هل ختان الأنثى "تشويه" وهل لا يزال المهاجرون في السويد يمارسونه على بناتهم؟ image

عروة درويش

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

هل ختان الأنثى "تشويه" وهل لا يزال المهاجرون في السويد يمارسونه على بناتهم؟

أخبار-السويد

Aa

هل ختان الأنثى "تشويه" وهل لا يزال المهاجرون في السويد يمارسونه على بناتهم؟

ختان الإناث - كاميلا بالم

في ظل التوازن الدقيق بين الحساسية والوضوح، يقدّم بحث كاميلا بالم Camilla Palm، الباحثة في مركز علم الجنس والدراسات الجنسية في جامعة مالمو، منظوراً دقيقاً للمصطلحات المستخدمة في المناقشات حول ختان الإناث، وميل المهاجرين في السويد للالتزام بالقانون من عدمه. لكن في حين أن مصطلح "تشويه الأعضاء التناسلية" هو المصطلح الشائع، إلّا أنّ بالم تفضّل استخدام مصطلح "قطع الأعضاء التناسلية الأنثوية" في اتصالاتها الرسمية التي تستخدمها باللغة الإنجليزية، وتتعامل بعناية مع احتمالات تحميل "وصمة عار" للمصطلح.

لهذا تواصلتُ مع كاميلا في محاولة لاستيضاح بعض النقاط التي تهمّ جمهور "أكتر"، وإليكم مقالاً مختصراً عن الموضوع. حيث تقول: "لا يوجد منظور واحد فقط لهذه القضية. فمن ناحية، الأشخاص الذين قد لا يشعرون بأنهم تعرضوا للتشويه قد يشعرون شعور "الموصوم بالعار" بسبب مصطلح (التشويه). ومن ناحية أخرى، قد يشعر آخرون أن تجاربهم مع العنف والتشويه لا تؤخذ على محمل الجد إذا امتنع الآخرون عن تسمية هذه الإجراءات بـ (التشويه). للاعتراف بالآثار الوصمية المحتملة التي قد تترتب على مصطلحات التشويه، أفضل استخدام مصطلحات أخرى مثل ختان الإناث أو "kvinnlig omsäkrelse" (الختان) باللغة السويدية، على الأقل في السياقات الرسمية. كما أوصي دائماً المتخصصين بأن يكونوا حساسين للمصطلحات التي يستخدمها الأشخاص أنفسهم".

تطوير مواد الدعم

يهدف تعاون Palm مع المجلس الإداري لمقاطعة Skåne إلى تحسين الموارد المتاحة للمهنيين الذين يتعاملون مع هذا الموضوع الحساس. تركز المواد التي يتم تطويرها على دمج الأساليب من الاستشارة والتثقيف الجنسي، وهي مصممة خصيصاً لمعالجة الجوانب الجسدية والنفسية الاجتماعية لختان الإناث.

تقول كاميلا: "أخطط لإدراج أمثلة تعتمد على التقنيات شائعة الاستخدام في مجال الاستشارة والتعليم الجنسي. هناك أدلة في سياقات الهجرة تشير إلى أن الاستشارة النفسية الجنسية والتثقيف الجنسي يمكن أن تحسن صحة ورفاه النساء اللواتي أجري عليهن ختان الإناث، بما في ذلك الرفاه المتعلقة بالجوانب النفسية والاجتماعية".

 فهم التجارب المتنوعة

يسلّط البحث الضوء على أنّ النساء المتضررات من ختان الإناث لديهن تجارب وتصوّرات متنوعة. يشكل هذا التنوع تحدياً لمقدّمي الرعاية الصحية والأخصائيين الاجتماعيين الذين يجب عليهم التعامل مع هذه التفاعلات الحساسة دون فرض تحيزاتهم الخاصة.

توضّح كاميلا وجهة نظرها: "أعتقد أن أحد المفاتيح هو أن تفكر في تصوراتك ومعتقداتك. الجانب الآخر هو المعرفة – أي الحصول على المعرفة حول الخبرات المتنوعة التي قد تمتلكها النساء. يعد الاستكشاف في المحادثة دائماً طريقة جيدة للبدء وعدم التسرع في تقديم النصائح أو تقديم تصورات أو تفسيرات خاصة".

القبول الثقافي ووجهات النظر القانونية

من المثير للاهتمام أن النتائج التي توصلت إليها بالم تشير إلى مستوى عالٍ من القبول بين المجتمعات المهاجرة فيما يتعلق بالتشريعات السويدية ضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. ويرافق هذا القبول تحول ملحوظ في المواقف والممارسات داخل المجتمعات المهاجرة في السويد، مما يشير إلى تحول ثقافي إيجابي أوسع.

كاميلا تميل لتأكيد هذا التحوّل، وتقول موضّحة: "نحن نعلم من الأبحاث التي أجريت في العديد من سياقات المهاجرين أن تغيراً ثقافياً سريعاً للغاية يحدث، حيث يتناقص دعم تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بين المجتمعات المتضررة. تشعر العديد من النساء اللاتي التقيت بهن بالامتنان لأنهن لا يضطررن إلى نقل هذه الممارسة إلى بناتهن. إنهم يعبرون عن شعورهم بالدعم، مدعومين بالحظر القانوني على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، على سبيل المثال، فيما يتعلق بأقاربهم الأكبر سناً في بلد ميلادهم".

في الختام...

لا يسلّط عمل كاميلا بالم الضوء على تعقيد معالجة ختان الإناث في السويد فحسب، بل يساهم أيضاً في إجراء حوار أكثر استنارة واحتراماً حول موضوع شديد الأهمية في مجتمعات المهاجرين في أوروبا والسويد. يمكننا أن نقول بأنّ أبحاثها تعمل كجزء من جسر بين الحساسية الثقافية والحاجة إلى تدابير وقائية، مما يعزز فهم أفضل لقضية شخصية للغاية ومثيرة للجدل في كثير من الأحيان، ويذهب ضحيتها دوماً أطفال أبرياء.

وربّما الختام الأفضل هو ما قالته كاميلا نفسها عن التأثيرات الأوسع لبحثها، أو على الأقل ما تأمله من تأثيرات: "​​من الضروري التعرف على التجارب المتعددة الأوجه التي قد تمتلكها النساء فيما يتعلق بختان الإناث. يوضح البحث أيضاً أن النساء لا يستطعن ​​الهروب من المعتقدات الشائعة حول تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، لكنهن يساومن باستمرار ويربطن فهمهن الذاتي وتمثيلهن الذاتي فيما يتعلق بهذه الصور".

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

آخر الأخبار

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات