بعد عقود من سيطرة عائلة الأسد على الحكم في سوريا، انتهى نفوذها أخيراً مع سقوط دمشق في أيدي قوات المعارضة المسلحة صباح الأحد. فرّ الرئيس المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء مع أطفالهما الثلاثة خارج البلاد. وأعلنت روسيا، الحليف الأبرز للنظام السوري، في وقت متأخر من نفس اليوم أنها منحت العائلة حق اللجوء، وأنهم الآن في موسكو. بداية الهيمنة بدأت قصة حكم عائلة الأسد عام 1970 عندما تولى حافظ الأسد السلطة بعد انقلاب عسكري. استمر حكمه 30 عاماً حتى وفاته المفاجئة عام 2000، ليخلفه بشار الأسد الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 34 عاماً. لم يكن بشار، الذي كان يدرس طب العيون في لندن، مهتماً بالسياسة، إذ كان شقيقه الأكبر باسل هو المرشح لخلافة والده، لكن وفاة باسل في حادث سيارة عام 1994 غيرت مجرى حياة بشار. أسماء الأسد: رمز الأناقة التي تحولت إلى الجدل زوجة بشار الأسد، أسماء، وُلدت ونشأت في لندن لعائلة سورية بارزة، حيث حصلت على تعليمها في كينغز كوليدج وتخصصت في علوم الحاسوب والأدب الفرنسي. كانت أسماء تُعتبر نموذجاً للمرأة العصرية في الشرق الأوسط، وظهرت في العديد من المحافل الدولية مرتدية ملابس من أفخم دور الأزياء العالمية. في عام 2010، وصفتها مجلة فوغ الشهيرة بأنها "وردة في الصحراء"، لكن هذه الصورة سرعان ما تلاشت مع اندلاع الحرب في سوريا واتهام النظام بقمع شعبه. في 2012، قامت فوغ بحذف المقابلة مع أسماء من موقعها الإلكتروني. من حياة الترف إلى الفرار كانت أسماء رمزاً للأناقة، حيث شوهدت كثيراً في المناسبات الدولية بملابس فاخرة، لكنها باتت مرتبطة أكثر فأكثر بسياسات القمع التي اتبعها النظام. العائلة، التي كانت تعيش حياة فاخرة في دمشق، تجد نفسها اليوم في المنفى، محاطة بعلامات استفهام حول مستقبلها في موسكو. أبناء العائلة بشار وأسماء لديهما ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاماً. ومع سقوط النظام، يواجه أفراد الأسرة مستقبلاً غامضاً، بينما يواصل العالم مراقبة تفاصيل حياتهم في المنفى. مصير مجهول في حين لم يصدر أي تصريح رسمي من بشار الأسد حول الأحداث، يظل السؤال قائماً حول ما إذا كانت عائلة الأسد ستتمكن من التكيف مع وضعها الجديد، بعيداً عن الحكم الذي استمر لعقود، وحول ما إذا كانت ستُحاسب على أفعالها خلال فترة الحرب.