أخبار السويد

هل حقّاً المسجد على الطراز الشرقي لا يتناسب مع التقاليد السويدية!؟

هل حقّاً المسجد على الطراز الشرقي لا يتناسب مع التقاليد السويدية!؟
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

العنصرية

Foto: Stina Stjernkvist /TT

في مقالٍ مثير للجدل لعضوي البرلمان عن حزب (SD) سفاريا: Alexander Christiansson و Mikael Eskilandersson. يتناول الكاتبان مسألة بناء مسجد في مدينة Växjö، معتبرين أنّ البناء لا يتوافق مع البيئة والقيم السويدية وأنّ ذلك أمرٌ بالغ الأهميّة ولا يجب تجاهله. يصرّ المؤلفان على أن الكثير من السويديين يفضلون الهندسة المعمارية الغربية التقليدية، وأنّ سبب هذا هو "القيم" المشتركة التي تجمعهم، ما يعطي انطباعاً ضمنياً بأنّ "المسجد" وعمارته "الشرقية" شيء دخيلٌ على "القيم السويدية"!

لهذا ربّما علينا أن ندقق في هذه الإدعاءات، كما يتعين علينا أن نرى وجهة النظر المقابلة لهذا التحليل، حيث يتضح أن المقال من وجهة نظري يميل إلى العنصرية والانحياز الصارخين. 

أولاً:

الافتراض الذي يقوم عليه الكاتبان بأن السويديين يميلون بشكل عام إلى الهندسة المعمارية الغربية التقليدية هو ببساطة افتراض غير مدروس. تتألف الثقافة السويدية من مجموعة متنوعة من الجوانب، ويأتي سكانها من خلفيات ثقافية مختلفة. الرغبة في الاحتفاظ بتقاليد الهندسة المعمارية الغربية قد لا تعكس رغبات جميع السويديين.

ثانياً:

مفهوم "التكيف مع البيئة" الذي يستخدمه الكاتب هو على الأرجح مجرد واجهة للتمييز العنصري. فاستبعاد أنماط البناء التي لا تتوافق مع الأنماط التقليدية السويدية يمكن أن يعزز الانقسام والكراهية تجاه المجتمعات التي تجد استمرارها في إحياء ثقافتها بأساليب متنوعة، وهذا ليس "عدم تكيّف" بل إثراء للحاضر الذي يعيشون فيه.

ثالثاً:

يجب أن نتذكر أن الهندسة المعمارية، كما هو الحال مع الثقافة، تتغير وتتطور مع مرور الوقت. التقاليد السويدية في البناء كانت في الأصل مستوحاة من تقاليد البناء من جميع أنحاء العالم. فلماذا ينبغي أن نقف في وجه الابتكار والتطور في هذا المجال؟ 

ربّما الأمر الوحيد الذي أصاب فيه الكاتبان أنّه يجب أن يكون هناك آليّة كي يقرر الناس النمط العمراني الذي يريدونه بشكل مباشر أكثر. لكن من هم هؤلاء الناس؟ عندما أريد بناء أيّ مكان ثقافي لمجموعة محليّة، هذه المجموعة هي من عليها أن تقرر شكل بناء مجتمعها المحلي، وإلّا وقعنا في فخّ العنصرية ضدّ الأشخاص المعنيين.

لذلك فإن مقال عضوي البرلمان عن حزب سفاريا (SD) يكشف عن نمط من العنصرية والرجعية يجب أن يتم التعامل معه بجدية. التنوع الثقافي والديني هو ما يجعل من المجتمع السويدي مكانًا أغنى وأكثر تسامحًا. بدلاً من التمييز ضد التنوع، يجب أن نحتفي به ونعترف بأنه هو ما يجعلنا أقوى، وليس العكس.

اقرأ ايضا

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©