تستعد العاصمة السويدية ستوكهولم لتجربة جديدة تجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا في مكان غير متوقع، وهو مركز التجارة العالمي وسط ستوكهولم. أعلنت شركة Alecta Fastigheter، المالكة للمبنى، عن تعاونها مع شركة Nature Station لتوفير غرف مخصصة للنزهات الافتراضية والمشي أثناء الاجتماعات، لتصبح بذلك أول شركة عقارية في السويد تقدم هذا النوع من التجارب الفريدة لمستأجريها. الطبيعة والصحة النفسية تشير الأبحاث إلى أن القرب من المساحات الخضراء له دور كبير في تعزيز الصحة النفسية، خصوصاً مع ازدياد التمدن وقلة النشاط البدني. يُظهر تقرير أن 25% من السويديين يقضون أكثر من 10 ساعات يومياً جالسين، مما يجعلهم ضمن الفئات الأكثر عرضة لمخاطر قلة النشاط البدني. فلورنس كارديل، مديرة تطوير الأعمال في Alecta Fastigheter، علقت قائلة: «هدفنا هو توفير بيئات عمل تُعزز رفاهية الأفراد والشركات. نتابع الأبحاث التي تؤكد أهمية دمج عناصر الطبيعة في أماكن العمل، ونحن متحمسون لتقديم هذه التجربة الفريدة في مركز التجارة العالمي بوسط ستوكهولم». الحاجة إلى الطبيعة في حياتنا اليومية تشير بيانات Nature Station إلى أن 62% من السويديين لا يزورون الغابات بشكل أسبوعي، وأن نسبة الزيارات تقل بنسبة 80% عندما تزيد المسافة إلى أقرب غابة عن 500 متر. لذلك، جاءت الفكرة لتقريب الطبيعة من الناس وجعلها جزءاً من أنشطتهم اليومية، خاصة في أماكن العمل حيث يقضي الكثيرون غالبية أوقاتهم. أماندا ويك، مؤسسة ومديرة Nature Station، علقت: «نهدف إلى تسهيل وصول الناس إلى فوائد الطبيعة الصحية وتعزيز بيئات العمل بطريقة مبتكرة. شراكتنا مع Alecta خطوة نحو مستقبل أكثر صحة وإنتاجية». التجربة الأولى في السويد ستقوم Alecta Fastigheter بتثبيت محطة Nature Station في مركز التجارة العالمي في يناير، وستكون متاحة لجميع المستأجرين كجزء من تجربة تجريبية تستمر ستة أشهر. خلال هذه الفترة، سيتم قياس تأثير التجربة على مستويات التوتر، الصحة النفسية، الرضا الوظيفي، والنشاط البدني. فوائد مثبتة علمياً تدعم العديد من الدراسات أهمية القرب من الطبيعة. دراسة من جامعة ستوكهولم أظهرت انخفاضاً كبيراً في استخدام مضادات الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء. كما بينت أبحاث في برلين أن المشي في الطبيعة يقلل من استجابة الدماغ للتوتر بشكل ملحوظ مقارنة بالمشي في بيئة حضرية.