخاطر لها مخاطر يجب على مسؤولي العمل أن يدركوها قبل وقوعها من أجل إزالة العوامل السلبية.

من المهم أن يكون تقييم المخاطر مكتوباً، وأن يتمّ تضمين المخاطر التي تنشأ بسرعة ويتمّ التعامل معها بسرعة ضمن التقييم للكثير من الأسباب المتعلقة بضمان عملية تقييم المخاطر.