أثار منشور على فيسبوك غضباً واسعاً بين عملاء سلسلة متاجر «بيلتيما» في السويد، حيث عبّر المئات عن استيائهم عبر التعليقات، لكن يبدو أن هناك سوء فهم كبير حول القضية. أزمة الدفع النقدي مع تسارع عملية التحول الرقمي، أصبحت المدفوعات بواسطة البطاقات البنكية أو التطبيقات الهاتفية أكثر شيوعاً. وعلى مدار السنوات الأخيرة، اختارت العديد من المتاجر التخلي عن قبول الدفع النقدي، ما أثار جدلاً متزايداً بين العملاء حول مستقبل استخدام النقود كوسيلة دفع. في منشور على صفحتها على فيسبوك، دعت بيلتيما عملاءها لزيارة مقهى المتجر لشراء القهوة وحلوى «السملا». المنشور، رغم طبيعته البسيطة، أثار مئات التعليقات الغاضبة من العملاء بسبب مسألة الدفع النقدي. ردود فعل غاضبة من بين التعليقات التي تصدرت المشهد، كتب أحد العملاء: «أنتم لا تقبلون الدفع النقدي، وبالتالي تخسرونني كعميل. الأموال التي في محفظتي هي ما أريد استخدامه، وليس تلك الموجودة في حسابي البنكي». في تعليق آخر، قال أحد العملاء: «لا أستطيع الدفع إلا نقداً، لذا لن أزوركم للأسف». كما عبّر آخر عن استيائه قائلاً: «مع البطاقات؟ لا شكراً». توضيح من بيلتيما رداً على هذا الغضب، أوضحت سلسلة بيلتيما أن العملاء أساؤوا فهم الموقف. وأكدت الشركة أن الدفع النقدي متاح في صناديق الدفع العادية داخل المتجر، بينما لا تُقبل النقود في مقهى المتجر لأسباب صحية. وقال يوهان جيرديفوغ، مدير التسويق لدى بيلتيما، في تصريح لصحيفة «Nyheter24»: «لأسباب تتعلق بالنظافة، لا نقبل النقود في مقاهي بيلتيما، ولكن يمكن للعملاء دفع قيمة المشتريات نقداً في صناديق الدفع العادية المأهولة». قضية شائكة لا تزال قضية استخدام النقود كوسيلة دفع تشكل موضوعاً مثيراً للجدل في ظل تزايد الاعتماد على المدفوعات الرقمية. وقد أثارت هذه القضية قلق العديد من الجهات، بما في ذلك البنك المركزي السويدي «ريكس بانكن». وفي تقرير صدر العام الماضي، أكد البنك المركزي ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان استمرارية استخدام النقود كوسيلة دفع. وقال التقرير: «لضمان إمكانية استخدام النقود عملياً، يرى البنك المركزي ضرورة اتخاذ تدابير إضافية». كما حذر البنك من التأخر في اتخاذ هذه الخطوات، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تراجع كبير في إمكانية استخدام النقود، ما يجعلها في المستقبل غير قابلة للاستخدام كوسيلة للدفع. ودعا البنك المركزي إلى التحرك السريع لمواجهة هذه التحديات، قائلاً: «من خلال التحرك بسرعة، يمكننا الحد من هذا التوجه».