مهاجرون أو أصليون.. ذوو الإعاقة الذهنية من حقهم تبسيط العملية السياسية لأجلهم
 image

عروة درويش

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

مهاجرون أو أصليون.. ذوو الإعاقة الذهنية من حقهم تبسيط العملية السياسية لأجلهم

أخبار-السويد

Aa

المهاجرين

Foto: Mau.se & Fredirk Sandberg/TT

ينبغي أن يتمكّن الجميع من أن يكونوا جزءاً من المجتمع المدني والديمقراطية. لكن الأمر لا يبدو كذلك في الواقع. إنّ نسبة إقبال الناخبين على التصويت بين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أقل منها بين عامة السكان. يقول الدكتور في العلوم الاجتماعية، ميكايل كارلسون Mikael Mery Karlsson، بأنّه "توجد بالفعل مواد للمجموعة المستهدفة حول كيفية التصويت. لكن الديمقراطية ليست مجرد يوم انتخابي، فهي شيء يجب أن يستمر 365 يوما في السنة. والآن نريد أيضاً تسليط الضوء على كيفية التأثير بين الانتخابات".

عندما تواصلتُ مع الدكتور ميكايل، كان لديّ بعض الأسئلة الهامّة في رأسي عن الموضوع، وقد كان ميكايل لطيفاً بأن أجاب عنها على الفور. لكنّه نوّه إلى أنّ "المواد الدراسية التي كتبها مع زميلته الباحثة ماتيلدا تشاودهوري Matilda Svensson Chowdhury، يمكن أن تكون مفيدة للعديد من المجموعات في السويد. وبما أننا كتبناها باللغة السويدية سهلة القراءة، فإننا نعتقد أنها ستكون مناسبة لأي شخص يفضل اللغة السويدية سهلة القراءة. سواء كنت وافداً جديداً، أو من ذوي الإعاقة الذهنية أو كليهما، أو أي مجموعة أخرى. كما أنّ الكتّيب مجاني للاستخدام".

كيف يصبح المحتوى مفهوماً؟

خطر في بالي: ما هي التعديلات المحددة التي تم إجراؤها لجعل المحتوى مفهوماً ومرتبطًا بالأفراد ذوي الإعاقات الذهنية؟ أردتُ بعض الأمثلة حول كيفية تكييف المادة من المحتوى التعليمي القياسي؟

يقول الدكتور ميكايل: "أولاً، لقد كتبنا المادة الدراسية باللغة السويدية سهلة القراءة. وهذا يعني أننا لم نستخدم كلمات صعبة بلا داع. لقد كتبنا جملًا قصيرة قدر الإمكان. وفي الوقت نفسه، حاولنا شرح الكلمات التي قد تكون صعبة بالنسبة لأولئك الذين لم يعتادوا على السياسة".

يضيف ميكايل شارحاً عن إشراك المنظمات: "طوال عملية الكتابة، أجرينا حواراً وثيقاً مع منظمة Grunden، وهي منظمة للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. لقد عقدنا أيضاً اجتماعات مع منظمات أخرى تعمل من أجل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. تم تشكيل موضوعات الدليل ونهجه خلال هذه الاجتماعات".

ولم يغفل ميكايل وفريقه مسألة حاجة المحتوى لداعمٍ مرئي، لهذا يقول: "بالإضافة إلى ذلك، عند العمل مع مصمم الجرافيك، تأكدنا من أن كل صفحة تتبع بعض القواعد البسيطة لتسهيل قراءة النص، على سبيل المثال، عدم وجود صور خلف النص".

ما هي أهم العوائق؟

قد يكون من الأهميّة بمكان أن نفهم بعض أهمّ العوائق التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية عند محاولتهم المشاركة في العمليات الديمقراطية، ولهذا كان لزاماً علينا أن نفهم كيف تعالج المواد الخاصة بالدكتور ميكايل هذه التحديات؟

كان ردّ ميكايل مركباً ووافياً: "أولاً، لا تعطي الأحزاب السياسية في السويد الأولوية للمعلومات باللغة السويدية سهلة القراءة. ثانياً، يعتقد الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أن السياسة ليست من اختصاصهم. لقد وجدنا سببين لذلك: نقص التمثيل وغياب التغيير السياسي الحقيقي الذي يجعل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة أفضل. هناك عدد قليل من النماذج التي يُحتذى بها للأشخاص ذوي الإعاقة في الأحزاب السياسية. ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أنه نظراً لحقيقة أن سياسات التقشف خلال العقد الماضي قوضت العديد من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فليس من الصعب أن نفهم السبب".

يشدد ميكايل على أنّ إشراك ذوي الإعاقة الذهنية كما ينبغي في العملية السياسية ليس منّة، بل واجبٌ على الأحزاب السياسية. يقول: "لدى الأحزاب السياسية واجبٌ وطني لتقوم به. سواء في جعل سياساتهم متاحة للجميع، ولكن أيضاً في جعل سياساتهم تعمل من أجل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة - وليس ضدهم".

ويضيف ميكايل بنوعٍ من الصرامة: "ثالثاً، تاريخ السويد هو تاريخ الإقصاء والقهر. ونود أن نؤكد أن المسؤولية الأساسية لجعل السياسة متاحة تقع في أيدي مجتمع الأغلبية. وفي الوقت نفسه، نعلم أنه لن يتم إحداث أي تغيير اجتماعي تقدمي من أعلى. لقد كان التنظيم دائماً هو الطريق إلى الأمام بالنسبة للذين تحت. في أفضل الحالات، يمكن أن يكون كتيبنا جزءاً صغيراً في دعم ومواصلة تطوير الحركات الاجتماعية الموجودة بالفعل".

كيف سيتمّ تقييم زيادة المشاركة السياسية؟

من نافل القول أن يخطر لنا فيما إذا كان بالإمكان رصد وتقييم مدى فاعلية الحلقة الدراسية في زيادة المشاركة السياسية والاجتماعية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، ولهذا طلبتُ من ميكايل أن يوضح لنا المقاييس والمؤشرات التي سيتمّ استخدامها.

لا يبدو أنّ لدى ميكايل وزميلته خطّة بعد لمثل هذا التقييم، فقد أجاب: "لم نقرر بعد كيفية مراقبة وتقييم المواد. أولاً، يعود الأمر إلى مجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة ليقرروا ما إذا كانوا سيجدون أي فائدة في هذا الكتيب. إذا وجدوا الفائدة، فسيتم تحديد الخطوة التالية في حوار وثيق مع مجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة".

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

المزيد

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات