تشهد السويد حاليًا أعلى معدل للبطالة منذ عام 2021، وتعد بلدية بيرستورب (Perstorp) في مقاطعة سكونه جنوب البلاد الأكثر تضررًا، حيث بلغ معدل البطالة فيها 14.3%، وهو الأعلى بين جميع البلديات السويدية. كانت بيرستورب في الماضي مدينة صناعية نشطة، معروفة بإنتاج الخل والبلاستيك الرقائقي (Perstorpsplattan)، إلا أن الوظائف الصناعية البسيطة باتت نادرة، مما زاد من معدلات البطالة بين سكانها البالغ عددهم حوالي 7000 نسمة. رئيس مجلس البلدية، روني نيلسون (Ronny Nilsson)، عبّر عن قلقه بشأن هذه الأرقام المرتفعة، قائلًا: "هذا تصنيف لا تريده أي بلدية في السويد." صعوبات في البحث عن عمل من بين المتضررين أصلان مليحان، التي قدمت إلى السويد من سوريا عام 2016. ورغم أنها حاصلة على شهادة كمربية أطفال، إلا أنها لا تزال تبحث عن وظيفة، كما هو الحال مع زوجها. قالت مليحان عن تجربتها: "الأمر صعب جدًا. تشعر بالإرهاق عندما تقدم طلبات التوظيف مرارًا وتكرارًا دون نتيجة، لكننا ما زلنا نحاول." على الرغم من وجود وظائف شاغرة في شمال السويد، إلا أن مليحان لا تفكر في الانتقال من بيرستورب: "المسافة بعيدة جدًا... لذا، لا." اقرأ أيضاً: ارتفاع معدلات البطالة في السويد إلى أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات غياب دعم مكتب العمل أُغلقت مكاتب التوظيف (Arbetsförmedlingen) في بيرستورب قبل عدة سنوات، ما جعل البلدية تحاول تعويض هذا النقص بمواردها المحدودة، لكنها تواجه تحديات كبيرة. انتقد رئيس البلدية، روني نيلسون، هذا الوضع قائلًا: "إنه أمر مأساوي. في الوقت الذي نواجه فيه أعلى معدل بطالة في تاريخ السويد، يتم تقليص موارد مكتب التوظيف. خلال العامين الماضيين، تم تخفيض عدد موظفي مكتب العمل بحوالي 4000 شخص. بهذه الطريقة، لن نتمكن من حل مشكلة البطالة في السويد، ولا في بيرستورب." فرص رغم التحديات رغم الصعوبات، تمكنت بعض الأفراد من العثور على وظائف، من بينهم شهناس إسماعيل، التي تعمل كمستشارة مجتمعية في مكتبة بيرستورب. أكدت إسماعيل أهمية التعاون بين مختلف الجهات لمواجهة أزمة البطالة، قائلة: "علينا العمل معًا كفريق واحد. بدون ذلك، لن نحقق أي تقدم." أما أصلان مليحان، فلا تزال تأمل في العثور على وظيفة قريبًا، وقد تفكر في استكمال دراستها للحصول على فرص عمل أفضل: "أنا واثقة من أن شيئًا ما سيأتي في المستقبل. نعم، سيأتي شيء ما، وآمل ذلك."