مجتمع

نساء على الطريق: أكتر تحتفي بنساء متفردات

Aa

نساء على الطريق: أكتر تحتفي بنساء متفردات


 

قبل أشهر أنجزت منصة أكتر سلسلة مقالات ولقاءات غطّت فيها تجارب نساء متفردات أخذن خياراتٍ مهنية مختلفة وتحدين نظرة المجتمع ليستطعن إثبات مقدراتهن وكفاءتهن في مهن تبدو صعبة ومقصورة على الرجال. إحدى هؤلاء النسوة قادت الشاحنة وأخرى الباص وثالثة استطاعت قيادة الطائرة في بريطانيا وهناك أيضاً نساء تشجعن على قيادة القطار ليثبتن أن المرأة قادرة على رسم طريقها بنفسها. 

خيارات عمل غير متوقعة

لم تتخيل منال فاضل، وهي مهاجرة سورية من حلب، متزوجة وأم لأربعة أطفال، أن الأقدار ستدفعها بعد خمس سنوات من عيشها في السويد للعمل كسائقة باص ضمن شركة النقل الفرنسية (Transdev). وكذلك الأمر فيما يخص السيدة هبة حموش التي زاولت في السويد أعمالاً مختلفة كمدربة أيروبيك وزومبا في نادٍ رياضي، وانتقلت بعد ذلك للعمل في البلدية وفي شركة إيكيا، قبل أن تنهي عقود عملها وتتخذ حياتها المهنية منحاً مختلفاً لم تتوقعه هي أو أسرتها. فاليوم تقود السيدة هبة شاحنة مقطورة يصل طولها إلى 25 متراً، 

وتعمل تسع ساعات في اليوم مع شركة تعود للقطاع العام. حيث تقوم شاحنتها بنقل النفايات التي تم فصلها كالورق والزجاج والمعادن لإعادة تدويرها في مصانع مخصصة لذلك.

منال فاضل

ردود فعل المجتمع بين استنكار وتشجيع

ورغم اختلاف تجربة السيدتان لكن المشترك أن الاثنتين واجهتا الكثير من الاستغراب والتخوف من قبل المجتمع الذي لم يكن يظن بأن مهنة "السياقة" ستكون مناسبة لامرأة عربية مقيمة في السويد. فأبناء السيدة هبة المراهقين لقبوها مازحين بـ "أبوجانتي" في بداية عملها، على غرار بطل أحد المسلسلات السورية الذي يتحدث عن حياة سائق تكسي، في حين اقترح أفراد آخرون من أسرتها إهدائها عناقيد عنب صناعية ومسابح كي تعلقها في شاحنتها على غرار ما يفعله سائقو الشاحنات والباصات في سوريا. أما السيدة منال بدورها فتقول بإن الناس قد يمتلكون أحكاماً مسبقة عن سياقة الباص لكنهم لا يعلمون أن إيجابياتها في الواقع تفوق سلبياتها، ولهذا استطاعت هي إقناع عائلتها بخيارها المهني لتصبح بعد أشهر من مزاولتها المهنة موضع فخر لعائلتها. وعن تجربتها تقول السيدة منال أنه وفي البداية لم يخلو الأمر من نظرات استهجان من الركاب كونها محجبة، حيث صادفت أشخاصاً يصعدون إلى الباص دون إلقاء السلام، لكن هؤلاء يبقون قلة قليلة فالسواد الأعظم من الركاب قابلوها بابتسامة والكثير منهم ردد على مسامعها عبارات تشجيعية. 

هبة حموش 

قيادة الطائرة تعني التحكم بمصيري 

من جانب آخر تأتي حكاية الشابة مايا غزال المقيمة في بريطانيا التي غطتها منصة أكتر سابقاً. مايا نالت لقب " أول لاجئة سورية تقود طائرة" بعد أن درست هندسة الطيران والدراسات التجريبية في لندن وقامت بأول رحلة فردية لها بالطائرة عام 2019 لتحصل بعدها على رخصة قيادة طائرة. وفي لقاء سابق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إبان تعينها سفيرة للنوايا الحسنة لعام 2021 قالت مايا: "أكثر ما أحبه في كوني كابتن طائرة أنني أستطيع التحكم بمساري، وبالطائرة وبالوجهة التي أريد الذهاب إليها كما لو أن حدودي هي السماء". 

مايا غزال

في الختام ومقابل هذه القصص المتفردة التي أضاءت عليها "أكتر"، هناك المزيد والمزيد من الحكايات لنساء متفردات يعملن بصمت بعيداً عن دائرة الضوء، وهي قصص مؤثرة وجميلة وتستحق أن تنقل للعلن، لتشجع المزيد من النساء والفتيات على اتخاذ خطوات جريئة ورسم مساراتهن بأنفسهن.


 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©