مع اقتراب العام الجديد، يضع الكثيرون وعوداً مرتبطة بالصحة، العلاقات، والمال مثل: تقليل تناول الحلويات، تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً. لكن الالتزام بهذه الوعود قد يكون صعباً، خصوصاً إذا كانت البداية شديدة الصرامة. تقول الأخصائية النفسية آنا بنيش: «الخطر في بذل مجهود مكثف من البداية هو أن الاستمرارية تصبح صعبة على المدى الطويل». معالم التغيير وفعاليته تشير بنيش إلى أن بعض الدراسات أظهرت أن المعالم الزمنية، مثل بداية العام الجديد، قد تساعد على تبني عادات جديدة. لكنها تحذر من التسرع واللجوء إلى تغييرات جذرية دفعة واحدة. وأضافت: «ما إذا كان الشخص يفضل التغيير المفاجئ أو التدريجي يعتمد على الفرد نفسه. ولكن تغييرات كبيرة قد تكون مرهقة وتجعل الاستمرارية أصعب، خصوصاً إذا أثرت على الروتين اليومي بشكل كبير». أهداف إيجابية بدلاً من التوقف الكلي تشدد بنيش على أهمية صياغة الأهداف بطريقة إيجابية تُركز على ما يرغب الشخص في تحقيقه بدلاً من التركيز على ما يجب الامتناع عنه. وقالت: «بدلاً من أن يكون الوعد هو ’التوقف عن تناول الحلويات‘، وهو وعد يبدو صارماً ومملاً، يمكن صياغته كالتالي: ’تناول المزيد من الفواكه والخضروات يومياً‘». وأوضحت أن الأهداف الصغيرة التدريجية أكثر قابلية للتحقيق من التغييرات الجذرية. نصائح لتجنب الاستسلام لضمان الالتزام بالوعود، تقدم بنيش ثلاث نصائح رئيسية: اجعل الوعد اختياراً شخصياً: يجب أن يكون الدافع وراء الوعد نابعا منك، وليس من توقعات الآخرين. كن واقعياً: ضع أهدافاً قابلة للتحقيق تتناسب مع قدراتك وظروفك. قسّم الهدف إلى خطوات صغيرة: يساعد تقسيم الهدف إلى مراحل على تتبع التقدم وتشجيع الاستمرار. لا داعي للوعود إذا كانت مرهقة وأخيراً، تشير بنيش إلى أنه لا بأس في الامتناع عن وضع وعود للعام الجديد إذا كانت تلك الوعود تسبب ضغوطاً نفسية. وأضافت: «إذا كانت الوعود تجلب مشاعر الفشل، يمكن أن يكون أفضل قرار هو عدم وضع أي وعود. الحياة الجيدة لا تتطلب دائماً أهدافاً كبيرة أو قرارات صارمة».