خلص حزب ديمقراطيو السويد في تحليله الداخلي إلى أن مهاجمة وسائل الإعلام قبل انتخابات البرلمان الأوروبي 2024 كانت خطوة غير ناجحة، وأكد أن هذه الاستراتيجية لم تؤدِ إلى أي تأثير إيجابي على نتائج الانتخابات. جاء ذلك في تقرير حصلت عليه TV4 Nyheterna، حيث جاء فيه أن الحزب يجب أن يستخلص الدروس من هذه التجربة ويطور استراتيجياته المستقبلية. انتكاسة انتخابية غير مسبوقة شهد حزب ديمقراطيو السويد تراجعًا في عدد الأصوات لأول مرة في تاريخه خلال انتخابات الاتحاد الأوروبي 2024، وهو ما وصفه الحزب في تحليله بأنه انتكاسة تاريخية. واعتبر التقرير أن الحزب بحاجة إلى التعلم من هذه التجربة والعمل على تحسين استراتيجيته الانتخابية لتجنب أخطاء مماثلة في المستقبل. الهجوم على وسائل الإعلام لم يؤتِ ثماره أحد الجوانب التي ركز عليها التحليل هو الهجوم الحاد الذي شنه الحزب على وسائل الإعلام، وخاصة قناة TV4، قبل الانتخابات. وكان الحزب قد انتقد القناة بشدة بعد أن كشف برنامج "كالا فاكتا" تحقيقًا حول ما وصف بـ "مصنع الذباب الإلكتروني" التابع للحزب. وفي اليوم السابق للانتخابات، أرسل الحزب رسالة نصية جماعية يحذر فيها الناخبين مما أسماه "عملية تأثير إعلامي" تقودها TV4. كما وصف زعيم الحزب جيمي أوكيسون خلال خطاب انتخابي تحقيق القناة بأنه "عملية تأثير داخلية يقودها التحالف الليبرالي اليساري". لكن تحليل الحزب أظهر أن هذه الاستراتيجية لم تحقق أي تأثير إيجابي، بل قد تكون أثرت سلبًا على ثقة بعض الناخبين بممثلي الحزب. وجاء في التقرير أن البيانات المتاحة تشير إلى أن محاولات تصعيد الصراع مع TV4 لم تحقق أي نتائج ملموسة، وأنه من المحتمل أن يكون لهذه الخطوة تأثير سلبي غير مباشر من خلال التأثير على مصداقية بعض قيادات الحزب. اعترف حزب ديمقراطيو السويد في تحليله بأنه أخطأ في تقييم تأثير انتقاد وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن ناخبيه يهتمون أكثر بالقضايا الجوهرية بدلاً من الانخراط في الصراعات الإعلامية. وأكد التقرير أن الحزب فشل في تحفيز قاعدته الانتخابية الأساسية بالشكل المطلوب، مما أدى إلى ضعف نسبة المشاركة بين مؤيديه. تغيير الاستراتيجية والتركيز على التواصل المباشر مع الناخبين يخطط الحزب في المستقبل إلى تعزيز حملاته الميدانية والتواصل المباشر مع الناخبين بدلاً من التركيز على المواجهات الإعلامية. وأكد التقرير على أهمية زيادة الحضور في الشوارع والساحات والأماكن العامة لتعزيز الدعم الشعبي. كما أشار التحليل إلى أن تحسين استراتيجيات الدعاية الانتخابية من خلال توزيع الإعلانات والملصقات في الأماكن المدفوعة والمجانية يمكن أن يسهم في رفع مستوى الحماس بين أعضاء الحزب والناخبين. خطة مستقبلية لتعزيز الدعم الانتخابي يرى الحزب أن زيادة النشاط الميداني والتواصل المباشر مع الناخبين هو المفتاح لاستعادة ثقة مؤيديه في الانتخابات المقبلة. جاء في التقرير أن الحزب بحاجة إلى مضاعفة جهوده في الحملات الانتخابية لضمان وصوله إلى الناخبين المستهدفين بشكل أكثر فاعلية. استنتاجات التحليل الداخلي للحزب خلص تحليل ديمقراطيو السويد إلى عدة نقاط رئيسية، أبرزها: الهجوم على وسائل الإعلام لم يكن استراتيجية ناجحة ولم يحقق أي تأثير إيجابي. الناخبون يهتمون بالقضايا السياسية أكثر من الصراعات الإعلامية. فشل الحزب في تحفيز قاعدته الانتخابية الأساسية على المشاركة في الانتخابات. ضرورة التركيز على الحملات الميدانية والتواصل المباشر مع الناخبين بدلاً من المواجهات الإعلامية. مع هذا التحليل، يبدو أن الحزب يعيد تقييم استراتيجيته استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاح هذا التوجه الجديد في استعادة ثقة الناخبين وتعزيز موقف الحزب سياسيًا.