من مالمو الى العالمية: رحلة أقدم الشركات منذ أكثر من 150 عاماً ومساراتها المدهشة
اقتصادAa
من مالمو الى العالمية: رحلة أقدم الشركات منذ أكثر من 150 عاماً ومساراتها المدهشة
قبل مئة عام، كان هناك ما يقرب من 50 شركة في مالمو تأسست قبل عام 1885. واليوم، لم يتبق سوى عدد قليل منها، كما أن البعض منها لم يصل بالفعل إلى مرحلة متقدمة، حيث انتقلت من المدينة بسبب توسعها والتحولات التي مرت بها.
يمكن تحديد الشركات الأقدم في مالمو بالنظر إلى عدة نواحي تشمل التغييرات في الملكية والاندماج، وجوانب أخرى تتعلق بالنشاطات الرئيسية وبالأسماء وتغييراتها، إضافة إلى انتقال الأنشطة.
وفيما يلي نستعرض 5 شركات تمتلك جذوراً طويلة تمتد لأكثر من 150 عاماً في المدينة، لكنها ابتعدت عنها بسبب عمليات الدمج ونقل الأنشطة. ومع ذلك، فإن اسماء هذه الشركات لا تزال مرتبطة بتاريخ مالمو.
مصرف الادخار - عام 1824
كان مصرف الادخار في مالمو أول مصرف للادخار في سكونه. ويُذكر أنه في السنوات الأولى، كانت الأعمال تجري في منزل القاضي هالينغ الخاص، ثم تم إدارة الأعمال في مكتب صغير في دار البلدية، وتم بعد ذلك تغيير اسم الشركة إلى مصرف مالمو. وفي عام 1879، تم بناء قصر بنكهم الخاص على شارع آديلجاتان Adelgatan.
تجدر الإشارة إلى أن القصر ما زال موجوداً لكن المصرف انقرض في عام 1963 عندما اندمج مع مصرف بيكوبان، الذي تأسس عام 1873، وأصبح مصرف مالمو بيكوبان المصرف الرئيسي في المدينة، إلى جانب مصرف منطقة أوكسيه Oxie، الذي تأسس عام 1847.
اندمج المصرفين في عام 1977 تحت اسم مصرف مالموهوس Malmöhus، وبعد عمليات دمج جديدة في عام 1984، أصبح يُعرف بمصرف سكونه ومصرف السويد في عام 1992، وبعد خمس سنوات أُطلق عليه اسم فورينغسباربانكن. وابتداءً من عام 2006، أصبح يُطلق عليه سويدبانك.
كوكومس Kockums – عام 1840
قام فرانس هنريك كوكوم بافتتاح ورشة ميكانيكية في المنطقة التي تعرف اليوم باسم "دافيدشال"، وأصبحت فيما بعد شركة مساهمة باسم "ورشة ميكانيكا كوكومس". ويُذكر أن الشركة كانت تُعنى بصناعة أدوات الزراعة ومحركات البخار وأجهزة التقطير والأفران والقدور والملاعق والأفران. كما بدأت في عام 1859 بتصنيع عربات القطارات. وفي عام 1870، قامت ببناء حوض للسفن بالقرب من ميناء مالمو، حيث تم تركيز كل الإنتاج في المدينة إلى حوالي عام 1913.
في العصر الحديث، تم بيع الحوض البحري في عام 1999 لأشخاص من ألمانيا. وبعد العديد من الانقلابات، أصبحت شركة ساب كوكوم Saab Kockums ، المسؤولة عن العمليات في مالمو، جزءًا من قطاع سيكيوريتي آند ديفينس سوليوشنز Security and Defence Solutions. ويُذكر أن الاسم ما زال قائماً ولكن التصنيع انتقل خارج مالمو.
جي آند إل باير G&L Beijer – عام 1866
أسس غوتفريد باير شركة تجارية تحت اسم جي آند إل باير، وعمل هو وشقيقه، لورينس باير، بتصدير الحبوب. ولاحقاً، تم تضمين مواد الحديد وتجارة الفحم في قائمتهم ما جعل الشركة رائدة في مجال الطاقة في البلاد، كما تم افتتاح مكاتب لها على شارع نورا فالجاتان Norra Vallgatan.
