أخبار السويد
نادين: عاشت حياتها كلها في السويد… والآن تواجه الترحيل
Aa
Foto TT/ canva
ولدت نادين (البالغة من العمر 15 عاماً) وعاشت طوال حياتها في السويد. ورغم ذلك، سيتم ترحيلها هي وعائلتها إلى الجزائر - البلد لم يسبق لها أن زارته من قبل.
في وقت مبكر من عام 2015، لفتت صحيفة افتونبلاديت السويدية الانتباه إلى مصير نادين (التي كانت تبلغ من العمر 8 سنوات في ذلك الحين). حيث كانت موهوبة في العزف على الكلارينيت وتعلمت السباحة في مدرسة السباحة التابعة لبلدية سودرهامن Söderhamn في مقاطعة يافلابوري Gävleborg على ساحل بحر البلطيق شرق السويد.
آخر الأخبار
اليوم تفكر نادين في أشياء مختلفة كمراهقة: حيث تقلّب خيارات المدرسة الثانوية في رأسها، وأي برنامج دراسي تختار وما إلى ذلك. وتقول أنها تفكر في دراسة الاقتصاد: "يبدو الأمر ممتعاً… سيكون من الممتع في المستقبل أن أبدأ بشركتي الخاصة".
في حياتها اليومية، تعيش نادين حياة مراهقة عادية مع المدرسة والأصدقاء والأنشطة الترفيهية، لكن في العمق يتفاقم القلق الذي تحمله الأسرة معها منذ ولادة نادين، وهو التهديد بأنهم قد يضطرون للعودة إلى الجزائر في أي وقت.
المجيء إلى السويد
جاء الوالدان إلى السويد في عام 2005، وفي العام التالي ولدت نادين. تم رفض طلب الأسرة مراراً وتكراراً للحصول على تصريح إقامة دائمة.
ورغم أن نادين ولدت ونشأت في السويد، وذهبت إلى المدرسة ولديها أصدقاء هنا، إلا أن مصلحة الهجرة السويدية لا تعتقد أن هنالك أسباب كافية لبقائها هي أو عائلتها. وتلقت الأسرة مؤخراً رفضاً جديداً.
تقول نادين: "أعتقد أنه غريب جداً. لا أفهم كيف يمكنني التكيف مع بلد لم أزره من قبل أو لا أعرف لغته. لقد تحدثت اللغة السويدية طوال حياتي، وذهبت إلى المدرسة الابتدائية هنا… لا أشعر أنهم يأخذونني في الحسبان بقرارهم هذا".
"لا أريد أن أمضي حياتي وأنا قلقة"
وفي غضون عامين فقط، ستكون نادين في سن الرشد القانوني. وهي لا تعرف المدة التي يمكن أن تستغرقها إجراءات الاستئناف: تؤكد: "لقد كان هذا يحدث منذ ولادتي، لكنني أحاول أن أتعامل مع كل شيء في أوانه، وليس لدي الكثير من الآمال، كما أعلم أنه قد يتعين علينا المغادرة في أي وقت…ما زلت أحاول أن أعيش حياتي بأفضل ما أستطيع. سأعيش هذا العمر مرة واحدة، لذلك أريد ألا أضيع هذا الوقت في القلق طوال الوقت".
وتتابع نادين: "يبدو الأمر كما لو كانت مصلحة الهجرة السويدية تتعامل مع هذا القرار بوصفه قراراً من مجموعة هائلة من القرارات، بينما بالنسبة لي فإن هذا القرار يتعلق بحياتي كلها. في الواقع، لا فرق بيني وبين أصدقائي. لقد ولدت هنا وعشت لفترة طويلة. الاختلاف الوحيد هو أن والدي من بلد آخر. إنه لأمر محزن كيف يمكن لمثل هذه التفاصيل الصغيرة أن تؤثر عليّ إلى هذا الحد".
رد مصلحة الهجرة السويدية
اتصلت صحيفة افتونبلاديت بمصلحة الهجرة السويدية بشأن حالة نادين وعائلتها. وفي رد عبر البريد الإلكتروني، أكدت المصلحة أنه الرفض جاء بسبب عدم تقييم الأسرة على أنها تتمتع بوضع اللاجئ أو أنها في حاجة إلى الحماية، وأكدت أن وضع الأسرة أيضاً لا يصل إلى المتطلبات التي تم تحديدها لهم ليكونوا قادرين على تقييمها على أنها متضررة بشكل خاص.