هل لدى السويد وحدها "سوسيال"؟ يبدو سؤالاً يستحق الطرح والبحث عن إجابة له. لكن لكي نكون واضحين ودقيقين: الذي نعنيه بالسوسيال هنا: دائرة خدمات اجتماعية يكون من حقّها التدخّل في العائلات، ومن حقّها وضع الأطفال في مراكز وأماكن رعاية مختلفة عن أسرهم، ولو كان هناك معارضة من الأهل.سنختار عدداً من الدول الشبيهة بالسويد من حيث البنية الاجتماعية والاقتصادية لنجيب عن هذا السؤال.ألمانيايوجد في ألمانيا مكتب رفاه الشباب "Jugendamt"، وهو مسؤول عن جميع العوائل التي تسكن في ألمانيا، بغض النظر عن جنسيتها أو وضع إقامتها.يتبع مكتب رفاه الشباب البلديات، ولديه هدف محدد حماية الأطفال والمراهقين والعوائل. يمكن أن يكون للمكتب أسماء أخرى في بعض المقاطعات.إحدى مهام المكتب الأساسية هي حماية الأطفال والشباب والمحتاجين. إذا تعرّض الطفل للإهمال أو الإساءة، يتدخل مكتب رعاية الشباب ويعتني بنفسه بالطفل المحتاج. غالباً ما يتولى مكتب رعاية الشباب الوصاية على الأطفال والمراهقين الذين لا أهل لهم أو الذين لا يستطيع أهلهم رعايتهم أو الذين يتمّ الإساءة لهم.عندما يعلم مكتب رفاه الشباب بوجود طفل مُهمل أو يتعرّض للإساءة، فسيتمّ إبعاد الطفل عن الأسرة في حال عدم وجود حلّ آخر. ويحتاج تنفيذ ذلك إلى إذن من المحكمة، وفي حالات استثنائية يكون الإذن بشكل لاحق.الأطفال الذين يتمّ أخذهم يتمّ إرسالهم إلى بيوت رعاية خاصة أو عوائل مضيفة.الولايات المتحدةلدى الولايات المتحدة وكالة حكومية تدعى "خدمات حماية الطفل CPS"، ولها أسماء أخرى في بعض الولايات مثل "قسم الخدمات الاجتماعية DSS".من مسؤوليات الوكالة وواجباتها إبعاد الأطفال الذين يتعرضون للإساءة عن عائلاتهم. وهناك قاعدة عامة أنّ على الأهالي مراجعة المحكمة كلّ ١٥ شهر إن كانوا راغبين باستعادة أطفالهم، ليثبتوا أنّ مصدر الإساءة قد تغيّر.القاعدة أن يُمنع الأهل من رؤية أطفالهم الذين تمّ إبعادهم عنهم، لكن يمكن للوكالة أن تقرر العكس في حال لم يكن هناك خطر على مصلحة الطفل.كنداتشبه بنية حماية الطفل في كندا الموجودة في الولايات المتحدة، مع بعض الفروقات. لا يوجد اسم موحّد لخدمات حماية الأطفال، فهي مختلفة من حيث القوانين والتمويل تبعاً للمقاطعات.الاسم الأكثر شهرة هو "مجتمعات مساعدة الأطفال CAS"، وهي مؤسسة خاصة "منظمة غير حكومية" تتلقى تمويل من جهات مختلفة، وبشكل أساسي من المقاطعات. وهي المسؤولة عن القيام بالتحقيقات وتقرير حاجة الطفل للرعاية.إن قررت المنظمة حاجة الطفل للحماية خارج العائلة، يمكنها أخذه بعيداً ووضعه لدى عائلة أخرى، أو أحد أعضاء المجتمع المحلي، أو دار رعاية أطفال.بريطانيالدى بريطانيا نظام شامل لرعاية الأطفال، تتحمل بموجبه السلطات المحلية واجبات ومسؤوليات حماية الأطفال في مناطقهم. تختلف قليلاً القواعد بين كلّ دولة من دول بريطانيا: ويلز وإنكلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية.في حال تحقق معيار عام هو "الضرر الجسيم" الذي يشمل الإساءة الجسدية والجنسية والعاطفية والإهمال، يتم أخذ الأطفال بعيداً عن عائلاتهم. ويتم عرض الأطفال الذين يتمّ أخذهم بعيداً للتبني بموجب قرار من المحكمة، وذلك وفقاً لقانون الأطفال ١٩٨٩ الذي يعتبر رفاه الطفل هو الأسمى.الأطفال الذين لا يتم تبنيهم أو عرضهم للتبني (وهم المراهقين عادة) يوضعون في دور رعاية مستقلة. تقع مسؤولية مراقبة عمل الهيئات المحلية لحماية الأطفال على "مجالس حماية الأطفال المحلية LSCBs".تمّ تشديد القوانين في إنكلترا في عام ٢٠٠٣ على إثر مقتل وتعذيب طفلة إيفوارية.النرويجيوجد في النرويج وكالة حكومية هي "حماية الطفولة Barnevernet"، مسؤولة عن حماية الأطفال. تتوزع الوكالة على البلديات، وتحصل على تمويلها من الهيئات الحكومية المركزية وكذلك من هيئات المقاطعات.تملك الوكالة السلطة لأخذ الطفل من عائلته في حال اشتباهها بأنّه يعاني، وأن تضعه في دور رعاية أو في مؤسسة رفاه.الدنماركفي الدنمارك، لمجلس الأطفال Børnerådet الحق بالتدخل ونقل الطفل من منزله دون موافقة عائلته. يتوزع مجلس الأطفال على البلديات. وفي حال كان الطفل يجاوز سنه ١١ عام، فمن حقه الحصول على استشارة قانونية.وللمجلس الحق بالتدخل لدى العائلات الموجودة في الدنمارك سواء أكانت تحمل الجنسية أم لا.