أظهر تقرير جديد أعدّته مؤسسة «فونس» (Fonus) تحت عنوان «السويديون والموت» أن الشباب في السويد يفكرون بالموت أكثر من أي فئة عمرية أخرى، لكنهم في الوقت نفسه يشعرون بأنهم الأقل راحة في الحديث عنه. التقرير الذي يُنشر للمرة الثالثة يكشف صورة مفاجئة عن العلاقة مع الموت في المجتمع السويدي. بحسب التقرير، يفكر 66% من السويديين بالموت مرة واحدة على الأقل شهرياً. الفئة الأكثر تميزاً كانت من الشباب بين 18 و29 عاماً، إذ قال 71% منهم إنهم يفكرون بالموت شهرياً أو أكثر، مقارنة بـ60% من الفئة العمرية 50–64 عاماً. اللافت أن نسبة التفكير بالموت بين الفئة الأكبر سناً شهدت انخفاضاً مقارنة بتقرير عام 2023، إذ كانت تبلغ آنذاك 70%. يقول كوني سولبرغ، متعهد دفن الموتى في فونس: «قد يبدو من غير المتوقع أن الشباب يفكرون بالموت أكثر من كبار السن. غالباً ما يُفترض أن الموت يصبح أكثر حضوراً مع التقدم بالعمر، لكن أرقام هذا العام تُظهر عكس ذلك. في السابق، كانت هذه الأفكار موزعة بالتساوي بين الأجيال، لكننا الآن نرى تحولاً واضحاً». وأشار سولبرغ إلى أن المجتمع تغيّر، إذ لم تعد مواجهة الموت جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، بل باتت تُدار ضمن منظومة الرعاية الصحية، مما زاد من حاجة الشباب لفهم هذا الموضوع. ورغم ذلك، يشعر الشباب بأكبر قدر من عدم الارتياح عند الحديث عن الموت: 27% منهم قالوا إنهم يجدون الأمر صعباً، مقارنة بـ21% فقط من الفئة العمرية 65–84 عاماً. أبرز سبب لذلك هو المشاعر التي تثيرها هذه الأحاديث، إذ أشار 78% من الشباب إلى ذلك، مقابل 47% فقط من كبار السن. تقول ليف نيلسون ستوتز، أستاذة علم الآثار الحيوية في جامعة لينّي: «ربما تُشير هذه المعطيات إلى أننا قطعنا مع التقاليد القديمة في الوداع والحزن، لكننا لم نجد بعد طرقاً جديدة لفهم نهاية الحياة والتعامل معها. عبر التاريخ، ساعدتنا الطقوس في منح الحزن شكلاً ولغة. ومع غيابها، ربما نشعر بأننا أكثر وحدة مع مشاعرنا ونصبح أقل راحة في الحديث عن الموت». ويُظهر التقرير أن العمر يؤثر أيضاً على ردود الفعل عند فقدان شخص مقرب؛ فقد أشار 19% من الشباب إلى أنهم شعروا بالقلق في آخر مرة فقدوا فيها شخصاً قريباً، مقارنة بـ3% فقط من الفئة العمرية 65–84 عاماً. كما عبّر 13% من الشباب عن شعورهم بالذنب، مقابل 3% فقط من كبار السن. من أبرز نتائج التقرير أيضاً:– 2 من كل 3 سويديين يفكرون بالموت شهرياً على الأقل (66%)– النساء يفكرن بالموت أكثر من الرجال (73% مقابل 60%)– تراجعت نسبة الذين يعتقدون بضرورة الحديث أكثر عن الموت في المجتمع من 45% عام 2023 إلى 38% حالياً– 62% من السويديين فكروا بكيفية تنظيم جنازاتهم، لكن 47% فقط يرون أهمية ترك تعليمات مكتوبة، بفارق 15 نقطة مئوية– أكثر المشاعر شيوعاً عند الفقد هي الحزن (79%) والشوق (73%)، لكن أيضاً الأمل (14%) والشعور بالذنب (8%)