صحة

هذه التقنية "تتفوق" على الأطباء في تشخيص سرطان الثدي

هذه التقنية "تتفوق" على الأطباء في تشخيص سرطان الثدي
 image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

سرطان الثدي

Foto : Anna Tarazevich/ pexels - سرطان الثدي

يعتقد الباحثون أن معدل الوفيات من سرطان الثدي سينخفض، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، الذي تقوم خوارزميته على حساب خطر الإصابة بالأورام. 

ففي السويد، يبحث نظام الرعاية الصحية بشكل حثيث عن عدد من الأمراض، إلا أن إخضاع الأشخاص للفحص أثار ضجةً كبيرةً في الأوساط الطبية المعنية، فقبل أسابيع قليلة، صرّح المجلس الوطني للصحة والرعاية أنه لا ينبغي إخضاع النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 74 عاماً لفحص سرطان الثدي. الأمر الذي انتقدته وسائل الإعلام بشدة. 

Foto: Christine Olsson/TT - فحص الطبيب  لمريضة سرطان الثدي

بدوره، قال رئيس الوحدة في المجلس الوطني للصحة والرعاية، والمسؤول عن برنامج الفحص الوطني في السويد، الذي يتضمن الكشف عن سرطان الثدي باستخدام التصوير الشعاعي، ماتياس فريدريكسون لـ DN: «إن إخضاع النساء للفحص يعني أننا نشجع الأشخاص الأصحاء على القيام به أيضاً. لذلك، يجب أن نكون على يقين تام ونعلم أن المزايا تفوق العيوب. فعندما يتعلق الأمر بإخضاع النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الـ 74 عاماً للفحص، فإننا ببساطة لا نعرف ما إذا كانت الفوائد تفوق الأضرار، ناهيك عن وجود نقص في البحث».

 Foto : dn -رئيس الوحدة في المجلس الوطني للصحة والرعاية، والمسؤول عن برنامج الفحص الوطني في السويد

هذا ويتضمن الفحص البحث عن مرض أو حالة ينطوي عليها إصابة الشخص بمرض خطير. فعند الولادة، يتم إعلام الوالدين بضرورة بإخضاع أطفالهم حديثي الولادة لـ 25 أو 26 اختبار دم مختلف للكشف عن أمراض مختلفة. ويوجد أيضاً فحص وطني للكشف عن سرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين الـ 23 والـ 70 عاماً، إضافةً إلى إخضاع النساء والرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 60 والـ 70 عاماً لاختبار الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، فضلاً عن إخضاع الرجال، الذين يبلغون من العمر 65 عاماً، لاختبار الموجات فوق الصوتية، للكشف عن إصابتهم بدوالي الأوردة. 

تجدر الإِشارة إلى أن البرنامج السويدي لفحص سرطان الثدي يقوم على إجراء فحوصات منتظمة على الثدي لجميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عاماً باستخدام التصوير الشعاعي للثدي. 

ويعتقد أستاذ علم الأوبئة في معهد كارولينسكا وكبير الأطباء في مستشفى Södersjukhuset في ستوكهولم، بير هول، أن المجلس الوطني للصحة والرعاية قد فعل الشيء الصحيح في عدم تمديد التوصية إلى النساء الأكبر سناً من 74 عاماً، لكنه ما يزال غير راضٍ تماماً عن الأمر. فعندما يتعلق الأمر بحالات مماثلة، لا يُمكن الاكتفاء بالقول إن هناك نقصاً في الأدلة العلمية، بل يجب الإشارة إلى أوجه القصور وتقديم الأدلة الملموسة. 

هذا وأكّد بير هول على أهمية إخضاع النساء لتصوير الثدي بالأشعة السينية، نظراً لقدرته على خفض خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 30%. كما أشار إلى إمكانية القيام بالفحوصات بشكل أفضل، إذ يتم فحص جميع النساء بنفس الطريقة، رغم اختلاف خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير. وبهذا، يرى أنه يجب الاعتماد على الفحص القائم على المخاطر، الذي يمكن أن يخفض نسبة الوفيات من سرطان الثدي بنحو 50%. 

Foto : dn - بير هول استاذ علم الأوبئة وكبير الأطباء

يذكر بير هول أيضاً أن بين %20 و30% من النساء يملكن مخاطر إصابة منخفضة لدرجة أن الفحص بالكاد يحقق أي فائدة على الإطلاق بالنسبة لهن، في حين تملك 15% منهن مخاطر إصابة عالية، ومع ذلك لا يتم فحصهن بالشكل المناسب. وعند سؤاله عن الطريقة التي يُمكن بها معرفة النساء اللاتي تملكن مخاطر إصابة عالية من اللواتي لا تملكنها، أجاب هول أنه بدء العمل، رفقة مجموعة من زملاءه الباحثين، على دراسة أُطلق عليها اسم Karma Study، تم فيها تجميع صور التصوير الشعاعي للثدي لـ 71000 امرأة سويدية، إضافة إلى بعض معلومات أخرى. 

أنتجت الدراسة عدة ملايين من الصور الشعاعية التي مكّنت الباحثين، بمساعدة الذكاء الاصطناعي وخوارزمية الملكية، من تطوير طريقة لتحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير. وفي هذا السياق، أفاد هول أن البرنامج عثر على اختلافات طفيفة أيضاً، مثل الاختلافات بين الثديين من حيث الكثافة والتكلسات، والتي يُمكن أن تكون علامة على الإصابة بالسرطان المبكر، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحقق الوصول إلى الهدف الرئيسي بالفعل، وهو الكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة يكون فيها قابلاً للشفاء. 

أضاف أيضاً أنه إذا حدد البرنامج امرأة معرضة لخطر الإصابة بشكل كبير، فهناك عدد من طرق الفحص البديلة التي يُمكن اعتمادها، مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الشعاعي للثدي، المحسّن بالتباين، فضلاً عن استخدام عقار تاموكسيفين المضاد للهرمونات، كعلاج وقائي. كما أوضح هول أن الطريقة المثلى للفحص موجود وفعّالة، إلا أن الدراسة تحتاج تمويلاً لمعرفة فيما إذا كان يُمكن تطبيقها على عدد أكبر من السكان أم لا. 

كما يوجد نوع مختلف تماماً من الفحص يخضع لتغير قوي وهو فحص سرطان البروستات، الذي يؤدي إلى وفاة ما يزيد قليلاً عن 2000 رجل سويدي كل عام. ومع ذلك، فإن المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية ما يزال رافضاً بشكل قاطع مثل هذا الفحص. 

في هذا الإطار، يقول ماتياس فريدريكسون إن فحص سرطان البروستاتا يحتوي على عيوب واضحة يتمثل أحدها في اعتماده على مستويات مرتفعة من مادة مستضد البروستاتا النوعي، PSA، في الدم، وهو بروتين غالباً ما ترتفع مستوياته لدى المصابين بسرطان البروستاتا.

من جهته، يوافق أستاذ وبائيات السرطان السريرية في جامعة يوتوبوري، أولا برات، فريدريكسون الرأي. مشيراً إلى أن فحص الـ PSA لا يشكل علامة فارقة في هذا الصدد، إذ لا يمكن اعتبار كل من لديه مستويات مرتفعة من المستضد البروستاتي النوعي مصاباً بالسرطان، ففي كثير من الأحيان يكون المرض غير واضح. وبالتالي، فإن إجراء الفحص عن طريق أخذ عينات من الأنسجة لكل شخص يعاني من ارتفاع PSA، من شأنه أن يؤدي إلى تشخيص مفرط واسع النطاق، وإخضاع الكثيرين للعلاج دون داعٍ تماماً، ناهيك عن الآثار الجانبية التي قد تترتب على ذلك. 

 Foto : dn - ماتياس فريدريكسون أستاذ وبائيات السرطان السريرية في جامعة يوتوبوري

يُضيف برات أنه يتم إجراء العديد من الدراسات في يوتوبوري، في الوقت الحالي، حيث يتم استكمال اختبار PSA بفحص الكاميرا المغناطيسية. وفي حال لم تظهر الكاميرا أي شيء مريب، يتم استبعاد أخذ عينة من أنسجة الرجل، وهو أمر بإمكانه أن يجنب ثلثي الرجال إجراء مزيد من الفحوصات، والخضوع لعلاج غير الضروري.

بدوره، لم يقم المجلس الوطني للصحة والرعاية باتخاذ أي قرار جديد في هذا الشأن. ومن جهته، أشار ماتياس إلى أنه يتم التوصل لمعرفة أسباب جديدة طوال الوقت، وقد تكون هناك أسباب لإجراء تقييم مختلف لاحقاً. 

اقرأ ايضا

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - صحة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©