Aa
Foto: Kallestad/TT
قصتنا اليوم لا تختلف كثيراً عن قصص الأفلام، فتخيل أنك تعيش حياتك الطبيعية لتكتشف فجأة أنك ميت! نعم، هذا ما حدث بالفعل مع يوناثان رافلين Jonathan Ravelin، وهو رجل في الرابعة والثلاثين من عمره، ويقيم في بلدية أولوفستروم Olofström بالسويد.
فهذا الرجل الذي كان يعيش حياته الطبيعية مع شريكته وأطفالهما الصغار، أُعلن عن وفاته رسمياً في تاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) وحُذف من جميع الأنظمة الحكومية المرتبطة برقمه الشخصي من دون سابق إنذار.
وتفاقمت الأمور عندما تلقت شريكته خطاباً يُبلغها بأنها أصبحت الوصية الوحيدة على أطفالهما، الذين أصبحوا الآن الورثة الشرعيين لأمواله.
وفي حديثه مع التلفزيون السويدي (SVT)، علق رافلين على هذا الوضع الغريب قائلاً: "من الناحية المالية، لا يمكنني فعل شيء. يبدو أن هناك من لا يريد لي الخير، والأمر ليس ممتعاً على الإطلاق".
والشرطة تحقق حالياً في قضية رافلين كجريمة تزوير، لعل وعسى يعود رافلين إلى حياته المعتادة.
أحياء لكنهم أموات!
لكن حالة رافلين ليست الوحيدة؛ إذ تم تسجيل 14 شهادة وفاة خاطئة في السويد هذا العام، بينما بلغ العدد 46 في العام الماضي. أما في بلدية أولوفستروم لوحدها، أُعلن عن وفاة 4 أشخاص بالخطأ بين عامي 2020 و2023.
وفي كل هذه الحالات، كانت الطريقة المتبعة هي ذاتها، حيث كان يقوم فرد بعملية ملء شهادات الوفاة، متنكراً في زي طبيب يعمل بمستشفى سنترال في مدينة كريستيانستاد Kristianstad، ليقوم بعد ذلك بتسجيل الضحايا كأموات لدى مصلحة الضرائب السويدية "Skatteverket". وكل ذلك يحدث دون علم الأشخاص المتضررين أو أي من أفراد عائلاتهم.
ضحية أخرى في 2020
وفي سياق الموضوع، أجرى التلفزيون السويدي مقابلة مع أحد الأشخاص الذين أُعلن عن وفاتهم بالخطأ والذي فضّل البقاء مجهول الهوية. وأكد أنه ما زال يحتفظ بشهادة وفاته التي تفيد بأنه توفي في أبريل (نيسان) 2020، بالرغم من مضي الموضوع وتصحيح الأمر. وعبر عن معاناته قائلاً: "أسوأ ما في الأمر هو أنني لم أتمكن في ذلك الوقت من الحصول على الأنسولين، وهو الدواء الضروري لحياتي".
وفي الختام، وصف هذا الشخص تجربته المروعة بأنها صدمة عميقة سترافقه طوال حياته، مضيفاً: "كل يوم وكل ليلة، أفكر في هذا الأمر. إنه لأمر محزن أن يقدم أحدهم على فعل مثل هذا الأمور".