لا تزال دوافع ريكارد أندرسون، 35 عامًا، وراء ارتكاب أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد غير واضحة، رغم مرور أيام على المأساة التي أودت بحياة عشرة أشخاص داخل مدرسة ريسبيرسكا في أوربرو، قبل أن ينهي الجاني حياته بنفسه. الشرطة، التي أجرت مئات الاستجوابات وجمعت كميات هائلة من الأدلة والصور، تؤكد أن أندرسون تصرف بمفرده. ومع ذلك، لا يزال السؤال الرئيسي بلا إجابة: لماذا فعل ذلك؟ الشرطة تتحفظ.. لكن المحققين يشكون في أن لديهم معلومات إضافية في تصريح لقناة SVT، قالت آنا بيرغكفيست، رئيسة فريق التحقيق:"حتى الآن، ليس لدينا دافع واضح." لكن المحقق الجنائي والكاتب ليف جي دبليو بيرسون يشير إلى أن الشرطة قد تعرف أكثر مما تم الإعلان عنه. "عادةً، حتى لو كان الجاني قد مات، فإن التحقيق يوفر إجابات حول دوافعه. يجب أن يكون لدى الشرطة الآن بعض الأدلة إذا كانوا قد أجروا تحقيقهم بشكل صحيح." وأضاف بيرسون أن الشرطة ستراجع قائمة الضحايا، بالإضافة إلى تفحص حاسوبه، ودفاتر ملاحظاته، وأوراقه الشخصية، للوصول إلى أدلة عن الدافع المحتمل. اقرأ أيضاً: الصورة تتضح.. تفاصيل حياة ريكارد أندرسون منفذ هجوم أوربرو دور العرق والجنس في اختيار الضحايا؟ الهجوم أسفر عن مقتل سبع نساء وثلاثة رجال، من بينهم نيلوفار، بسام، سليم، علي وإليسا. كما أُصيب أربعة نساء ورجلان آخران بجروح. هذا التوزيع لفت انتباه بيرسون، الذي أشار إلى أن الهجوم ربما يحمل بُعدًا عرقيًا. "هناك مؤشرات على أن العرق كان عاملاً في اختيار الضحايا. من الملاحظ أن الغالبية العظمى من الضحايا من خلفيات مهاجرة." ومع ذلك، تؤكد الشرطة أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن الهجوم كان بدافع عنصري أو أيديولوجي، رغم استمرار التحقيقات. ملف أندرسون الشخصي: نمط مألوف لكن مع استثناءات وُصف ريكارد أندرسون بأنه منعزل وغريب الأطوار. خرج من المدرسة الإعدادية دون أن يحصل على أي شهادة نجاح، وترك الثانوية العامة دون إكمالها، ولم يُستدعَ أبدًا للخدمة العسكرية. اقتصاديًا، كان يعيش في وضع معدم، حيث لم يكن لديه دخل يُذكر على مدى تسع سنوات متتالية. كما التحق مرتين ببرنامج التعليم البلدي للبالغين (Komvux) في أوربرو لمحاولة استكمال تعليمه، لكنه لم ينجح أبدًا في اجتياز أي مادة. اقرأ أيضاً: لماذا لا يُعتبر هجوم أوربرو عملاً إرهابياً؟.. خبير يوضح لماذا اختار المدرسة هدفًا له؟ بحسب بيرسون، فإن ملف أندرسون يتماشى إلى حد كبير مع أنماط منفذي الهجمات المماثلة، لكنه يختلف عنهم في عاملين رئيسيين: عمره – إذ إن معظم مرتكبي هذه الجرائم يكونون أصغر سنًا. اختياره للهدف – إذ أن المهاجمين غالبًا ما يهاجمون مكان عملهم، لكن نظرًا لأن أندرسون لم يكن لديه وظيفة قط، فإن المدرسة التي درس فيها سابقًا كانت المكان الوحيد الذي شعر بالغضب تجاهه. "لم يكن لديه وظيفة لينتقم منها، لكن المدرسة كانت المكان الجماعي الوحيد الذي انتمى إليه سابقًا. لهذا السبب، ربما، قرر أن يكون هذا هدفه." تحقيقات مستمرة وسط مطالب بالكشف عن الحقيقة مع استمرار التحقيقات، يطالب العديد من المراقبين بالكشف عن المزيد من المعلومات حول دوافع الهجوم، خاصة مع تصاعد التكهنات حول وجود خلفيات عنصرية للجريمة. في الوقت الحالي، تواصل السلطات تحليل البيانات والأدلة، بينما تعيش عائلات الضحايا والمجتمع السويدي حالة من الحزن والصدمة، في انتظار إجابات قد تستغرق وقتًا طويلًا لكشفها.