قررت مصلحة الهجرة السويدية ترحيل "لورا" البالغة في العمر 10 سنوات من السويد إلى وطنها "نيكاراغوا" على الرغم من أن والديها لديهما تصريح إقامة ويعملان في السويد، والسبب هو أن تصريح إقامتها قد انتهت صلاحيته، وفقاً لصحيفة DN.وفي التفاصيل، جاءت لورا إلى السويد في عام 2019 مع والديها، اللذين تقدموا بطلب للحصول على حق اللجوء في السويد بعد الاحتجاجات العنيفة في بلدها الأم. وتم رفض طلبهم في يناير/ كانون الثاني 2020، لكن نظراً لحصول الوالدين على عمل في السويد، غيروا مسارهم وحصلوا على تصريح إقامة بسبب العمل.في حين ذلك، حصلت لورا على تصريح إقامة أقصر من والديها لأن مدة صلاحية جواز سفرها كانت قصيرة. ولتمديد تصريح إقامتها، كانت بحاجة إلى جواز سفر جديد قبل انتهاء صلاحية تصريح الإقامة. بعد ذلك، توجه الوالدان بأسرع وقت ممكن إلى أقرب سفارة لنيكاراغوا والتي توجد في ألمانيا واستغرق الأمر سبعة أشهر قبل أن يكون لديهم جواز سفر ابنتهم في متناول اليد. وبحلول ذلك الوقت كان الوقت قد داهمهم. والآن يجب على لورا أن تعود إلى وطنها لتقديم طلب للحصول على تصريح إقامة جديد.والآن يخشى الوالدان أن تخسر ابنتهما سنوات عديدة من الدراسة في السويد أثناء انتظارها تصريح إقامة جديد. كما أنهم قلقون من أن رحلة العودة إلى نيكاراغوا قد تنتهي بهم في السجن، لأنهم شاركوا في الاحتجاجات الكبيرة ضد رئيس البلاد الاستبدادي دانيال أورتيغا.وفي هذا السياق، قال والد لورا: "تقدمت إلى السفارة قبل شهرين من انتهاء صلاحية جواز سفر ابنتي، لكن العملية استغرقت وقتاً طويلاً. وبمجرد أن حصلنا على جواز السفر، ذهبنا إلى مصلحة الهجرة السويدية، لكن الأوان كان قد فات. بصفتي أب، أشعر بالتوتر والضيق الشديد لأنني لم أفي بالتزاماتي. إذا ذهبت إلى نيكاراغوا سأفقد وظيفتي وبالتالي سأفقد حقي بأن أكون في السويد. لكننا نحاول بقدر الإمكان ألا نكون عبئاً على السويد أيضاً. كأب، أحلم أن تحصل ابنتي على التعليم. هنا يمكنها تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة. بالإضافة إلى أنها تتلقى الدعم في مدرستها نظراً لوجود صعوبات في النطق والتعلم لديها".وفي رسالة من المدرسة إلى وكالة الهجرة قرأتها DN، كتبت معلمتها أن الفتاة مجتهدة ولديها ثقة كبيرة في معلميها. لكن منذ قرار مصلحة الهجرة، تراجعت الفتاة في أداء واجباتها المدرسية.فيما أعربت لورا عن خوفها وقالت وهي تتحدث باللغة السويدية بطلاقة: "أنا خائفة. عندما جئت إلى السويد، لم أكن أستطيع القراءة أو الكتابة. لم يكن لدي أصدقاء في نيكاراغوا. بينما في السويد، كونت الكثير من الأصدقاء الذين ساعدوني وأصبحت أكثر سعادة وأنا ممتنة لأنهم يحترمونني كما أنا. ولقد ساعدتني المدرسة كثيراً، فهي تعني لي الكثير. سأكون حزينة إذا لم أذهب إلى تلك المدرسة وأرى مديرتي لطيفة".من جانبه، أكد الممثل القانوني للفتاة، خوان فونسيكا، أن القرار لا يتطابق مع اتفاقية حقوق الطفل المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية. وقال: "القرار غير عادل وغير معقول. ستتفكك الأسرة جراء ذلك".وفقاً لذلك، كتبت مصلحة الهجرة في القرار أن لورا عاشت وقتاً قصيراً جداً في السويد، ولا يمكن اعتبار عودة الفتاة إلى وطنها بدون والديها أمراً مخالفاً لمصالح الفتاة، وأنها بالتأكيد لن تتعرض للأذى.فيما ردت مديرة الصحافة في مصلحة الهجرة السويدية، أنيكا دالكفيست، على ذلك قائلة: "كان بإمكان لورا تمديد تصريح إقامتها إذا وصل الطلب في الوقت المحدد، لكن هذا ما حصل. بالتأكيد يتوجب على مصلحة الهجرة السويدية أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح الطفل، لكن يجب تلبية المتطلبات القانونية للحصول على تصريح إقامة أيضاً. نفهم أن هذا القرار سيكون صعباً على الأسرة. لكن من المهم أن تكون الفتاة قد عاشت في السويد لفترة طويلة، ويجب أن يكون لديها شبكة اجتماعية مستقلة. إنها لا تفي بهذه المتطلبات".