سياسة

هل أصبحت السويد البلد الأكثر تطرّفاً في أوروبا؟

Aa

هل أصبحت السويد البلد الأكثر تطرّفاً في أوروبا؟

هل أصبحت السويد البلد الأكثر تطرّفاً في أوروبا؟

لا يوجد في أي دولة أوروبية غربية أخرى يمتلك فيها حزب يميني متطرّف مثل هذه الحصة الكبيرة من الأصوات في البرلمان كما في السويد. يبدو الأمر كما لو أن أنها كانت متأخرة بضعة سنوات فقط. لقد تحركت ببطء بينما تقدم الآخرون، وفي الاعتقاد أن محاولات تجميد اليمين المتطرّف ستنتهي بزواله.

موجة اليمين المتطرّف في أوروبا

في النمسا، وصل حزب FPÖ اليميني المتطرّف إلى الحكومة في عام 1999. ثم حدث شيء لا يصدّق. وقفت دول الاتحاد الأوروبي كرجل واحد وتم توجيه مقاطعة دبلوماسية شاملة لمدة ستة أشهر ضد حكومة فيينا. خلال الفترة نفسها، لم يكن لليمين المتطرّف وجوداً يذكر في السويد، حيث حصل ديمقراطيو السويد في الانتخابات البرلمانية لعام 2002 على 1.4% فقط.

ولكن موجة اليمين المتطرّف اجتاحت بقية أوروبا مثل انهيار جليدي، وظهرت أحزاب مثل Fidesz في المجر وPIS في بولندا، كما حصل حزب Lega الإيطالي على ما يزيد عن 17% في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والأمر نفسه FPÖ النمساوي وجمعية Marine Le Pens الوطنية في فرنسا.

الجار الشمالي المنبوذ

في عام 2005، أصيبت السويد بالرعب عندما أصبح الحزب التقدّمي النرويجي أكبر حزب برجوازي في البرلمان. الشيء ذاته عندما أصبح حزب الشعب الدنماركي داعماً للحكومة البرجوازية هناك. أما فنلندا فكانت حذرة بعض الشيء، ولكن الأمر لم يمنع من تواجد حزب الفنلنديين الحقيقيين في الحكومة. تم اعتبار السويد الجار الشمالي المنبوذ.

ولم يستغرق الأمر طويلاً قبل أن تنعكس الأدوار، بعد موجة الهجرة عام 2015 وانفجار جرائم العصابات، فإن بلدان الشمال الأخرى هي التي ارتاعت من "الوضع السويدي"، حيث أنه وفقاً لهم فإن الأمور لن تسير سوى باتجاه واحد، نحو الفوضى والانحلال.

تصحيح الصورة

شهدت الدول الأوروبية توالياً نجاح كبير للأحزاب الشعبوية اليمينية أو اليمينية المتطرّفة، أياً كانت التسمية التي تنطبق عليها. لفترة طويلة، كان السويديون وغيرهم ينظرون إلى السويد على أنها حصن منيع للتسامح والإنسانية. دليل على أن مجتمع الرعاية الاجتماعية الرحيم يمكنه البقاء في عالم يسوده الفكر اليميني.

إلا أنه وفي وقت مبكر من انتخابات 2018، تم تصحيح هذه الصورة بشكل كبير. حصل SD على 17.5% من الأصوات. لكن لم يرغب أي من الأطراف الأخرى في تبنّيهم. الأمر الذي تجاوزته الدول الأوروبية كافة منذ فترة طويلة، باستثناء ألمانيا.

بعد انتخابات هذا العام، يمكن القول بأن السويد تنتمي الآن إلى أكثر البلدان تطرّفاً في أوروبا. بصرف النظر عن أجزاء من أوروبا الشرقية، فإن اليمين المتطرّف ليس بهذه القوة في أي مكان آخر. حتى لو لم يكن لجيمي أوكيسون أي تأثير على الحكومة المقبلة، إلا أن السويد مجبرة على النظر إلى نفسها لفهم صورتها الجديدة. لم تعد هذا المنزل الشاعري المتلألئ الذي يحتضن الجميع موجوداً. لقد أدرك العديد من السويديين ذلك، ولكن في الخارج لا تزال صورة السويد المثالية والمزدهرة قائمة.

"سقط الرمز المميز"

الآن يشير المعلقون والصحفيون الأجانب بانتصار إلى أنه حتى السويديين أُجبروا على إدراك أنهم ليسوا جيدين ومتسامحين كما تخيّلوا. وكتبت صحيفة Ekstra bladet الدنماركية أخيراً "سقط الرمز المميز". أما هانز بيتر سيولي، فعلّق في صحيفة VG النرويجية قائلاً: " سبق لك أن حصلت على طابع عنصري محفور على جبهتك عندما ألمحت إلى مشاكل تتعلق، على سبيل المثال، بالفصل الاجتماعي على أسس عرقية، تستخدم الآن رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون نفسها تعبيرات مثل 'البلدات الصومالية'".

تشير الصحف الألمانية، بشكل لا يخلو من بعض البهجة، إلى أن SD هو حزب ذو جذور نازية، في حين أن الحزب اليميني المتطرّف الألماني AfD أسسه مجموعة من الاقتصاديين غير راضين عن الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، ضيّقت جميع الأحزاب الألمانية الرئيسية مسيرة الحزب، ولا يوجد أي تعاون مع AfD.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©