استمر العمل في بناء الملاعب والبنى التحتية للبطولات في قطر منذ حصولها على كأس العالم لكرة القدم لمدة 12 عاماً، ولإنجاز كل شيء في الوقت المحدد، تقوم البلاد باستجرار العمال الأجانب. حيث أنه وفقاً للـ SVT، من بين سكان البلاد البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة، يوجد بضع مئات الآلاف فقط من المواطنين القطريين، وتتألف غالبية القوى العاملة فيها من العمال الأجانب.كان قد علّق كيشاب راي، الشاب النيبالي البالغ من العمر 19 عاماً، آمالاً كبيرة على تحقيق أرباحٍ جيدة خلال فترة عمله في البناء في قطر، الأمر الذي سيوفّر لأسرته حياة أفضل في مورانج في شرق نيبال. إلا أن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً، حيث تم إخطار والديه بوفاته بعد عامين فقط من مغادرته. وفي هذا الصدد، يقول والده، بريم راي: «إن العمل في قطر كان صعب، بسبب الجو الحارّ جداً. وقد طلبنا من كيشاب العودة إلى وطنه، ووعدنا بالعودة في غضون شهرين إلى أربعة أشهر. ليتم بعدها إخبارنا بأنه توفّي». إجبار العمال على العمل في درجات حرارة شديدةتصدّرت العديد من العناوين الرئيسية للصحف، قبل كأس العالم، والتي تتحدث عن ظروف العمل الخاصة بالعمال الأجانب الشبيهة بالعبودية، فضلاً عن أعداد الوفيات الكبيرة منهم في مواقع البناء. وفقاً للـ SVT، صرّح بعض العمال أنهم أُجبروا على العمل تحت درجات حرارة شديدة تزيد عن الـ 50 درجة. ووفقاً للأرقام الصادرة عن سفارة الدولة في الدوحة، يأتي أكثر العمال الأجانب من الدول الفقيرة. وقد لقي أكثر من 2000 شخص، من النيبال وحدها، مصرعهم في قطر. وفي هذا السياق ينصح والد كيشاب كلّ نيبالي بعدم السفر خارج البلاد، وقبول العمل تحت ظروف مشابهة. أُصيب بنوبة قلبيةتُظهر شهادة الوفاة الخاصة بالشاب البالغ من العمر 21 عاماً أنه توفي لأسباب طبيعية. لكن والداه لا يُصدقان ذلك ويعتقدان أن ابنهما قد توفي إثر نوبة قلبية نتيجة العمل تحت درجات الحرارة العالية. مؤكّدَين أن ابنهما كان بصحة جيدة قبل مغادرته. هذا وعبّر الوالدان عن حزنهما الشديد لفقدان ابنهما، حيث كانا يتطلعان إلى أن يُكوّن أسرة في المستقبل ليستطيع الاعتناء بهما مع تقدمهم في السن، مُضيفين أن لا حزن يُضاهي فقدان شخصٍ لأحد أحبائه.