حصلت شركة Din Ekonomi i Skåne AB، التي أسسها شابّان من أصول مهاجرة هما نضال شنيني وعادل بيروتي، على جائزة Årets Tillväxtbyrå (الشركة الأكثر نمواً للعام 2024). وممّا يزيد إثارة التحدّي أنّ هذه الشركة هي الوحيدة التي يملكها أجانب وتأهّلت للجائزة. لهذا تواصلتُ مع نضال، أحد المؤسسين ومالكي الشركة، لأتحدّث معه عن إنجازه ورحلته للوصول إليها، والصعوبات التي واجهته مع شريكه.البداية المتواضعة والطموح الكبيرعاش نضال شنيني في سورية ودرس المحاسبة قبل أن ينتقل إلى السويد، حيث اضطر إلى إعادة دراسة التخصص مرة أخرى للحصول على المؤهلات السويدية. بدأ نضال مسيرته المهنية في جامعة لوند، حيث أعاد بناء نفسه كأحد المحاسبين القانونيين المعتمدين في السويد.يقول نضال: «عندما جئتُ إلى السويد، كان عليّ أن أبدأ من جديد في مجال المحاسبة… اضطررت إلى الدراسة في جامعة لوند ومن ثم الحصول على شهادة جديدة لممارسة المحاسبة هنا».بعد حصوله على المؤهلات السويدية، بدأ نضال العمل في إحدى الشركات الخاصة في السويد ، قبل أن يقرر تأسيس شركته ومكتبه الخاص بالتعاون مع صديقه عادل. ومنذ تأسيس المكتب في عام 2018، نما ليصبح من أكبر مكاتب المحاسبة في المنطقة، ويخدم مئات العملاء، ليس في سكونه فقط، بل في جميع أنحاء السويد.تعرّف نضال وعادل أثناء فترة الجامعة، وجمعت بينهما صداقة دامت منذ ذلك الحين، صاغوا أثناءها حلمهم وباشروا بتحقيقه.نضال شنيني و عادل البيروتي محاسبين قانونين معتمدين لدى منظمة المحاسبين السويدية بالاضافة الا انهما استشاريين معتمدين لتطوير الأعمال.الخدمات التي يقدمها مكتب Din Ekonomi i Skåne ABتقدّم شركة Din Ekonomi i Skåne AB خدمات متعددة للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، فلديها العملاء الذين لا تتجاوز أرباحها مئات الألوف، ولديهم عملاء تخطّت أرباحهم مئات الملايين. فاز مكتب نضال وعادل بجائزة 2024وهم في الطريق للمنافسة والفوز بجائزة 2025تقدّم الشركة خدمات تبدأ من تأسيس الشركات الجديدة إلى التدقيق السنوي وإعداد الضرائب، ويقوم المكتب بمساعدة عملائه في جميع مراحل تأسيس وتنمية الأعمال. يوضّح نضال: «نحن نبدأ مع العميل منذ تأسيس الشركة، خطوة بخطوة لنضمن تحقيقه للنمو، ثمّ نساعده في إعداد الحسابات الشهرية والسنوية وتقديم الضرائب».كما يوضّح أنّ مكتبهم يختصّ بتطوير الأعمال وتقديم الاستشارات المالية وإعداد القوائم المفروضة على الشركات، سواء أكان ذلك لمصلحة الضرائب skatteverket، أو لمصلحة الشركات bolagsverket، أو لأيّ جهة. ويضيف: «نحن نقدم خطة اقتصادية شاملة ونساعد الشركات على تحسين فعالية أعمالها من خلال تحليل نقاط القوة والضعف».يوظّف مكتب Din Ekonomi i Skåne AB اليوم ثمانية أشخاص، بينهم نضال وعادل، ويبدو أنّهم متجهين لزيادة هذا العدد في الفترات المقبلة مع تحقيق النجاح تلو الآخر.الفوز بالجائزةفي عام 2023، تمّ ترشيح الشركة لجائزة المحاسبين المرموقة Årets Tillväxtbyrå، والتي تمنح للشركات التي تحقّق نجاحاً بارزاً في مجال المحاسبة. بعد أن كان مرشّحاً للجائزة في العام الماضي، نجح المكتب في الفوز بالجائزة هذا العام، ما يعدّ تتويجاً للعمل الدؤوب الذي قام به نضال وفريقه.يقول عادل: «لقد كان الفوز بالجائزة حافزاً كبيراً لنا لمواصلة تقديم الأفضل لعملائنا. إنّه تأكيد على أن ما نقوم به صحيح، وأننا في المسار الصحيح».