من هو جمال الحاج: البرلماني السويدي-العربي الذي اتهمه رئيس الوزراء "بالتعاطف مع الإرهاب" image

أحمد علي

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

من هو جمال الحاج: البرلماني السويدي-العربي الذي اتهمه رئيس الوزراء "بالتعاطف مع الإرهاب"

سياسة

Aa

النائب جمال الحاج

Foto: Fredrik Sandberg/TT - النائب جمال الحاج

وصف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون Ulf Kristersson النائب البرلماني جمال الحاج بأنه "متعاطفاً مع الإرهاب" إثر حضوره "المؤتمر الأوروبي الفلسطيني" في مالمو. وأثارت هذه التصريحات غضب زعيمة المعارضة ماغدلينا أندرسون وأثّرت فيها حدّ البكاء، حيث استنكرت الاتهامات ووصفتها بأنها "فظيعة"، مشيرة إلى الظروف الشخصية المؤلمة للحاج… من هو النائب جمال الحاج؟ وما وضعه في البرلمان السويدي الآن؟ ماذا حدث في "المؤتمر الأوروبي الفلسطيني"؟ هذه التفاصيل وغيرها تجدونها عبر هذا المقال الشامل من منصة «أكتر» الرسمية في السويد.

Foto: Christine Olsson/TT

جمال الحاج Jamal El-Haj هو شخصية بارزة في السياسة السويدية، وهو عضو في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين السويدي (S). وتتضمن مسيرته السياسيّة عضويته في البرلمان السويدي (الريكسداغ) منذ عام 2016، حيث بدأ كبديل ثم أصبح عضواً دائماً فيما بعد.

وفقاً للعديد من المصادر السويديّة (SVT- SVD - DN - expressen)، قام جمال الحاج بقرار من حزبه بأخذ استراحة مؤقتة من عمله في اللجنة الخارجيّة للبرلمان السويدي حتى نهاية العام الجاري 2023 على الأقل، وهذه الاستراحة المؤقتة تقتصر على عمله في اللجنة الخارجية فقط، ولا تعني تعليق عضويته في البرلمان السويدي بشكل عام، وجاءت على خلفية المشاركة بـ "المؤتمر الأوروبي الفلسطيني" في مالمو - Malmö. وإلى جانب هذا تذكر صحيفة أفتونبلادت أن الاستراحة تشمل التوقف عن العمل فيما يسمى وفد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

Foto: Fredrik sandberg/TT

المؤتمر الأوروبي الفلسطيني

حضر المؤتمر المنعقد أواخر أيار/مايو 2023 آلاف المشاركين من السويد وأوروبا، وكان من المتوقع أن يشارك فيه ستّة من أعضاء البرلمان السويدي، لكن جميعهم - باستثناء جمال الحاج - انسحبوا من الحضور. جاء هذا الانسحاب بعد تقارير تفيد بأن رئيس المؤتمر متهم من قبل إسرائيل وآخرين بأن له صلات بحماس المصنّفة بوصفها منظمة إرهابيّة في السويد. دافع الحاج عن مشاركته، موضّحاً أنه حضر كفلسطيني - سويدي وليس كاشتراكي - ديمقراطي مؤكّداً على أهميّة مشاركة كلّ فلسطيني في الأحداث السياسيّة أو الأيديولوجيّة لتأكيد وجودهم وكفاحهم من أجل الحريّة.

تعزّز الجدل بوجود أمين أبو رشيد الذي تم تعريفه بوصفه قائداً في حماس خلال المؤتمر المذكور، حيث اتّهم يمي أوكيسون Jimmie Åkesson من حزب ديمقراطيو السويد (sd) الحاج بأنه عانق قائد في الحركة. لكن ردّ الحاج على ذلك، قائلاً إنّ أمين أبو رشيد يدّعي عدم ارتباطه بحماس، مشيراً إلى تصريح الأخير لصحيفة "سيدسفينسكان"، والذي وضّح فيه أنّه تم تصويره مع سياسي حماس إسماعيل هنيّة فقط لأنه زار غزّة في الوقت الذي كان هنيّة فيه رئيس الوزراء، قائلاً: «لو كنت في السويد، لكان لديّ صورة مع الملك أيضاً».

الحاج يصرّ على المشاركة

اختار الحاج المشاركة في المؤتمر رغم أن حزبه نصح أعضاءه بعدم المشاركة في المؤتمر، وعبر عن أسفه لما اعتبره تراجع للحزب تحت الضغط الخارجي. وكان من المقرّر أن يشارك في المؤتمر أعضاء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب البيئة، لكنهم انسحبوا بعد توجيه هذه الاتهامات للمؤتمر الذي نظّمته الجمعية الفلسطينيّة الأوروبيّة في حزيران/يونيو.

وفي إطار ردّها على الاتهامات الموجهة للمؤتمر، أصدرت الجمعية بيانات صحفية تندّد بالادعاءات بأنها "مؤيّدة لحماس" أو "منظّمة من قبل حماس"، واصفةً إيّاها بأنّها "محاولة صريحة من النظام الإسرائيلي لخنق الرأي الأوروبي" وفق ما ورد عبر التلفزيون السويدي svt.

الدور البرلماني والاقتراحات

خدم جمال الحاج كعضو بديل في كل من لجنة الضرائب (2016-2018) ولجنة الشؤون الخارجية (2018-حتى الآن) في الريكسداغ - riksdagen منذ عام 2016، حيث خدم كبديل من 15 حزيران/يونيو 2016 إلى 24 أيلول/سبتمبر 2018، وبعد ذلك كعضو دائم. كان الحاج نشطاً في تقديم الاقتراحات حول قضايا متنوعة. على سبيل المثال، قدّم اقتراحات حول مواضيع سياسة الاستيطان في فلسطين، داعياً إلى وقفها. كما تناول قضايا تتعلق بعواقب الأعمال العسكريّة في غزّة، متسائلاً عن تناسب الردّ العسكري الإسرائيلي.

المشاركة في القضايا المحلية والدولية

 لم تقتصر اقتراحاته على السياسة الخارجية، بل تضمنت أيضاً القضايا المحلية. على سبيل المثال، قدّم اقتراحات لأسعار الكهرباء العادلة في جنوب السويد، وزيادة التمويل للمكتبات العامة، وظروف عمل عادلة للعمال في اقتصاد الوظائف المؤقتة.

وأظهر الحاج اهتماماً كبيراً بتحسين دور السويد كدولة مبتكرة ووديّة للاستثمارات، ودفع من أجل الإسكان الفعّال من حيث الطّاقة كجزء من انتقال مناخي عادل.

الجدل والانتقادات

لم تخل مسيرة الحاج السياسيّة من الجدل. لقد أثارت أحاديثه ومواقفه في القضايا المتعلقة بفلسطين وإسرائيل اهتماماً كبيراً. حيث تعرّض لانتقادات بسبب صلاته المزعومة بحماس وموقفه من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ممّا أثار نقاشات داخل السياسة السويدية. ورغم هذا الجدل، يعتبر الحاج بأنه كان صوتاً مؤثراً داخل حزب الاشتراكيين الديمقراطيين في المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية والعدالة الاجتماعيّة.

تفصيل شخصي

للحاج مأساة شخصيّة في الصراع الجاري، حيث فقد أفراد من عائلته خلال الحرب في غزّة وفق ما يرد عبر مقال منشور في صحيفة إكسبريسن السويدية.

Foto: Marwan saleh/AP/TT

أخذٌ وردّ

ما بعد الاستراحة المؤقتة التي اتّخذها الحاج، أثار فريدريك كيرهولم Fredrik Kärrholm، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، مخاوف بشأن خطر أمني يمثله الحاج بسبب صلاته المزعومة وعلاقاته بحركة حماس. أدّت هذه الادعاءات إلى توترات وإجراءات قانونية.

وفي ردّه على ذلك، قدّم الحاج بلاغاً ضدّ فريدريك كيرهولم للشرطة بتهمة تشويه السمعة. اشتملت الشكوى على عدّة منشورات كتبها كيرهولم تشير إلى أن الحاج له علاقات بحماس، وهو ادّعاء نفاه الحاج.

ومن جانبها، دافعت ماغدالينا أندرسون Magdalena Andersson، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن الحاج وقالت: "لقد كرّس حياته كلها للقتال ضدّ حماس". وأضافت: "لا أعتقد أن هناك أي نائب آخر في البرلمان أعلن أن حماس هي أكبر عدوّ له بنفس القدر" وذلك حسب تعبيرها الوارد في موقع thelocal السويدي.

Foto: Christine Olsson/TT

هذا وأثار جمال الحاج جدلاً واسعاً أكّد فيه أنه ضحيّة لحملة تشويه، وذلك عبر مقال له في صحيفة إكسبريسن Expressen السويدية. يوضح الحاج في المقال المشار إليه أنه كتب في صحيفة "سيدسفينسكان" Sydsvenskan في العام 2018 أن الأشخاص الذين يبدون يهوداً «لا يجب أن يتعرضوا للإساءة أو يشعروا بالتهديد»، سواء كانوا متدينين أم لا، وطالب بمحاكمة «المنظمات والأفراد الذين ينفذّون هجمات إرهابيّة ضد اليهود». 

وأضاف أن الاقتراح الذي قدّمه إلى البرلمان السويدي قبل أيام فقط من هجمات حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول كان ينتقد حركة حماس بشدّة، قائلاً: «حماس منظمة إرهابيّة، نشأت في ظروف قاسية لا نشاركها أهدافها. سيطرة حماس على قطّاع غزّة لم تعزز الديمقراطيّة أو السّلام».

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

المزيد

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات