مجزرة مزدوجة قُتل فيها 77 شخصاً عام 2011
في 22 يوليو/ تموز عام 2011، نفذ المتطرف أندرس بهرنغ بريفيك هجوماً مزدوجاً في النرويج، وُصف بأنه مجزرة لم تشهد لها البلاد مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، أوقع نحو 77 قتيلاً ومائة جريح.
آخر الأخبار
تفاصيل الهجوم
بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في حي الوزارات، قرب مقر رئيس الوزراء، في العاصمة النرويجية أوسلو، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة تسعة بجروح خطيرة.
بعد ذلك، انتقل منفذ الهجوم إلى جزيرة أوتويا القريبة، على بعد نحو أربعين كيلومتراً غرب العاصمة، حيث اقتحم مخيماً صيفياً لشباب حزب العمال النرويجي الحاكم، متنكراً بزي الشرطة، وحصد بسلاح ناري أرواح عشرات الشباب.
زعم منفذ الهجوم أنه شرطي يريد التأكد من سلامة التجمع في المخيم الصيفي بعد انفجار أوسلو، ثم شرع في إطلاق النار على المشاركين.
وقال شهود إن القاتل ظل يطلق الرصاص من سلاحين ناريين أحدهما مسدس لأكثر من نصف ساعة دون أن يعترضه أحد، حيث لم تصل الشرطة إلى الموقع إلا بعد ساعة ونصف تقريباً، ثم ألقت القبض عليه.
شهادات الناجين
وصف الناجون لحظات الرعب التي عاشوها في جزيرة أوتويا، وكيف خدعهم القاتل وهو يرتدي زي الشرطة.
وقال العضو الشاب في حزب العمال إريك كوستيردي، وهو أحد الشهود، إن القاتل "دعا الناس للاقتراب منه، وقال "حسناً.. إنكم آمنون، لقد جئنا لمساعدتكم ثم رأيت نحو عشرين شخصاً يتجهون نحوه فأطلق النار عليهم من مدى قريب".
وأضاف "فر الناس في كل اتجاه، كانوا مذعورين وتسلقوا الأشجار وداس بعضهم على بعض.. سمعت صراخاً، سمعت أناساً يتوسلون للحفاظ على حياتهم وسمعت طلقات نار، كنت متأكدا أنني سأموت".
وقال شاهد آخر إن الشبان تفرقوا في حالة من الفزع، وقفز بعضهم في البحيرة، فأطلق القاتل الرصاص على بعضهم لدى محاولتهم السباحة للفرار من مكان الحادث.
وعرض التلفزيون النرويجي صوراً غير واضحة التقطت من مروحية، يظهر فيها منفذ الهجوم وهو يرتدي زياً للشرطة، ويقف ويداه ممدودتان وسط العديد من الضحايا، بعضهم على الشاطئ الصخري، والباقون يطوفون على المياه.
اعتقال القاتل ومحاكمته
عند وصول الشرطة استسلم القاتل دون أي مقاومة وتم اعتقاله، وأقرّ بارتكابه الهجومين، وقال إنه تصرف بشكل فردي، كما اعترف بفظاعة الجريمة لكنه أضاف أنها "كانت ضرورية".
وحكمت محكمة نرويجية يوم 24 أغسطس/ آب 2012 على بريفيك بالسجن المشدد لمدة 21 عاماً، فيما يسمى بـ"السجن الوقائي"، وهو أقصى عقوبة، وذلك بعد أن رأت أنه سليم عقلياً، وحظيت المحاكمة بمتابعة محلية وعالمية واسعة.
ويعني السجن الوقائي أن المسؤولين بإمكانهم أن يحولوا دون إطلاق سراح المدان لأجل غير مسمى إذا رأوا أنه ما زال يشكل خطراً.
من هو منفذ الهجوم؟
هو أندرس بهرنغ بريفيك النرويجي، وُلد عام 1979 في لندن، حيث كان أبوه خبيراً اقتصادياً في سفارة النرويج في بريطانيا، انفصل والداه وهو في عامه الأول، فنشأ مع والدته في عائلة من الطبقة الوسطى.
هو متطرف يميني ومعادي للمهاجرين والإسلام والاشتراكية. كان نشطاً على الإنترنت حيث وصف نفسه بأنه "محافظ مسيحي".
ادعى بريفيك أنه بدأ التخطيط للأعمال الإرهابية في عام 2002، وهو في عمر الثالثة والعشرين، لكنه بدأ بالتخطيط الفعلي منذ عام 2009.
وكان في عام 1999 التحق بحزب التقدم، وهو تنظيم يميني شعبي، ولأن الحزب كان شديد الانفتاح على "التعددية الثقافية" كما يرى بريفيك فقد تركه سنة 2006. وقال الحزب إنه كان فتى خجولاً بعض الشيء ونادراً ما كان يشارك في المناقشات.
ونشر بريفيك يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت، عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، وعرّف عن نفسه بلقب "قائد فرسان الحق" تيمناً بالفرسان الصليبيين، وأوضح كيف أخفى خططه عن محيطه حتى لا يفشل مشروعه قبل تنفيذه.
في السجن هدد بريفيك بالإضراب عن الطعام حتى الموت، بسبب عزله، وسوء الأحوال المعيشية داخل السجن على حد زعمه، وقد رفضت جامعة أوسلو طلباً له بالتسجيل في قسم العلوم السياسية، لكنها سمحت له بدراسة بعض المواد دون منحه أية شهادة.