ويؤكّد أنّهم أيضاً على طريق الحصول على الجائزة العام المقبل 2025، ليحافظوا على المرتبة الأولى.التحديات والنجاحاتأحد أسباب نجاح Din Ekonomi i Skåne AB هو قدرتها على فهم احتياجات الشركات ذات الخلفيات الثقافية المتنوعة، وتقديم الحلول التي تتناسب مع متطلباتهم الخاصة. يشرح نضال بفخر بأنّه لم يقم بوضع ولا حتّى إعلانٍ مدفوع واحد عن الشركة وخدماتها، وأنّ رضا الزبائن هو الذي جلب زبائن آخرين، وجعله يخرج حتّى من النطاق المكاني لمقاطعة سكونه، فبات لديه زبائن في جميع أنحاء السويد.من الأشياء المثيرة للاهتمام التي حكاها لي مؤسس الشركة، أنّ عليه هو وشريكه، بحسب القانون، أن يجريا دورات تدريبية سنوية utbildning مدّتها 20 ساعة. للبقاء على اطلاع بآخر التحديثات على القوانين والسياسات. عندما سألته إن كان الأمر متعباً، أجاب: «بالعكس، أنا استمتع بهذا التدريب، فمن خلاله أشعر بأنّني لا زلت قادراً على التطوّر والتعلّم».شركة عادل ونضال هي شركة المهاجرين الوحيدة في المسابقةالكبير والصغير، واحدتبعاً لأنّ شركة المحاسبة لديها عملاء بأرباح منخفضة، وآخرون بأرباحٍ مرتفعة، كان من المهم أن أفهم كيف تتعامل الشركة مع هؤلاء العملاء، بعيداً عن الشعارات التي يضعها الجميع على واجهات مواقعهم الإلكترونية حول المساواة بين العملاء.كان ردّ نضال جيداً بقدر السؤال، حيث أكّد أنّ الأمر هنا يجب أن ننظر إليه من وجهتي نظر: الأولى هي كفاءة الخدمات، والثانية هي الوقت الذي يتمّ قضاؤه في أداء الخدمات. فأمّا الكفاءة فيؤكّد نضال بأنّ الشركات، كبيرة أو صغيرة، يتمّ التعامل معها على قدم المساواة، بل ويتمّ الاهتمام بتفاصيل الصغرى أكثر بغية السماح بتطوّرها أسرع.أمّا من ناحية الوقت، فيقول نضال: «إنّ خطط وحسابات الشركات الصغيرة، وبحكم الواقع، لن تستغرق الكثير من الوقت، فقد أقضي فيها 10 أو 12 ساعة، ولن أعطيها وقتاً على حساب غيرها. بينما حسابات الشركات ذات الأرباح الكبيرة تستهلك بطبيعة الحال وقتاً أطول قد يصل إلى 50 أو 60 ساعة».المستقبلبالنسبة للمستقبل، يتطلع نضال و عادل إلى الاستمرار في تطوير خدمات مكتبهم، مع التركيز على التحول الرقمي. يوضّح نضال: «لدينا اليوم 80٪ من أعمالنا نقدّمها بشكل رقمي، ونحن نخطط لجعل 100٪ خدماتنا رقمية بحلول عام 2025، لتسهيل العمليات وجعلها أكثر كفاءة».ويرى بأنّ الحاجة لشركة موثوقة تُشرف على التطوّر والمحاسبة للشركات أمرٌ مهم، خاصة في ظلّ تشديد القوانين السويدية الحالي على مكافحة غسيل الأموال ومصادره.في الختام..نضال شنيني وعادل البيروتي هما مثالان حيّان على كيف يمكن للطموح والعمل الجاد أن يؤدّيا إلى تحقيق النجاح، حتى في وجه التحديات. لكن لا بدّ لنا أن نأخذ ونحن نختم ما قاله نضال في الاعتبار، عن كوننا جميعاً نشير دوماً إلى الذين نجحوا، ولا نعطي العناية اللازمة للشركات التي تنبش الأرض لتجد لها مكاناً تنجح فيه. فكما يقول، الناس الذين يبذلون جهداً مضاعفاً يجدون ثمار جهدهم في نهاية المطاف. يتحدث عن تجربتهم أثناء كورونا فيقول: «في الوقت الذي كان الجميع يجد الصعوبات، عملت شركتنا أثناء كورونا أكثر من أيّ عام، والسبب أنّ الشركات كانت بحاجة لمن يتابع القوانين التي تتجدد بشكل شبه يومي، وكنّا نحن نبذل هذا الجهد، ولا زلنا نبذله لنقدّم الاستشارات لعملائنا بما يعكس التزامنا».