مع مرور الوقت، قامت عائلة هاين بمواصلة إدارة الشركة، ولكن خلال الحرب العالمية الثانية تدهورت الأمور، ما أدى إلى تغيير واستحداث العديد من الشركات، مثل بيجيرينفيست Beijerinvest في ستوكهولم، وبيجير بايرماتيريال Beijer Byggmaterial في سولينتونا، وبيجير الكترونيكس Beijer Electronics الذي ما تزال موجودة في مالمو.
سكونسكا سيمنت Skånska Cement – عام 1871
تأسست شركة سكونسكا سيمنت عام 1871، لكن جذورها تعود لما قبل ذلك بكثير، وقد تم تأسيسها من خلال استخراج الحجر الجيري في ليمهامن Limhamn. وفي عام 1728، تولى فرانتز سويل إدارة استخراج الحجر الجيري من العهد الملكي منذ عام 1731، إلى جانب محطة الطوب في بلدية لوما Lomma.
من خلال التوريث، كان فرانس هنريك كوكوم هو المالك لكلا المحطتين. وقد عمل، في لوما، على تقديم عمليات الصهر عندما تأسست شركة سكونسكا سيمنت بهدف تصنيع الأسمنت. كما تم اختيار مكان تصنيعها بالقرب من محطة الطوب في لوما. وتم تعيين رودولف فريدريك بيرغ، كمدير للإنتاج في عام 1873.
كان بيرغ يتمتع برؤية بعيدة نظراً لفهمه أهمية الاسمنت في المستقبل. ويُذكر أنه كان يعمل في منزله في شارع نورا فالجاتان، على تجربة صناعة ألواح الأرضية والواجهات والعناصر الإنشائية الأخرى. كما قام بتوسيع ميناء ليمهامن عام 1887.
في نفس العام، قرر مجلس مديري شركة الأسمنت بناء مصنع جديد في ليمهامن، وعندئذٍ تم التخلي عن الإنتاج في لوما. وعندها، كان الوقت مناسباً لإنشاء مصنع آخر يسمى سكونسكا سيمنتغوتريت Skånska Cementgjuteriet مع إنتاج بيرغ الخاص لعناصر البناء المصبوبة.
مع مرور الوقت، تحولت شركة سكونسكا سيمنت إلى سيمنتا Cementa ، وبعد ذلك إلى يوروك Euroc ، التي تم شراؤها واختفت من الخريطة الصناعية المحلية. أما شركة سكونسكا سيمنتغوتريت فقد تحولت إلى سكانسكا Skanska، وهي الآن مجموعة بناء متعددة الجنسيات مقرها ستوكهولم.
كلويتا Cloetta – عام 1872
كان الأخوة كلويتا وبرنارد وكريستوفر ونوتين يديرون مصنع الشوكولاتة بالبخار لشركة برودرين كلوتا Brødrene Cloëttas في كوبنهاغن عندما قفزوا إلى الجانب الآخر من مضيق السوند، وفتحوا مصنع الشوكولاتة بالبخار على شارع جرينبودغاتان Grynbodgatan في مالمو. كانت الأعمال تسير بسلاسة مع أكثر من مئة موظف، ولكن في عام 1892 تعرضوا لضربة قوية، وهي حريق اندلع في المصنع.
أدى ذلك إلى اندماج الشركة مع موتالا تشوكولادفابريك آب Motala Chokladfabrik AB، وبناء مصنع جديد بعيداً عن مالمو. على إثر ذلك، انتقل نحو ثلاثين عامل مع عائلاتهم إلى ليونجسبرو Ljungsbro.
تجدر الإشارة إلى أن العلامة التجارية ما تزال قوية رغم سلسلة طويلة من عمليات الدمج. كما عادت إلى مالمو، وتملك مكتب كبيراً ومتجراً في سودرا فورستادسجاتان Förstadsgatan.
تجدر الإشارة إلى أن عمليات التصنيع لا تزال تأخذ مكاناً في ليونجسبرو، لكنها امتدت أيضاً إلى سلوفاكيا وهولندا وبلجيكا وأيرلندا.