بقلم عروة درويش لصالح منصّة «أكتر» السويد لأخبار التاريخ والمنوعات
منذ عام 2015، والمكتشفات الإسلامية في السويد وشمالي أوروبا عموماً، تفشي وقائع عن ارتباط الفايكنغ بالإسلام والمسلمين، فما هي بعض هذه الحقائق؟
آخر الأخبار
خاتم منقوش عليه «لله»
في 2015 اكتشف باحث الآثار السويدي Hjalmar Stolpe قبراً من القرن التاسع ميلادي في بيركا، دفنت فيه امرأة ترتدي خاتم نحت عليه بالخطّ العربي الكوفي «الله».
وكما رأى الباحث Wärmländer فهذا الاكتشاف يظهر اتصالاً مباشراً بين الفايكنغ والخلافة العباسيّة. وبأنّه من المرجح أن تكون المرأة نفسها قد زارت مدينة إسلامية، وكان لها اتصال روحي من نوع ما مع أهلها والديانة الإسلامية.
لكن البعض يطرح نظرية أن يكون الخاتم مسروقاً ببساطة. ويردّ عليهم مؤيدوا نظرية اعتناقها للإسلام، أنّها دفنت بشكل مغاير لما كانت عادة الفايكنغ مع موتاهم: إحراقهم.
محاربون أم تجّار
كلّ ما نسمعه عن الفايكنغ قد يشكّل لدينا صورة عن محاربين دمويين يُرعبون من يقابلونه.
لكن إن عرفنا بأنّ الممالك الجنوبية، ومنها ممالك وخلافة المسلمين، كانت أكثر تطوراً بكثير من النواحي العسكرية، لفهمنا أنّ الفايكنغ الذين اشتبكوا في أكثر من مرّة مع الجنود المسلمين، هزموا أمامهم أكثر من مرّة، وفضّلوا أن يتعاملوا معهم كتجّار على أن يخسروا حياتهم في القتال معهم.
أحد الأمثلة المهمة هي قيام جيوش عبد الرحمن الأوسط، حاكم مدينة إشبيليا الأندلس، بتأديب الغزاة الفايكنغ، والذي اضطرّهم للفرار وطلب الصلح.
دراهم للفايكنغ
على طول السويد، وأوروبا، تمّ إيجاد الكثير من الدراهم والنقود العربية الإسلامية. وفي ستوكهولم اليوم مجموعة متنوعة وكبيرة منها، خاصة في متحف التاريخ الطبيعي.
أكثر المواقع الأثارية التي تمّ فيها اكتشاف دراهم عربية هي كنز سبيلينغس في غوتلاند.
لكن بسبب كثرة المواقع التي وجدت فيها النقود العربية عموماً، بات من الشائع ذهاب الاختصاصيين ومعهم أدوات كشف عن المعادن على طول الشمال الأوروبي.
ثياب منقوشة
في بحث لفريق جامعة أوبسالا عام 2017، تمّ اكتشاف كتابات موجودة على أجزاء من قماش فايكنغ محفوظ في متحف إنكوبينغ.
وكما بيّنت أنيكا لارسون، الباحثة في الأنسجة الآثارية في جامعة أوبسالا، فمن التفاصيل المذهلة التي تمّ الكشف عنها باستخدام التقنيات الحديثة الدقيقة، وجود لفظ «الله» واسم «علي»، منقوشة على الأقمشة.
وممّا يثير الذهول أنّ هذه الكلمات مكتوبة من الشمال إلى اليمين، أي أنّها ليست مخصصة للعرب المسلمين الذين يكتبون ويقرؤون من اليمين إلى الشمال.
تقول لارسون بأنّ صناعتها بهذا الشكل تعني بأنّها مصنوعة خصيصاً للفايكنغ، كي يتم استخدامها أو ارتدائها من قبلهم.
وكما تقول لارسون، فهذا يستبعد احتمال أن يكون الفايكنغ قد حصلوا على هذه الأقمشة من النهب والسلب.
عينات أخرى
منذ ذلك الوقت تمّ إيجاد عدد من الأثار التي تدل على تواصل الفايكنغ بكامل الأوجه مع المسلمين، وذلك على طول شمال أوروبا، في السويد والنرويج والدنمارك وغيرهم.
في العموم، لا يزال مبكراً الحديث عن نسب عددية ممّن كان مسلماً من الفايكنغ، أو هل كانوا مجموعات أم مجرّد أفراد.
لكن يمكننا أن نفترض ونحن مطمئنين بأنّ بعض الذين تاجروا وعملوا مع المسلمين من الفايكنغ، قد تحولوا دون شكّ إلى الإسلام، ثمّ حملوا معهم أفكارهم ومتاع حياتهم الجديدة إلى أوطانهم.