تربية الأطفال صعبة بما فيه الكفاية دون وجود تحديات، لذلك، عند الحديث عن تربية الأطفال في بلد أجنبي فنحن نتحدث عن مستوى آخر من الصعوبة، وعن مواجهة الكثير من التحديات، مثل التعامل مع اللغة والاختلافات الثقافية وعدم الفهم الكافي لآلية عمل الأنظمة.لا ترفض ثقافة البلدهذا لا يعني تبنّي الثقافة بالكامل، لكن من الجيد النظر إلى هذه الثقافة بشكل إيجابي من أجل أطفالك، لأنه وببساطة، لا يمتلك أطفالك هوية ثقافية بعد، أو على الأقل ليس بشكل كامل، سيصبحون سويديين جزئياً، مشبعين بالعديد من قيم وعادات المجتمع السويدي.العديد من الناس انتهى بهم الأمر في السويد لأن الظروف فرضت عليهم ذلك، ويواجهون صعوبة في تقبّل الثقافة السويدية واختلافها عن ما اعتادوا عليه، والأصعب من ذلك هو رؤية أطفالهم يكبرون أمام أعينهم يتغذّون على هذه الثقافة، ما يجعل الأهل يحاولون تربية أطفالهم على ما تربوا عليه، الأمر الذي يسبب اضطرابات لدى الأطفال بسبب الاختلاف الكبير ما بين التربية المنزلية والتربية المجتمعية.لذا، كن مرناً وحاول تقبّل الثقافة الجديدة، ودع أطفالك يندمجون بالمجتمع الذي نشأوا فيه.لا تتجاهل تعقيد الهوية الثقافيةبالأسلوب الصحيح، يمكن أن تكون الهوية الثقافية ثروة عظيمة لأطفالك، حيث يمكن للمرء أن يتكوّن من عدّة ثقافات في الوقت ذاته، وجود هذا التعدد سيساعد في التأقلم السريع مع أصحاب هذه الثقافات، ويزيد ثقافتهم العامة، والأهم من ذلك، القدرة على التكلم بأكثر من لغة، الأمر الذي سيفيدهم كثيراً في مستقبلهم الشخصي والمهني على حدِ سواء.FotoUlf Palm/TTلا تخف من مدى تكيف أطفالك مع المجتمع السويديسيتقن أطفالك خصوصيات وعموميات المجتمع السويدي أفضل منك بكثير، وهو أمر لن يعجب الكثير من الآباء، كون أن معظم الآباء لا يمكنهم تصوّر فكرة تفوق أطفالهم عليهم، كما أنه وفي العديد من الثقافات يكون الدور الأبوي استبدادي بشدة، حيث يجب على الأطفال معرفة مكانهم كأطفال، والسماح للأهل بالقيادة واتخاذ القرارات، لذلك إذا كانت لديك مشكلة مع أطفالك تشعرك بانعدام الكفاءة، فحاول التفكير في الموضوع كوحدة أسرية، حيث يمكن لأطفالك المساعدة في القيام ببعض الأمور بشكل أفضل، وهذا شيء جيد للعائلة بأكملها، فحاول تقبّل الأمر وانظر إليه على أنه فرصة عظيمة للتعلّم… من أطفالك.