أخبار-السويد

مهاجر أراد البدء بعمله الخاص في السويد فكان ضحيّة للاحتيال

مهاجر أراد البدء بعمله الخاص في السويد فكان ضحيّة للاحتيال
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

الاحتيال في السويد

Foto: Christine Olsson/TT

في تحوّل مؤسف للأحداث، يجد المهاجر الطموح عمار (تم تغيير الاسم بناءً على طلبه)، نفسه متورطاً في كابوس مالي. عمار الذي كان يحلم بافتتاح صالون الحلاقة الخاص به، يواجه الآن عواقب مالية وقانونية وخيمة بسبب مخطط احتيالي كان عليه ألّا يقع فيه. ورغم اطلاعنا على تقارير البوليس ومحاولتنا الحصول على معلومات من مصادر أخرى، يبقى مصدر معلوماتنا الأساسي هو عمار، لكنني مع ذلك قررتُ أن أنشر قصته رغم بعض الغموض، بغية تنبيه الآخرين حول المخاطر المحتملة لمثل عمليات الاحتيال هذه.

كيف انتهى المطاف بي هنا؟

بدأت رحلة عمار بآمال وتطلعات كبيرة. لكنّه لم يتمكن من الحصول على قرض تقليدي لبدء مشروعه التجاري. يقول عمار بأنّه استكشف كلّ السبل المشروعة، لكن العقبات التي غالباً ما يواجهها المهاجرون اعترضته وحدّت من أحلامه. 

خلال هذه الفترة، قدمه أحد الأصدقاء، الذي كانت علاقة عمار معه ممتدّة لمدة سبع سنوات، إلى محامٍ مفترض وعده بتأمين جزء من الأموال اللازمة، مقابل نسبة منها.

وعلى الرغم من الشكوك الأولية، إلا أن ثقة عمار في صديقه دفعته إلى تسليم تفاصيل حسابه البنكي وتوقيعه إلى المحامي. ولكسب ثقة عمار، قام المحامي بإيداع أموال على دفعات في حساب عمار، لإقناعه بأمانته ونزاهته. ثمّ بعد فترة، اقترح المحامي استثمار هذه الأموال في شراء سيارات للإيجار، وهو ما رفضه عمار. ومع ذلك، يقول عمار أنّ المحامي واصل الاستثمار بغض النظر عن رأيه، مستفيداً من قدرته إلى الوصول إلى حساب عمار.

سرعان ما ظهرت التعقيدات. وادعى المحامي أن شركة السيارات لم تقم بتسليم السيارات وفقاً لعقده معها. وبدأ بعدها يماطل ويتهرّب من الرد على عمار.

بسبب الإحباط الذي أدّى إليه التأخير وانعدام التواصل، وجد عمار نفسه في وضع محفوف بالمخاطر حيث لم يكن المحامي هو فقط من يتهرّب من الردّ على مكالماته ولقائه، بل إنّ صديقه الذي عرفه لسبعة أعوام أيضاً بات يتهرّب منه ويرفض الردّ عليه أو لقاءه. 

بدأ الاحتيال يظهر واضحاً

ممّا زاد الطين بلة، اكتشاف عمار عمليات سحب كبيرة من حسابه المصرفي بالدين قام بها المحامي المزعوم، والتي لم يعلم بها عمار كما قال إلا عندما بدأ يتلقى المطالبات بسدادها من البنك.

تدهور الوضع مع بدء البنك في المطالبة بديونه، والتي سرعان ما تحوّلت إلى مطالبات بالسداد من خلال "هيئة التنفيذ السويدية"، الكرونوفوغدن Kronofogden

يقول عمار بأنّ استقراره المالي انهار، ممّا أدى إلى فقدان مصداقيته الوظيفية، حيث لم يعد أحدٌ يرضى بتوظيفه، وتعرضت فرصة حصوله على الإقامة الدائمة في السويد للخطر. 

تقدّم عمار ببلاغ إلى البوليس، ولكنّ البلاغ الذي اطلعتُ عليه ليس فيه شيء من هذه التفاصيل، باستثناء أنّ عمار قال فيه بأنّه لم يوقّع على سحب المال من البنك ودفعها إلى شركة السيارات. في الحقيقة عمار نفسه قال بأنّ البوليس أخبروه بأنّه لا يوجد دليل على كلامه (رغم عدم ذكره في التقرير) وبأنّ القضية معلقة ولا تحقيقات أخرى فيها.

يريدكم أن تتعظوا

نصحتُ عمار بأن يراجع مستشار الميزانيات والديون في الكومون كي يحاول مساعدته على ترتيب ديونه وإعادة هيكلتها، خاصة أنه يقول بأنّ الكرونوفوغدن ليسوا واقعيين في ما يطالبونه به.

لكن بأيّ حال، يقول عمار بأنّه يريدنا أن ننشر قصته من أجل أن يحذر المهاجرون الآخرون من الوقوع في فخ الاحتيال الذي وقع فيه. وكما قلتُ من قبل، فرغم نقص المعلومات الأكثر وضوحاً عن قصة عمار إلا منه، فمن المهم أن أخبركم بها كي تحذروا من حالات مشابهة قد تعرضكم لكوارث مالية لاحقة.

ورغم أنّ قصة عمار هي تذكير صارخ بنقاط الضعف التي يمكن أن يواجهها المهاجرون عندما يحاولون إثبات وجودهم في بلد جديد. فمن المهم أن ندرك بأنّ عمار مخطئ بقدر كبير لأنّه سمح لشخص، وبشكل غير رسمي، بالدخول إلى حساباته البنكية والحصول على توقيعه.

نحن نحاول دائماً تزويدكم بجميع المعلومات والمقالات المفيدة لكم لتجنّب الاحتيال، مثلما فعلنا عندما نشرنا مقالاً فيه نصائح للخبير في رابطة حماية المستهلك، وغيرها الكثير. ومن هنا من المفيد أن أزودكم ببعض معلومات الاتصال التي قد تحتاجونها في حال التعرّض لجريمة:

Brottsofferjouren دعم ضحايا الجريمة: https://www.brottsofferjouren.se

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©