أخبار السويد

هل على الأهالي الخوف من راب العصابات على أبنائهم؟ ... مقال رأي

هل على الأهالي الخوف من راب العصابات على أبنائهم؟ ... مقال رأي image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

هل على الأهالي الخوف من راب العصابات على أبنائهم؟ ... مقال رأي

Foto Adam Ihse/TT

مقال رأي للكاتب عروة درويش لصالح منصّة «أكتر» لأخبار السويد

قبل أن أبدأ أريد التنويه للقارئ:

  1. إن كنت تنتظر مني نصيحة في نهاية المقال فلا تقرأه، فعملي هنا أن أضع لك الحقائق، وأنت انصح نفسك بنفسك.
  2. إن كنت تعتقد بأنّ السياسيين السويديين لا يكذبون، فلا تقرأ.

من شيكاغو للعالم

منذ قرابة الـ 60 عام، من أحياء شيكاغو المقسمة طبقياً إلى فقراء وأغنياء، خرجت موسيقى راب العصابات إلى بقيّة أمريكا وأوروبا. وقد تمّت تسميتها «drill» على اسم مصطلح الشوارع الذي يعني هجوم العصابات على بعضها البعض.

منذ انطلاقه وحصوله على الشعبية حول العالم، بات هذا النمط متهماً بالتحريض على العنف بين الشباب. 

لكن هل هذا حقيقي؟ هل راب العصابات هو سبب العنف؟

الراب والشهرة

قبل أن نجيب على السؤال السابق، لديّ كلمة عن مغني الراب: مغنو الراب، مثلهم مثل أيّ بائع، لا يهمهم غير جني المال.

حتّى المشاهير منهم أمثال السويدي ألكسندر سوساي، قال بشكل صريح: «مغنو الراب يريدون جني المال، ولهذا نصنع الراب الذي يباع».

ما هو الراب الذي يباع في عالم تحكمه الأخلاق السوقية، وما سمّاه ثورشتاين فبلن «الاستهلاك التفاخري»؟ 

هل يعتقد أيّ أحدٍ منّا بأنّ المراهقين – وهم الذين يتخبطون في هذا العالم بحثاً عن هويتهم الخاصة – لن ينجذبوا إلى صور السيارات الفارهة، والنساء العاريات، والأسلحة النارية، والدخان والحشيش، والمال السهل؟ من يعتقد ذلك يكون واهماً ولا يعرف شيئاً عن عالم المراهقين.

وهنا تبدو الخطورة في راب العصابات، فهو بكل بساطة، يقدّس هذه الأشياء السوقيّة، ويجعلها نموذجاً للمراهقين يريدون امتلاكه.

لكن علينا العودة الآن للسؤال من الفقرة السابقة: هل راب العصابات هو سبب العنف؟

 السويدي ألكسندر سوساي

من شيكاغو إلى السويد

في المكان الذي أطلق فيه عنف العصابات موسيقى العصابات، في شيكاغو، في الستينيات تمّ إطلاق مشروع دعم اجتماعي لمكافحة الفقر. طبعاً تعطّل هذا المشروع بعد عدّة أعوام من إطلاقه، وتمّ تحويل الأموال المخصصة له فيما بعد إلى الشرطة وغيرها من الجهات من أجل مكافحة الجريمة. حتّى أنّ البعض يقول بأنّه لم يتمّ تطبيق المشروع بشكل فعلي سوى عام واحد هو 1965.

باختصار، هل تعلمون كم، خلال هذا العام الواحد ، انخفضت نسبة الجرائم في ولاية إيلينوي التي تقع شيكاغو ضمنها؟ رقم بسيط، فقط 13%. 

إذاً عندما يصرّح وزير الداخلية السويدي ميكائيل دامبيري بأنّ مشكلة العنف هي تمجيد أغاني الراب لحياة العصابات ومنحها بريقاً، هل نصدقه؟

أو عندما يصرّح رئيس الشرطة السويدية بأنّ جزءاً من مشكلة عدم حلّ العنف هي في قلّة موارد الشرطة، هل نصدقه؟

مشكلة العنف يا أصحابي في استثماره ممّن يريدون ضخّ المزيد في جيوب شركات الأمن والسلاح، ومن يريدون تحويل الشرطة لقوات قمع يمكنها الحفاظ على مناصبهم ومليارات مموليهم بأمان، أمثال كريسترشون الذي يريد تطبيق قانون الإرهاب على العصابات.

Foto TT

 إذاً راب العصابات جيّد؟

لا، راب العصابات سيء. والاستماع له من قبل المراهقين قد يؤثر عليهم سلباً بسبب ما سيرسخه في أذهانهم من قيم. لكنّها لا تعدو مشكلة أغلب الفنون البصرية الغربية الحديثة. تذكروا أغنية «أنا دانا أنا دندن العربية، هل القيم التي ترسخها جيدة؟».

لكنّ راب العصابات ليس هو المشكلة الحقيقية. ذكرت البي.بي.سي في أحد تقاريرها بأنّ أكثر من 70 محاكمة استخدمت فيها الشرطة كلمات مغني الراب ضدهم، وبأنّها منعت الكثير من الحفلات بسبب العنف في كلماتها.

لكن هل نجحت الشرطة البريطانية في تقليل حالات العنف؟

حتّى لو اختفى راب العصابات، فسنجد اسماً آخر يبرز يمنح البريق لحياة العصابات... إنّها مشكلة هيكلية، وراب العصابات فقط ما يبرز منها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©