كشفت دراسة حديثة أعدتها شركة "Randstad" تحت عنوان "Workmonitor 2025" عن ارتفاع ملحوظ في مطالب العمال السويديين، حيث أظهرت النتائج أن 42% منهم طالبوا بتحسين ظروف العمل، بينما أبدى العديد استعدادهم لتغيير أماكن عملهم إذا لم تُلبَّ احتياجاتهم. وشملت الدراسة، التي أُجريت بالتعاون مع شركة "Dynata"، استطلاعات رأي لأكثر من 26 ألف عامل في 35 سوقاً عالمياً، من ضمنها 1000 عامل سويدي. التوازن بين العمل والحياة الشخصية يتصدر الأولويات أوضحت الدراسة أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية يظل أحد أهم العوامل التي تؤثر على اختيارات السويديين، وأحياناً يكون أكثر أهمية من الراتب. كما يطالب العمال ببيئة عمل تعزز الشعور بالانتماء وتوفر فرص التطوير المهني. وفي هذا السياق، صرح نيما أستانه دوست، الرئيس التنفيذي لشركة "Randstad Sverige"، قائلاً: "قواعد اللعبة في بيئة العمل تتغير، وأصحاب العمل الذين لا يدركون أهمية التوازن والتطوير المهني والمجتمعي في مكان العمل سيخسرون المنافسة على جذب المواهب". الشعور بالانتماء مفتاح الأداء والإنتاجية وفقاً للدراسة، أبدى 84% من العمال رغبتهم في أن تتيح بيئة العمل شعوراً بالانتماء، بينما أعرب 57% منهم عن استعدادهم لترك وظائفهم إذا لم يشعروا بأنهم جزء من الفريق، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي. وفي بعض الحالات، تُعد العلاقات الاجتماعية في مكان العمل أكثر أهمية من الراتب، حيث أشار 29% من العمال إلى أنهم يفضلون العمل مع أصدقاء حتى لو كان ذلك على حساب الدخل. كما أكد 84% من المشاركين أن شعورهم بالانتماء يعزز إنتاجيتهم في العمل. التطوير المهني: ضرورة وليست رفاهية أشارت الدراسة إلى أن التطوير المهني أصبح مطلباً أساسياً للعمال، حيث أبدى 37% من المشاركين استعدادهم لترك وظائفهم إذا لم تُقدم لهم فرص للنمو المهني، مقارنة بـ31% في العام الماضي. ومع ذلك، أفاد 35% من العمال بأن أصحاب العمل لا يوفرون لهم فرصاً كافية للتطوير. وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، صرّح 47% من العمال أنهم يفتقرون إلى المهارات والتدريب اللازمين للتعامل مع هذه التكنولوجيا. في حين يشهد العالم صراعاً بين رغبات العمال وأصحاب العمل بشأن العمل الهجين، تبرز السويد كنموذج للتوافق، حيث يفضل العمال وأرباب العمل العمل ثلاثة أيام في المكتب أسبوعياً، مما يُظهر انسجاماً أكبر مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. بيئة العمل بين التحديات والحلول سلطت الدراسة الضوء على أهمية بناء بيئة عمل صحية لتجنب الخسائر، حيث أكد 39% من العمال أنهم غادروا أماكن عمل غير صحية أو سامة. وأبدى 51% استعدادهم لترك وظائفهم إذا لم يتمكنوا من التفاهم مع مديريهم. تشير هذه النتائج إلى أن بيئة العمل في السويد تمر بمرحلة تحول كبيرة، حيث يطالب العمال بمزيد من التوازن والتطوير والانتماء، مما يفرض تحديات جديدة على أصحاب العمل لضمان الحفاظ على المواهب وتعزيز الإنتاجية.