أخبار السويد
هاني صاحب مشروع التوظيف.. السويديون يوظفهم أهلهم فماذا عن المهاجرين؟
عروة درويش
أخر تحديث
Aa
هاني بلال صاحب مشروع التوظيف في السويد
هاني بلال شاب فلسطيني الأصل يعيش في السويد منذ 2008. لا يبلغ هاني من العمر سوى 20 عام ورغم ذلك فقد حقق نجاحاً هائلاً في مساعدة عدد من الشباب لإيجاد عمل وفرص دراسية عبر مشروع التوظيف Min Karriär وحصل على جائزة قدوة الشباب بسبب عمله. لنتعرّف إلى قصّة هاني ومشروع التوظيف الخاص به.
يعيش هاني في أوربرو في منطقة "مهمشة" تحدث فيها مشاكل دائمة للشباب. عندما كان هاني بسنّ 14 عام كان عضواً في مجموعة تهتمّ بإجراء أنشطة للشبان، وفي سنّ 17 أصبح هو المسؤول عن هذه الجمعية.
رغم سفره في مشروع مشترك لسبعة بلدان أوروبية وإثارة إعجاب أصحاب المشروع، فقد استمرّ بالشعور بأنّ هناك شيء ناقص.
فكرة مشروع التوظيف Min Karriär
بينما كان هاني يجتمع بالشباب ويلفّ عليهم لإيجاد مشروع توظيف يخدم الجميع، حدث له أمر جعله يفكّر بطريقة مختلفة. كان جالساً في ورشة عمل تتحدث عن كيفية افتتاح الشركات، فاستمع لنقاش بين اثنين من الحضور، أحدهما يقول بأنّ الذين يعملون لفتح لشركة هم الناجحون فقط، بينما آخر يقول بأنّه يريد أن ينجح ضمن شركة ووظيفة ولا يرغب بفتح شركة.
بدأ يفكر: «لا يريد الجميع الأمر ذاته، ولهذا لا يمكن وضع مشروع توظيف وتوجيه الناس إليه بافتراض أنّهم جميعاً يريدون الأمر ذاته وظروفهم متشابهة». فبدأ العمل واستمرّ وحيداً لستّة أشهر دون تمويل رسمي، فكان يعتمد من أجل تأمين بعض المال على المساعدات الفردية للمؤمنين بمشروعه.
ثمّ تمكن في الخطوة التالية من الحصول على مساعدة وتمويل رسمي من الكومون في أوربرو.
صعوبات مشروع التوظيف
الفئة الأصعب التي تعامل معها هاني كانت الشباب الذين لديهم مشاكل سابقة تمنع أصحاب العمل من تشغيلهم، ولكنّه تمكن خلال عام واحد من إيجاد أعمال أو فرص دراسة لـ 36 شاب. بالنسبة له فمساعدة الكومون شديدة الأهمية من أجل تذليل العقبات أمام الراغبين حقاً في تخطي مشاكلهم.
كيف يساعد هاني الناس؟ يقول: «مهمة مشروعنا المساعدة في البدء بالخطوة الأولى والمسير مع الراغبين كي يجتازوها سواء بتجهيز السيرة الذاتية أو بتأمين عمل أو بالمساعدة في المقابلة، ولكنّ الخطوات التي بعدها تعتمد على مدى عزيمة ورغبة هؤلاء».
حصل هاني على جائزة anders carlbergs minnespris الرمزية بوصفه قدوة للشباب.

مشروع التوظيف ضدّ مشاريع البلدية الأخرى
ما الذي يحتاجه هاني كي يصبح تأثيره أكبر؟ يقول: «المصاري مهمة لكن مانها أهم اشي لينجح المشروع.. الأهم أن تفهم البلدية مدى أهمية المشروع فهم ينفقون الكثير في أماكن مختلفة، وأحياناً المشاريع التي يمولونها تتعارض مع مشروعنا».
طلبت منه مثال على الأماكن المتضاربة معهم: «يدفعون أموالاً طائلة في سبيل فكرة لن تكون فاعلة، كأن يبنوا أماكن باهظة الثمن كي يلعب فيها الأطفال أو الشباب، وينسون الأساسيات التي تؤثر على حياة هؤلاء الشباب وكيفيّة صياغة مستقبلهم، مثل خلق فرص عمل جديدة».

عنصرية المعارف!
المشكلة الأهم التي تعرقل عمل هاني هي ما سماها: «عنصرّية المعارف... فالشباب من أصل مهاجر ليس لديهم معارف تسمح لهم بالدخول في العمل، بينما أكثر الشباب من أصل سويدي يحصلون على عمل بسبب معارفهم».
يضيف: «أعرف شباباً مهاجرين وسويديين أصليين، وأغلب السويديين الذين أعرفهم لا يقدمون على عمل بعد انتهاء الدراسة لأنّ أهلهم هم من يتدبرون لهم الأعمال عبر معارفهم».
يقرّ هاني بأنّ العنصرية التي تميّز بين المهاجرين والسويديين في التوظيف موجودة، ولكنّه يعتبر مسألة المعارف هي الأكثر أهمية والعائق الأكبر. فبرأيه العنصرية موجودة في كل مكان ومنها بلداننا الأصلية.
أحلام هاني الخاصة بعيداً عن مشروع التوظيف
هاني مثل غيره من الشباب يريد التقدم بحياته الخاصة، وهو ما يجعله يفكر في تحويل عمله المجتمعي إلى مشروع اقتصادي مربح له أيضاً. يقول: «ليس هناك خطوات جدية حتى الآن، ولكن في النهاية عليّ التفكير بنفسي كما أفكر بالآخرين».
ينهي المقابلة بالقول: «أتمنى من الشبان الذين يستمعون إلي: قوموا باختيار طريقكم الخاص ولا تحاولوا أن تكونوا مثل أي أحد آخر كي لا ينتهي فيكم الأمر للخسارة».
