منوعات

هل مصدر الحب والكره واحد؟

Aa

هل مصدر الحب والكره واحد؟

هل مصدر الحب والكره واحد؟

يقولون بأنّ الحبّ يأتي من القلب، فمن أين يأتي الكره إذاً؟ يلاحق الباحثون الأسس العصبيّة للحب وللكراهية، تماماً كما يلاحقون مراكز الموسيقى  والسخرية وغيرها من المفاهيم المعقدة في الدماغ. وبناء على عدد من الأبحاث، يقترح بعض العلماء اليوم بأنّ مصدر الحب والكره ربّما يكون واحد

«الكره والحب» من وجهة نظر عصبيّة

قاد باحث الأعصاب سمير زكي، من مختبرات جامعة لندن العصبيّة، دراسة في عام 2008 صوّرت أدمغة 17 بالغ أثناء مشاهدتهم لصورة شخص أعلنوا بأنّهم يكرهونه. نشطت في أدمغتهم في هذه الأثناء المناطق في التلفيف الجبهي المتوسط «middle frontal gyrus» والبَطامَة «putamen» والقشرة أمام الحركية «premotor cortex» والجزيرة الإنسية «medial insula». تدعى هذه الأجزاء باسم: «دورة الكراهية»، وقد لاحظ الباحثون مشاركتها في الإعداد للبدء بسلوك عنيف. لكنّ الشعور بالعدوان، وكذلك بالغضب والخطر والخوف، يظهران عند حدوثهما نمطاً مختلفاً في الدماغ عن النمط الذي يحدث أثناء الكراهية.

يبدو بأنّ الحبّ يعطل مناطق تكون مرتبطة بشكل تقليدي مع إطلاق الأحكام

يمكن للاشمئزاز أن يتأتّى دون شك عن المشاعر الإيجابية، من رؤية شريك عاطفي على سبيل المثال (كما في حالة شريك سابق أو منافس محسوس). لكن يبدو بأنّ الحبّ يعطل مناطق تكون مرتبطة بشكل تقليدي مع إطلاق الأحكام، بينما ينشط الكره مناطق في القشرة الجبهية في الدماغ، قد تشترك هي ذاتها في تقييم الأشخاص الآخرين وتوقّع سلوكهم.

لكن وكما لاحظ الباحثون، فإنّ بعض القواسم المشتركة بين الحب والكره، تكون مذهلة. فمناطق مثل البطامة والجزيرة، وهي التي ينشطها الكره، هي ذات المناطق التي تنشط أثناء الحبّ العاطفي. قد يفسّر هذا الارتباط بين الحبّ والكراهية، ارتباطهما الوثيق ببعضهما في الحياة كذلك.

ليس الجميع مقتنع!

لكنّ تلك الدراسة لم تقنع الجميع بأيّ حال بأنّها كشفت عن الجذور العصبية للكراهية. فكما قال سكوت هويتل، بروفسور علم الأعصاب والنفس في جامعة دوق، في عام 2009، وهو لم يكن من المشتركين في الدراسة: «لا يزال الوقت مبكراً جداً للوصول». وأضاف بأنّنا استطعنا الوصول لفهم أفضل بكثير لمشاعر أخرى مثل السعادة والحزن: «حتّى أشياء مثل الندم، بات لها إحداثيات عصبية واضحة جداً».

Johan Nilsson / TT

ويجب أن تكون الخطوة التالية برأي هويتل إجراء المزيد من الأبحاث على جوانب وأنواع محددة من الكراهية، ويشمل ذلك الكراهية المجموعاتية عوضاً عن التركيز على الكراهية الفردية، ووضعها بعد ذلك تحت الاختبار في ظلّ عدّة حالات مختلفة. وقد لاحظ بأنّه سيكون من الهام أيضاً أن نبحث في الحالات التي تعرضت فيها أجزاء من الدماغ للتعطيل، ليؤدي ذلك إلى تغير في الميول. يقول: «بمجرّد إظهار التنشيط والتعطيل الإيجابيان عند يتم إتلاف منطقة الدماغ، فسنحظى بأدلّة جيدة على جزء واحد من الدائرة على الأقل».

لا يزال هدف الشعور بالكره محلاً للتخمين. فالبعض يرى بأنّه ميزة تطورية: لكونه يساعد الأفراد على تقرير من يجب مواجهته أو رفضه. وكما قال هويتل، فإنّ أمر تحديد دائرة عصبية مخصصة للكراهية لا يعدو كونه مجرّد «تخمينات دراسية علمية» بعد.

ألا تكره عدم الوصول إلى نتائج؟

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©