تعتبر المغنية السويدية ذات الأصول المغربية الأمازيغية "لورين" واحدة من أبرز الشخصيات على الساحة الفنية، حيث تمكنت من تحقيق النجاح الكبير في عالم الغناء والفوز بلقب يوروفيجن. تحظى لورين بشعبية واسعة في السويد، وأصبحت رمزاً للتعددية الثقافية والتنوع الفني. في هذا المقال، سنلقي نظرة على "لورين" وأبرز إنجازاتها.ولدت زينب طلحاوي، ذات الأصول المغربية من مدينة مراكش، في ستوكهولم في 16 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1983. وعملت كمقدمة لبرامج تلفزيونية بالقناة السويدية "تي في 400". Foto:Jessica Gow/TTوشاركت أيضاً في عدد من المسابقات الموسيقية في السويد وتألقت في الكثير منها، فحلت في مسابقة "إيدول 2004" في المرتبة الرابعة. ثم عادت للغناء عام 2011 كممثّلة للسويد، حيث أنها لم تتمكن من الوصول للنهائي واكتفت بالمرتبة التاسعة. والمفارقة أن الأغنية التي شاركت بها في تلك الدورة لقيت نجاحاً كبيراً ودخلت قائمة الأغاني السويدية الأكثر رواجاً.في المقابل، فازت لورين بجائزة مسابقة يوروفيجن للأغاني التي أقيمت في أذربيجان والتي تابعها نحو مائة مليون شخص حول العالم.كما فازت المغنية البالغة من العمر 28 بأغنية "يوفوريا" في المسابقة التي شارك فيها 42 دولة، حيث أضفت البهجة على وجوه المشاهدين وفريق التحكيم وهي تغني وترقص حافية القدمين. والطريف أن معنى كلمة "يوفوريا" اللاتينية بالعربية هي البهجة، وهي أيضاً ترمز إلى تسمية تطلق على مدينة مراكش التي تنحدر منها أسرة لورين أو زينب.وجاء فوز لورين، بجائزة يوروفيجن للأغنية لعام 2012 لتعزيز بروز جيل جديد من المهاجرين المغاربة في الدول الإسكندنافية.لورين هي إحدى الفنانات في عالم يوروفيجن التي تتمتع بمكانة "ألوهية"، كما يقول بن روبرتسون من ESC Insight، عندما تحدثت إليه The Local قبل أول نصف نهائي في ليفربول في 9 مايو/ أيار.وعلى الرغم من أن لورين سويدية، إلا أنها تتمتع أيضاً بتراث مغربي، وهو أمر يقول روبرتسون إنها أدرجته في أدائها.وتابع روبرتسون: «تحرص لورين دائماً كفنانة على التأكد من أن العرض جزء من نفسها، فهناك عنصر رملي صحراوي في الأداء المسرحي التي تأتي منه، لذلك ترى صوراً أمازيغية على الشاشة طوال فترة أدائها، لأنها مستوحاة من تراثها».المغنية المفضّلة لدى المعجبينFoto: Martin Meissner/TTعلى الرغم من أن لورين مفضلة بشدة لمحبي مسابقة الأغنية الأوروبية ووسائل الإعلام على حد سواء، إلا أن روبرتسون يقول إن شعبيتها ربما تساوي من حيث القاعدة الجماهيرية دخول فنلندا مع أغنية Cha Cha Cha Cha، والتي يؤديها المغني كاريا Käärijä.عرض مسرحي مصغرFoto: Martin Meissner/TTأولئك الذين شاهدوا تصفيات مهرجان الأغنية السويدية Melodifestivalen، في وقت سابق من هذا العام، لاحظوا مدى جمالية عرض لورين، والذي وصفه روبرتسون بأنه "لوحة هندسية مذهلة"، والذي تضمن شاشة LED معلّقة من السقف بمساحة 16 متراً مربعاً مع وزن يقارب طنين."حدث تاريخي" في حال فوز السويدعلى الرغم من أن السويد يمكنها أن تفخر بستة انتصارات رائعة في مسابقة الأغنية الأوروبية على مدار تاريخ المسابقة، إلا أنها لا تحمل لقب المسابقة حتى الآن. لذا كان فوز السويد بلقب مسابقة يوروفيجن للأغاني الأوروبية، بفضل أغنية "تاتو" للمغنية السويدية لورين حدثاً مهماً في السويد.ولورين، هي ثاني فنانة تفوز بالجائزة مرتين بعد الأيرلندي Johnny Logan في "يوروفيجن" الثمانينيات، لذلك وصفت فوزها أمس بأنه "هائل" على حد ما بثته الوكالات، وأنها كانت المفضلة لوكلاء المراهنات وفازت بأكبر عدد من الأصوات من القضاة المحترفين في نظام التصويت المعقد في Eurovision حيث واجهت تحديا قويا من Käärijä بأصوات الجمهور.يُذكر أن السويد استضافت مسابقة الأغنية الأوروبية في جميع مدنها الثلاث الكبرى - ستوكهولم في 2016 و 2000 و 1975، ويوتوبوري في 1985 ومالمو في 1992 و2013.Foto: Jessica Gow/TT